موسكو تحذّر الناتو من خطر تحوَّل أفغانستان إلى «ملجأ آمن للإرهابيين»

أعلن مندوب روسيا لدى الناتو ألكسندر غروشكو «أنّ موسكو حذّرت الحلف من خطر تحوّل أفغانستان إلى ملجأ آمن للإرهابيين»، داعياً الناتو إلى «تقديم كامل المعلومات حول الأهداف الجديدة لبعثته هناك».

وقال غروشكو عقب اجتماع مجلس «روسيا – الناتو» أمس، «إنّ الجانبين بحثا الوضع المتفاقم في أفغانستان»، مشيراً إلى «حفاظ تنظيم داعش الإرهابي على مواقعه هناك، وكذلك الوضع المؤسف في مجال مكافحة تهريب المخدرات».

وأكد الدبلوماسي الروسي على «اتفاق الجانبين بضرورة الحيلولة من دون تسلّل الفوضى من أفغانستان». وقال: «إنّ موسكو تعوّل على الحصول على كامل المعلومات من قبل حلف الناتو بشأن الأهداف والأبعاد الجديدة لبعثة الحلف في أفغانستان في الفترة المقبلة»، مشيراً إلى أنّ «عملية تقييم الاحتياجات الجديدة بسبب تطوّر الوضع في مجال الأمن في أفغانستان لا تزال مستمرة، ويجب أن تحدد واشنطن قبل كل شيء موقفها».

وأكد غروشكو «استعداد موسكو لتطوير علاقاتها مع حلف الناتو في مجال الأمن وتجنّب حوادث عسكرية إلى أقصى حد يستعد الحلف للوصول إليه». وقال: «إنّ موسكو تنوي عقد إجازات صحافية حول تدريبات الغرب – 2017 الروسية البيلاروسية المشتركة للملحقين العسكريين من دول الناتو».

وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أنّ «أكثر من 40 ألف عسكري سيشاركون في مختلف تدريبات الناتو في شرق أوروبا في الفترة ما بين تموز وتشرين الأول، وذلك في إطار خطة الحلف الخاصة بتعزيز وجوده قرب حدود روسيا»، مضيفاً: «أنّ التدريبات المذكورة تهدف كذلك إلى تطوير البنى التحتية العسكرية بنشاط في ذلك المسرح المحتمل للقتال».

ودعا غروشكو الناتو إلى «جمع خبراء عسكريين للجانبين لتحليل توازن القوى الحقيقي في أوروبا بشكل مهني ومن دون عواطف».

وبشأن أوكرانيا، أكد المندوب الروسي لدى الناتو «أنّ خطوات الحلف لدعم أوكرانيا تشجّع كييف في الواقع على مواصلة الحرب في منطقة دونباس، والحفاظ على الوضع الحالي في المنطقة وتخالف بالتالي المصلحة المشتركة المتمثلة في تسوية الأزمة في أوكرانيا».

وقال غروشكو: «إنّ دول الناتو لا تزال تتحدّث عن مسؤولية خاصة لروسيا وضرورة تنفيذ اتفاقات مينسك، إلا أنها لا تتخذ أيّ إجراءات لدفع السلطات الأوكرانية لتنفيذ هذه الاتفاقات».

من جهته، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ «أنّ الناتو لا يرى ما يؤكد دعم روسيا لحركة طالبان في أفغانستان»، مضيفاً أنّ «موسكو والناتو يدعمان الحفاظ على الاستقرار في هذا البلد».

وقال ستولتنبرغ: «إن مباحثات الجانبين كانت شفافة وصريحة»، مشيراً إلى أنّ «الاجتماع تناول قضايا أفغانستان وأوكرانيا وكذلك موضوع الشفافية والعمل على خفض الأخطار».

وأكد الأمين العام للناتو أنه لا تزال هناك «اختلافات كبيرة بين الحلف وروسيا بشأن النزاع في شرق أوكرانيا وقضية شبه جزيرة القرم»، مشيراً إلى «عدم سحب الأسلحة الثقيلة من مناطق النزاع». وأضاف أن «اتفاقات مينسك تمثل أفضل سبيل لحل الأزمة، إلا أنها يجب أن تنفذ».

من جهة أخرى دعا ستولتنبرغ روسيا إلى «الالتزام باتفاقية فيينا والسماح بحضور مراقبين لتدريبات الغرب -2017 الروسية البيلاروسية المشتركة من أجل تأمين الشفافية في هذا المجال»، معرباً عن «اعتقاده بأنّ عدد القوات المشاركة في هذه التدريبات سيكون أكبر من العدد المعلن من قبل موسكو».

وقال: «إنّ حلف الناتو سيتابع عن كثب تدريبات الغرب -2017»، مشيراً إلى أنّ «الحلف لا يرى أي خطر حتمي في هذه التدريبات»، مضيفاً أنه «يحق لأي بلد أن يجري تدريبات لقواته المسلحة».

وأكد ستولتنبرغ: «أهمية تحقيق تقدم في مجال ضمان أمن التحليقات في أجواء البلطيق»، داعياً إلى «بذل المزيد من الجهود في هذا المجال وتأمين الشفافية».

كما أشار إلى أنّ « 35 ألف عسكري من الناتو سيشاركون في مناورات ترايدنت جونكتور العام المقبل».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى