رئيس الجمهورية: الإصلاح لا يتحقق بـ 7 أشهر
جدّد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تأكيد العمل لبناء الدولة، وفق ما جاء في خطاب القَسَم، لاسيما لجهة احترام الدستور وتطبيق القوانين، لافتاً إلى أن انتظارات اللبنانيين من العهد كثيرة لإصلاح الأوضاع القائمة منذ أكثر من 27 سنة من التراجع، لكن مثل هذا العمل لا يمكن أن يتحقق في سبعة أشهر فقط، لأن التخريب سهل وسريع النتائج أما إعادة الإعمار فتتطلب مجهوداً كبيراً وتستلزم وقتاً.
وقال الرئيس عون خلال استقباله وفداً من بلدة غزير في قضاء كسروان برئاسة رئيس البلدية شارل الحداد: «إننا نعاني اليوم من أزمة ثقافية، حيث نفتقد إلى ثقافة سياسية مكتملة ولدينا نقصٌ في مدى معرفتنا بمفهوم الدولة. ونحن سنبني الدولة وفق مقوّمتين أساسيتين: الأخلاق والإمكانات المادية، كما أننا نعمل وفق أسس علمية صحيحة. وقد بدأنا إعداد الدراسات لمعرفة طرق المساعدة التي يمكن للحكومة أن تقدّمها لكي يصبح اقتصادنا قائماً على الإنتاج وليس على النهج الريعي».
ونوّه عون بالجهود التي يبذلها الجيش والقوى الأمنية للمحافظة على الاستقرار، واعداً بـ«تحقيق المزيد من النتائج الإيجابية في الحقلين الاقتصادي والإنمائي، رغم الصعوبات التي تبرز من حين إلى آخر، والحملات التي تستهدف عرقلة العمل»، لكن «في النهاية ستنتصر الحقيقة وإن كان ثمنها غالياً، لذلك على اللبنانيين أن يثقوا بأن الإصلاح سيتحقق ولا مجال للعودة الى الوراء».
وأكد رئيس الجمهورية أن العمل جارٍ في تنفيذ العديد من المشاريع الإنمائية مثل اوتوستراد غزير – القطين، وطريق دلبتا – عرمون – حياطه، وتوسيع طريق يحشوش، ناهيك عن مشاريع أخرى في منطقة كسروان تستفيد منها قرى القضاء. واعتبر الرئيس عون أن موضوع اللامركزية الإدارية هو من أبرز اهتمامات العهد والعمل جارٍ لتحقيقه.
على صعيد آخر شهد قصر بعبدا لقاءات ركّزت على إبراز الاهتمام الدولي بلبنان وبدوره في مختلف المجالات، حيث استقبل عون في هذا الإطار، وبحضور رئيس الصليب الأحمر اللبناني انطوان الزغبي، الامين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر اماندو سي يرافقه الأمين العام للصليب الاحمر اللبناني جورج الكتاني، ورئيس مكتب الاتحاد الدولي في لبنان كريستيان كورتيز، ومدير مكتب الأمين العام كريستوفر الراسي.
وأطلع سي الرئيس عون على نشاطات الاتحاد الذي تأسس في العام 1929 ويضم 190 عضواً من جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، ويتخذ مكتبه لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا من بيروت مقراً له. ونوّه بالدعم الذي يلقاه الاتحاد من الصليب الأحمر اللبناني، ما يمكنه من تنفيذ الكثير من المهام التي تدخل في صلب عمل المنظمة الإنسانية الدولية. وشدّد على أعمال الاتحاد التي تركّز على 4 محاور أساسية، هي: تعزيز القيم الإنسانية، والاستجابة للكوارث والاستعداد لها، ورعاية الصحة والمجتمع.
نوّه الرئيس عون بدوره، بعمل الاتحاد الدولي للصليب الأحمر، وللتعاون القائم مع الصليب الأحمر اللبناني، مؤكداً أهمية استمرار مكتب الاتحاد في بيروت لتأمين التواصل مع دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لافتاً إلى أن هذا المكتب سيلقى الدعم المطلوب كل من الجانب اللبناني.
كما شدّد على أهمية تعزيز نشاطات الاتحاد الدولي للصليب الأحمر في لبنان، من خلال عقد المؤتمرات وورش العمل.
وفي إطار اهتمام المؤسسات الدولية بلبنان وبواقع الاستثمار فيه، استقبل الرئيس عون وفداً من بنك «باركليز» ضمّ رئيس مجلس الإدارة الإقليمي مكرم عازار والرئيس الإقليمي للأسواق في المصرف وليد مزهر، اللذين أطلعاه على نشاطات البنك في لبنان والمنطقة، والخدمات المصرفية التي يقدمها على مستوى العالم وخصوصاً الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا.
وأعرب عازار ومزهر عن رغبة إدارة «باركليز» بالمساهمة في تطوير الاقتصاد اللبناني والاستثمار في القطاعات الاقتصادية اللبنانية، لا سيما أن «باركليز» شارك في عملية إصدار سندات الخزينة التي نظمتها وزارة المال مؤخراً.
ورحّب رئيس الجمهورية بالوفد، مؤكداً أن مسيرة النهوض الاقتصادي بدأت، وهي تحقق تدريجياً نتائج إيجابية، لافتاً إلى أن رغبة المؤسسات المصرفية الكبرى والشركات العالمية بالاستثمار في لبنان، هي دليل ثقة بقدرة هذا البلد على النهوض من جديد وتحقيق الأهداف التي يتمنّاها شعبه.
وفي قصر بعبدا أيضاً، وفد من قيادة الجيش ضم رئيس جهاز المراسم في اركان الجيش للعديد العميد الركن رفعت رمضان، والعميد الركن فاتك السعدي من مديرية المخابرات، والعقيد الركن إيلي مزهر من الغرفة العسكرية، الذين نقلوا الى رئيس الجمهورية دعوة قائد الجيش العماد جوزف عون لترؤس احتفال تقليد السيوف للضباط المتخرّجين لمناسبة عيد الجيش في الأول من آب في الكلية الحربية في الفياضية.
الى ذلك ابرق الرئيس عون الى الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط معزياً بوفاة نائب الأمين العام للجامعة أحمد بن حلي، منوّهاً بدوره في المساهمة في تعزيز العمل العربي المشترك.