كتيّب «أنـا عــــــائـد»

ل.ن

في عام 1972 وكنت اتولى مسؤولية رئيس مكتب عبر الحدود، ومعها مسؤولية مكتب الطلبة، راودتني فكرة كتابة قصة للأشبال، بعدما وجدت أن الحزب لم يولِ هذا الأمر ما يستحقه من قصص وكتابات، بحيث أن طفلنا لا يجد ما يناسب عمره ليقرأه تعريفاً عن الأمة، عن الحزب، عن سعاده، عن فلسطين، عن الخطر اليهودي…

ذات يوم أحد انصرفت الى كتابة «أنا عائد». طبعت أكثر من نسخة ووزعتها على عدد من الرفقاء المدرّسين ومن الذين يتمتعون بثقافة جيدة، وإلى رفقاء في مناطق مختلفة عبر الحدود.

الردود كانت إيجابية. ومعها ملاحظات طفيفة. حذفتُ، أضفتُ، رفعتُ ذلك الى الجهات المعنية في مركز الحزب، فاطلعَت وأجازت.

لم أكن أتوقع هذا الاستحسان الذي قوبل الكتيّب به، في الوطن حيث نفدت الكمية، وعبر الحدود إذ تُرجم الى أكثر من لغة:

في الأرجنتين، عمد الأمين خليل الشيخ 1 الى ترجمة الكتيب الى اللغة الإسبانية تحت عنوان Ya volvere، فطبعته المنفذية وكانت بعهدة الأمين رشيد سابا. وفي البرازيل أنجز الرفيق ناصر الخوري 2 الترجمة الى اللغة البورتغالية، وطبعته مديرية غويانيا تحت عنوان Eu Estou de Volta . بدوره ترجمه الرفيق الدكتور تيسير كوا 3 الى اللغة الإنكليزية، إنما لم يطبع.

التمهيد مثلما ورد في مقدمة الطبعة العربية: «كان الرفيق لبيب ناصيف، أثناء توليه لمسؤولية رئاسة مكتب عبر الحدود، قد أعدّ حواراً قصصياً للأطفال السوريين في المغتربات، لأجل طباعته في كتيب وتوزيعه في الخارج. وقد أرسل الحوار إلى أكثر من مكان عبر الحدود، ليطلع عليه الرفقاء المسؤولون، ويقدموا رأيهم فيه ومدى صلاحيته لأبناء المغتربين. وجاءت الردود كافة لصالح الحوار القصصي، وعمدت منفذية الأرجنتين إلى ترجمته الى اللغة الإسبانية، كما أعلنت مديرية أوتاوا في كندا عن استعدادها لتسديد تكاليف ترجمة الحوار الى اللغة الإنكليزية وطباعته في كتيب.

إلاّ أن ظروفاً حالت دون اتمام طبع الكتيب وتوزيعه، حتى نشوء شعبة الأشبال في عمدة الداخلية التي اطلعت عليه، ودعت عدداً من الأشبال لقراءته، وقد لاقى الحوار الاستحسان الكامل لدى الأشبال الذين تمنوا على الشعبة طباعته في كتيب وتوزيعه.

وقد تقدمت الشعبة من عمدة الثقافة في الحزب بطلب طبع الكتيب، فشجعت على نشره بعد الاطلاع عليه والموافقة على ما جاء فيه.

هذا الكتيب، وهو الخطوة الأولى في أدب اشبال النهضة السورية القومية الاجتماعية، مدعو ليكون باكورة إنتاج وفير يضعه تحت تصرف أشبالنا الأدباء والشعراء القوميّون الاجتماعيّون، فيولون الأطفال الاهتمام الكبير الذي يستحقونه.

خصّص ريع كتيب «أنا عائد» لشعبة الأشبال في الحزب، وقد ورد ذلك على غلاف الصفحة الأخيرة».

هوامش

1 – مترجم «نشوء الأمم» وكتيب «التعاليم السورية القومية الاجتماعية» الى الإسبانية، ومؤلف أكثر من كتاب حول الموضوع اليهودي والصهيونية.

2 – والده الأمين ابرهيم حنا الخوري. تولى أكثر من مرة مسؤولية مدير مديرية غويانيا التي شكلّت حضوراً متقدماً في المدينة وفي الوسط البرازيلي.

3 – من دمشق، دكتور في التربية، متقاعد منذ سنوات ومقيم حالياً في بريطانيا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى