تيلرسون يغادر الخليج والأزمة القطرية تراوح مكانها ولودريان سيقوم بجولة خليجية للتهدئة السريعة!
اختتم وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في الدوحة أمس، مهمته الخليجية الهادفة إلى إنهاء الخلاف بين قطر وجاراتها، إنما من دون أن ينجح على ما يبدو في تحقيق اختراق فعلي في جدار أكبر أزمة دبلوماسية يشهدها الخليج منذ سنوات.
وبعد أربعة أيام من الرحلات المكوكية بين الكويت التي تتوسط لحل الأزمة، وقطر والسعودية الطرفين الرئيسين في الخلاف، عاد تيلرسون إلى الدوحة ليلتقي أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للمرة الثانية في غضون 48 ساعة.
وقالت وكالة الأنباء القطرية الرسمية إنّ «اللقاء المشترك الثاني ضمّ كلاًً من الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية القطري والشيخ محمد العبد الله المبارك الصباح وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالوكالة بدولة الكويت وريكس تيلرسون وزير الخارجية الأميركي». وبيّنت أنّ «اللقاء تناول مستجدات الأزمة الخليجية والجهود المبذولة لحلها عبر الحوار والطرق الدبلوماسية».
وقبيل اللقاء الثلاثي، قالت قناة «الجزيرة» القطرية «إنّ أمير قطر عقد اجتماعاً مع تيلرسون تم خلاله بحث الأزمة الخليجية، هو الثاني أيضاً خلال يومين». وأشارت القناة القطرية إلى «أنّ تيلرسون سيغادر في أعقاب هذه الاجتماعات إلى واشنطن مختتماً جولته الخليجية».
وتفادى الوزير الأميركي ومسؤولون قطريون بعيد اللقاء الإجابة على أسئلة الصحافيين حول ما إذا تحقق تقدم على مسار حل الأزمة. وقال الشيخ محمد بن حمد آل ثاني، شقيق أمير قطر، لتيلرسون «نأمل أن نراك مجدداً هنا إنما في ظروف أفضل».
وأُبلغ الصحافيون بإمكانية انعقاد مؤتمر صحافي يشارك فيه تيلرسون، إلا أنّ الوزير الأميركي غادر قطر بعيد اللقاء مع الأمير من دون أن يدلي بتصريحات صحافية.
وباستثناء مذكرة تفاهم قطرية أميركية في مجال مكافحة الإرهاب وقعت الثلاثاء في الدوحة، بقيت الأزمة تراوح مكانها مع تمسك الدول المقاطعة لقطر بشروطها في مقابل رفض الدوحة الانصياع لهذه المطالب رغم العقوبات المفروضة عليها.
وتترقب المنطقة يومي السبت والأحد وصول وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الذي سيقوم بجولة خليجية للدعوة إلى «تهدئة سريعة» بعد جولات نظرائه من الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا.
وقالت مصادر دبلوماسية في باريس «إنّ الوزير الفرنسي سيعمل على إعادة بناء الثقة وإيجاد مصالح مشتركة تدفع جميع الأطراف إلى منع تدهور الأزمة»، مضيفة «علينا أن نجد حلاً».
في السياق نفسه، أعلن وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، «أنّ رئيس البلاد، عمر البشير، سيتوجّه، يوم الأحد، إلى الكويت ضمن جولة خليجية تشمل الإمارات لدعم جهود أمير الكويت لاحتواء الأزمة الخليجية».
وقال غندور، في مؤتمر صحافي عقده أمس، في مقر وزارة الخارجية، «إن زيارة البشير تأتي تأكيداً لدور السودان الداعم للكويت لإنهاء الأزمة بين الأشقاء في دول الخليج».
ونفى غندور، في الوقت ذاته، بصورة قاطعة وجود علاقة لدول الخليج بتمديد العقوبات الاقتصادية الأميركية المفروضة على السودان، بل شكر هذه الدول على جهودها ومساعيها لرفع العقوبات بصورة نهائية.
في سياق آخر، اعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير أمس، «أنّ محاولات عزل قطر تتسبّب في انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، كما ينتهك الحق في حرية التعبير ويؤدي إلى تشتت العائلات وتوقف الرعاية الطبية».
وقالت: «إنها وثقت حالات 50 مواطناً من قطر والبحرين والسعودية، وأكثر من 70 وافداً أجنبياً يعيشون في قطر، انتهكت فيها حقوقهم بسبب السياسات التقييدية المفروضة منذ 5 حزيران»، مضيفة «وُضع مئات السعوديين والبحرينيين والإماراتيين أمام خيار صعب، إما تجاهل أوامر بلادهم أو ترك عائلاتهم ووظائفهم».
وأبلغ مواطنون خليجيون هيومن رايتس ووتش أنّ «هناك آباء أُبعدوا قسراً عن أطفالهم الصغار وأزواجاً عن زوجاتهم، ومُنع أفراد أسر من زيارة أهاليهم المرضى أو المسنين».
على صعيد آخر، أعربت الخطوط الجوية القطرية أمس عن خيبتها تجاه قرار مجموعة «أميركان إيرلاينز» إنهاء شراكتها معها على خلفية اتهام الشركة الأميركية لنظيرتها القطرية بتلقي دعم مالي حكومي.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة القطرية أكبر الباكر لصحافيين في الدوحة «نشعر بخيبة أمل»، مؤكداً في الوقت ذاته «أن الشركة القطرية لن تقلّص أعداد رحلاتها في الولايات المتحدة جراء هذا القرار».
وأوضح «اذا كانت هذه طريقتهم لجعلنا نقلص أو نوقف رحلاتنا إلى الولايات المتحدة، فإننا نؤكد أننا لن نُقدم على ذلك»، مضيفاً «هناك شركاء آخرون يريدون العمل معنا، ولذا فإننا سنستمر».