ورد وشوك

قلبت أوراقي، لملمت منها بعض الكلمات، نظمتها قصيدة وأنا التي لم أقرب الشعر إلا مستمعة له من مقرضه بإصغاء.

تفعل فعلها في ذاتي القوافي تنقلني من حال إلى حال، تارة تجعلني كطائر جميل يحلق في سماء ملكها الفضاء بفرح غامر أنسى معه كل ما في الحياة من عناء،

وأحياناً أخرى ترميني وكأنني أصبت بسهم طائش من علوّ فوق أرض تكسّر إسفلتها واختلط بالشوائب.

أتحامل على نفسي لأعاود الوقوف منتصبة أمسح ما أصبت به من جروح وكدمات، قد تحتاج مني استعمال بعض المعقمات والمطهرات لاتقاء المضاعفات وترميم ما أمكن من الإصابات. أعلن غضبي من شرخ قد يصيبني لا تنفع معه الأدوية والمسكنات. أمسك قلمي فيسيل مداده كلمات، وكلمات، فوق أوراقي البيضاء فيعطيها معنى وجودها لدي فأعاملها بحبّ واحترام. أعود إليها لأقرأ ما احتوته من كلمات، تراني كتبت بأسلوبي وطريقتي هجاءً أم رثاء؟

أأهجو زمناً اختل فيه المعيار ما أثّر سلباً على معادن الرجال والنساء؟ أم أرثي حالنا فيه! فما زلنا نعيش سنوات الضياع رغماً عنا اختلط فيها النقاء والصفاء بالغش والخداع!

لكن أملي ما انقطع يوماً أنني سأوفق حتماً للقاء الصدق والاحترام، جُلّ همي في هذه الحياة، وقتها سأتطفل على الشعر وأُقرض منه معسول الكلام علّني أصالح زماني وأعرب له عن أسفي لما أسلفته من هجاء ورثاء.

رشا المارديني

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى