فرنجية: رئيس الجمهورية لا يدعوني بل يستدعيني ولا أسير بالمزايدات الطائفية

رفض رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية «تعديل الطائف»، معتبراً أن «العلة ليست في الدستور واذا اقتضت الأحوال وحتّمت إحداث أي تغيير على المستوى الدستوري، فذلك سهل إذا تم بتوافق من اللبنانيين انما دون توافق لا يجب القيام بأي تعديل».

وقال أمام مجلس نقابة محرّري الصحافة اللبنانية برئاسة النقيب الياس عون: «كنت أودّ أن تكون الأوضاع أفضل في هذا العهد المسيحي، لكن ماذا يميّز حتى الساعة هذا العهد عن العهد السابق؟ لا أجد هذا الفرق، وفي أي حال فإننا ندعم أي أمر إيجابي ولا نعارضه. لقد اتهموا في السابق جهات كثيرة بالصفقات، هناك أمور عديدة اليوم تعوزها الشفافية في البلاد مثل الكهرباء، خصوصاً في ما يتعلق بملف المناقصات والطريقة التي أحيلت بموجبها هذه المسألة أي أن دور ادارة المناقصات هو أن تأخذ العروض وتفضها، وحسب مما يعني أن هناك مناقصة مدبّرة»، لافتاً الى أن «هناك مشكلة أخرى ستنتج من وجود مولدات كهربائية في البرّ بطاقة 500 ميغاواط تباع للدولة»، لافتاً الى «أننا لسنا ضد الخصخصة اذا كانت هناك أسعار بشروط الدولة وليس شروط المستثمر. وأنا في كل ما يجري استثني الرئيس عون الذي لا علاقة له بكل ما يبتعد عن الشفافية، ولكن لا أستثني أي أحد حتى أقرب المقربين وهلمّ جرّا والرئيس عون هو إنسان جيد ولكن حتى الآن وفي ظل عهده لم يتغيّر شيء».

واضاف: «كنت اتمنى ان يتخذ خطوة اقتصادية جريئة ويذهب الى تغيير الفكر القديم»، لافتاً الى ان «النهضة الاقتصادية تكون بزيادة الدخل القومي وليس بزيادة الضريبة بل بفتح البلد امام الاستثمارات».

ودعا إلى «سن قوانين عصرية لتسيير عجلة الاقتصاد وفتح لبنان على الاستثمارات ووضع التشريعات اللازمة. وكنت أتمنى لو اتخذت خطوة جريئة على المستوى الاقتصادي ترمي الى تغيير الذهنية وتؤدي الى زيادة الدخل القومي لا الاكتفاء بالمعزوفة العامة عصر النفقات ووقف الهدر».

وقال: «إن رئيس الجمهورية لا يدعوني بل يستدعيني، قلت هذا وأكرّره. ونحن موجودون على الساحة اللبنانية وكيف يتعاطى معنا الآخر نتعاطى معه. وقد حاولوا إلغاءنا ونحن جاهزون لكل شيء، نهادن من يهادننا ونواجه من يواجهنا ونحارب من يحاربنا. وأنا طرحي وطني ومنفتح ولا أتلطّى وراء طائفتي كالبعض عندما يتمّ حشره، ولا أسير في المزايدات، فالشؤون الحياتية هي الأساس وعلينا إعادة بناء الطبقة الوسطى التي انهارت والتي كانت الأساس في نهضة لبنان».

ورداً على سؤال حول إمكان الالتقاء مع رئيس الجمهورية من جديد وعقد جلسات مصارحة لعودة الأمور إلى مجاريها، قال: «أنا في مسيرتي السياسية كنت إيجابياً، ولكن لا أستطيع أن أكون إيجابياً مع مَن يكون سلبياً معي».

واوضح ان «كل من يعتقد أنه مشروع رئيس جمهورية في المستقبل يعمد الى محاربته وتجب إزالة هذا الهاجس كي لا تعود هناك مشكلة»، لافتاً إلى أن «كل ما قاله التيار الوطني الحر فعل عكسه على الأرض، لذلك المطلوب دائماً التواضع في الخطاب».

وحث على «التصرّف بمسؤولية حيال ملف النازحين»، مشيراً إلى أن «الأمم المتحدة تريد توفير مصالح الغرب وأن أوروبا لا تريد استقبال النازحين عندها وتريدهم معززين مكرّمين حيثما هم ومصلحتنا لا تتلاقى مع مصالح الدول الغربية، خصوصاً أوروبا ويجب معالجة الأمور».

ورداً على سؤال مَن يعيد النازحين إلى سورية؟ أجاب: «هذه مسؤوليتنا وعلينا التفتيش عن الوسيلة التي تؤمّن ذلك وألا يتحوّل إبقاؤهم في لبنان على طريقة لا حول ولا قوة. فإذا حصل استقرار في سورية ولم يعُد هذا النازح، فهل يصبح مواطناً أجنبياً أو لاجئاً على أرضنا؟ وانا أرى من الآن إلى فترة قريبة استقراراً في سورية بحيث يصبح بإمكانهم العودة». وأكد أنه «لا بدّ من الكلام مع سورية وبأن يكون التعاطي من حكومة الى حكومة ومن دولة الى دولة، ولا أقول إن الأمم المتحدة ليست الجهة الصحيحة للحوار معها لكن مصالحها تتضارب مع مصالحنا».

وأضاف: «كان الله في عون اللواء عباس ابراهيم في هذه المهمة، لأنها لن تكون سهلة. وبرأيي إن لم يتوفر الإجماع على هذه المهمة فلن تكون سهلة او على الأقل قد يتبرأ أحدهم من نتائجها»، داعياً إلى «التعاطي مع هذا الملف بمسؤولية وطنية».

وعن «داعش» قال: «سقط مشروعها ولو نجح هذا المشروع كان سقط لبنان، وكانت تغيّرت صورته إلى الأبد، داعش قطوع مرّ علينا وزال عنا خطر وجودي. وهنا في لبنان زال الخطر الوجودي والآن في سوريا والعراق يندحر داعش.

ورداً على تدخل «حزب الله» في سورية، قال: «لم يندحر داعش إلا مع ذهاب حزب الله إلى سورية. وهو يقاتل من أجل مشروع أبعد مما نظنّ. فهذا قرار استراتيجي. ونحن مع هذا المحور وهو يدخل ضمن المنطقة. المشروع الآخر أيضاً دولي وله رهاناته، وإن الذين يعيبون على الحزب تدخله في الحرب السورية إنما ينطلقون أيضاً من رهانات خارجية على سقوط النظام السوري والحزب. وعندما يرى الحزب أن وجوده غير ضروري سيغادر سورية».

اما بالنسبة للانتخابات النيابية، فقال: «إن القانون سيغيّر في البلد نوعاً ما، إنما المشكلة ليست في القانون، بل في طريقة تطبيق النظام».

وأكد أنه «بعدما أطاح سواه الخطوط الحمراء التي رسمها لنفسه في السياسة والتحالفات، فإنه ليس لدينا اليوم اي خطوط حمراء. والأمور مفتوحة على كل الاحتمالات انما مع الثبات في قناعاتنا السياسية التي لا نحيد عنها».

وحول لقاء مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع قال: «لا شيء حتى الآن في الأفق». وعن علاقته بالسيد حسن نصر الله قال: «ممتازة وعظيمة ولا تتغيّر».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى