دي ميستورا من جنيف: لنحول دون تقسيم سورية.. ولافروف يؤكّد التعاون مع واشنطن

قال المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، إنّ وقف التصعيد أولويّة في سورية، مؤكّداً أنّ الأمم المتحدة تدعم منصّة أستانة التي تعزّز المفاوضات في جنيف.

وأضاف دي ميستورا: «لا نريد تعريض وحدة الأراضي السورية للخطر، ويجب أن نحول دون تقسيم سورية».

وفي حين اعتبر دي ميستورا أنّ وقف إطلاق النار في جنوب سورية تقدّم مهم، توقّع أن لا تحدث اختراقات حادّة في المفاوضات الجارية في جنيف.

ووصف دي ميستورا اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب سورية بأنّه متماسك بشكلٍ عام.

وكانت المحادثات الجديدة في جنيف بشأن سورية قد انطلقت برعاية أمميّة بين وفدَيْ دمشق والمعارضة.

وبحسب مصادر، فإنّ لقاءات جنيف 7 بدأت بجلسة في مقرّ الأمم المتحدة بين وفد الحكومة السورية برئاسة بشار الجعفري وستيفان دي ميستورا.

وتحدّثت المصادر عن غموض حيال تشكيلة وفد المعارضة وحضوره إلى جنيف، بسبب الأزمة الحاليّة بين السعودية وقطر، والتي قد تلقي بظلالها على وفد الهيئة العليا، مؤكّداً أنّه حتى الآن لم يتمّ التأكّد ما إذا كان كامل أعضاء الوفد سيصل إلى جنيف، كما أنّه لا معلومات حول الشخصيات التي قد تتغيّب عن الجلسات التفاوضية.

أمّا بالنسبة للنقاشات، فبحسب ما أعلنت الأمم المتحدة فإنّها ستتواصل حول السلل الأربع، لكنّ الأساس هو مسألة صياغة الدستور.

ويسعى الوفد الحكومي السوري من خلال الجلسة الأولى إلى معرفة ما إذا كان سيكون هناك وفداً موحّداً للمعارضة، وما إذا كانت ستُبحث السلّات الثلاث أم أنّ البحث سيتركّز حول الرغبة الروسيّة في مسألة صياغة الدستور.

وقال مصدر، إنّ منصّات المعارضة توصّلت إلى نقاط إيجابيّة تمّ التفاهم عليها، إلّا أنّ هناك نقاطاً لا يزال الخلاف حولها، وتحديداً مسألة المطالبة الدائمة لوفد الهيئة العليا للمعارضة بتنحّي الرئيس بشار الأسد.

وكان المندوب الروسي في جنيف قد أوضح سابقاً أنّ هذه الجولة ستتركّز على مسألة صياغة الدستور، مشيراً إلى أنّه يتعيّن على جميع الأطراف المشارِكة أن تركّز على هذه المسألة، لأنّها الخطوة الأولى من أجل وضع حلّ سياسي على السكّة الصحيحة، حسب تعبيره.

وكان دي ميستورا وعد ببذل جهود كبيرة في الدفع بمسيرة المحادثات السوريّة في جنيف.

وقالت هيئة التفاوض العليا على صفحتها على «تويتر»، إنّ اجتماعات الهيئة في جنيف بدأت من أجل مناقشة نتائج الاجتماعات التقنيّة التي تمّت في الفترة السابقة.

من جهته، قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، إنّ بلاده ستستمرّ بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركيّة للوصول إلى المزيد من اتفاقات وقف إطلاق النار في سورية.

وأعرب لافروف عن أمله في تحقيق توازن المصالح خلال الحوار بشأن الإصلاح الدستور في سورية، مؤكّداً عزم بلاده دعم دي ميستورا في هذا الإطار.

وأضاف لافروف، أنّ بلاده تعوّل على أنّ النجاح في إقامة مناطق تخفيف التصعيد في سورية سيساعد بشكلٍ فعليّ في محاربة الإرهاب، داعياً الولايات المتحدة لمشاركة أكثر نشاطاً في عملية أستانة.

ورحّب وزير الخارجية الروسي بجهود منصّات موسكو والقاهرة والرياض للتوصّل إلى مواقف موحّدة خلال مفاوضات جنيف مع الحكومة السورية.

وأشار لافروف إلى أهميّة موافقة الهيئة العليا للمفاوضات منصّة الرياض على المشاركة في المشاورات الفنّية التي أجراها دي ميستورا قُبيل الجولة الجديدة من مفاوضات جنيف، بجانب منصّتَيْ موسكو والقاهرة، وعلّق على الأمر قائلاً: «الهيئة العليا للمفاوضات سبق أن اعتبرت العمل مع المعارضين الذين يمثّلون منصّتَيْ موسكو والقاهرة أمراً لا يليق بها، نرحّب الآن بحماسة بالموقف الجديد»، معتبراً الأمر «يمثّل نقلة نوعيّة كبيرة في مقاربة الهيئة العليا حول تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي».

وعبّر لافروف عن أمله في أن يكون هذا التغيير ناتجاً عن تأثير اللاعبين الخارجيّين الذين يراهنون على منصّة الرياض في تسوية الأزمة السورية.

وفي السِّياق، قال ممثّل روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف أليكسي بورودافكين، إنّ موسكو تأمل في أن يتمّ تحقيق تقدّم خلال جولة المفاوضات الجديدة حول التسوية في سورية التي استؤنفت اليوم.

وتابع في حديث له في ختام إيجاز صحافي للمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا، عُقد على هامش هذه المفاوضات: «أطلعنا المبعوث الخاص دي ميستورا على خططه وأفكاره، وكيف ينوي إجراء هذه المفاوضات والعمل مع الأطراف. وكلّ ما قاله حظي بتأييد ودعم ممثّلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي في جنيف. ونحن نأمل بأن يتمّ تحقيق تقدّم محدّد».

وذكر الدبلوماسي الروسي، أنّ المفاوضات ستركّز على موضوعين: «توحيد جهود السلطات السورية والمعارضة في مجال مكافحة الإرهابيّين، وعملية الإصلاح الدستوري التي ووفقاً لآراء الأطراف السوريّة، تُعتبر المفتاح والأساس لكلّ القضايا الأخرى في التسوية السياسيّة بسورية».

من جهته، رحّب المتحدّث بِاسم ما يسمّى بوفد الهيئة العليا لمفاوضات جنيف يحيى العريضي بالاتفاق الأميركي الروسي لوقف إطلاق النار جنوب غربي سورية، مشدّداً على ضرورة أن يشمل هذا الاتفاق كامل الأراضي السوريّة.

وأعرب العريضي من جنيف عن أمله بأن تُسفر الجولة الجديدة من محادثات جنيف عن نتائج ملموسة.

ميدانياً، أعلن الجيش السوري سيطرته على أكثر من 1500 كم مربع، تبدأ من الرصافة بريف الرقّة وتنتهي بمنطقة أثرية شرق حماة، بشكلٍ تامّ خلال الأيام القليلة الماضية.

وقال قائد ميداني لوكالة «سانا»: «فرضت وحدات الجيش سيطرتها على مساحة كبيرة من البادية السورية خلال عمليّاتها العسكرية المتواصلة تُقدّر بـ1500 كم مربع، قطعت خلالها خطوط الإمداد من مدينة الرقة باتجاه ريف حماة».

وبحسب القائد الميداني، فقد تمّت استعادة السيطرة على العديد من الآبار النفطية وكان أهمّها حقل الثورة النفطي، الذي تمكذنت وحدات الجيش من تحريره عبر خطة محكمة مدروسة من دون المساس أو إلحاق الضرر بأيٍّ من أجزاء الحقل.

وأضاف أنّ عمليات الجيش مستمرّة في ملاحقة فلول «داعش»، لافتاً إلى أنّ هذا التقدّم في محور الرصافة / أثرية أعطى زخماً جديداً لعمليات الجيش في باقي محاور المعركة مع «داعش» على امتداد البادية السوريّة، حيث سيطر الجيش خلال اليومَين الماضيين على قرية جباب حمد وعدد من التلال الاستراتيجية في محيط حقل الهيل النفطي جنوب بلدة السخنة بنحو 17 كم في ريف حمص الشرقي.

وتعرّضت مدينة الرصافة الأثريّة لأضرار كبيرة نتيجة جرائم واعتداءات عناصر «داعش»، الذي تعمّد سابقاً تدمير العديد من المواقع الأثريّة ولا سيّما في مدينة تدمر وآثارها.

وفي دير الزور، دمّرت وحدات من الجيش مدعومة بالطيران الحربي مدفع هاون و4 آليّات لـ«داعش» خلال عمليّاتها المتواصلة لاجتثاث التنظيم.

وذكرت «سانا»، أنّ وحدة من الجيش قصفت مواقع عناصر «داعش» في حويجة صكر على الأطراف الشرقيّة لمدينة دير الزور، ما أسفر عن تدمير مدفع هاون كان «داعش» يستخدمه في استهداف الأحياء السكنيّة المحاصرة في المدينة.

وبحسب «سانا»، فإنّه بعد رصد ومتابعة واستطلاع دقيق، وجّه سلاح الجوّ ضربات مكثّفة على مقارّ وتحرّكات عناصر «داعش» على طريق الرقة – دير الزور أسفرت عن تدمير 4 آليّات مزوّدة برشاشات ثقيلة.

وأضافت أنّه جرى مقتل عدد من عناصر «داعش» خلال عمليات الجيش على مواقع التنظيم في مدينة موحسن شرق مدينة دير الزور بنحو 20 كم، وأنّه من بين القتلى المتزعّمان في التنظيم «أبو القعقاع الألباني» و«صفوان الياسين».

إلى ذلك، أعلن مصدر عسكري أمس، السيطرة على عدد من القرى والتلال والنقاط الحاكمة في ريف السويداء الشرقي بعد القضاء على أعداد كبيرة من تنظيم «داعش» وتدمير أسلحتهم وعتادهم.

وذكر المصدر، أنّ وحدات من الجيش السوري بالتعاون مع الحلفاء بدأت صباح اليوم عملية عسكرية ضدّ عناصر «داعش» بريف السويداء الشرقي، تكبّد خلالها التنظيم خسائر فادحة بالأفراد والعتاد.

وأوضح المصدر، أنّ المناطق التي تمّت السيطرة عليها هي دير النصراني ورجم البقر وتلول سلمان وتلول الفديين وتلّ أصفر وأشيهب وتلول أشيهب الشمالي والجنوبي والمفطرة وتلّ المفطرة وشنوان والساقية والقصر وتلّ بنات بعير وخربة صعد وتلّ صعد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى