ظريف محذراً واشنطن: سياسة ترامب خاطئة في المنطقة وسننسحب من الاتفاق النووي!
قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف: «إنّ سياسات إيران تتصف بالثبات والاستقرار دائماً»، مضيفاً «أنّ بلاده تكافح دائماً الإرهاب والتطرف، وأنها عملت من أجل مكافحة الإرهاب، الأمر الذي يتجلّى وبخطورة بالغة في سورية وأفغانستان والعراق».
كلام ظريف جاء في حديث مع شبكة «سي أن أن» تناول فيه توابع زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية، ومحاولة بناء تحالف مضاد لإيران وعزل قطر.
وحول دعم الرئيس الأميركي الكامل للرياض رأى ظريف أنّ «هذه السياسة غير صائبة وخاطئة، فنحن نعلم من أين يأتي الإرهابيون ونعلم أن مَن هاجم برجي التجارة العالمية من رعايا أي بلد هم»، لافتاً إلى أن «المتورطين بالعمليات الإرهابية منذ عام 2001 وإلى الآن لم يكونوا إيرانيين قط».
وأضاف ظريف أن «طهران ومنذ السنوات الأولى من هذا القرن عملت على مساعدة أفغانستان وأعلنت موقفها المعارض لحكومة تتشكل من طالبان أو القاعدة في هذا البلد»، موضحاً إلى أن بلاده هرعت «من أجل الحد من هيمنة تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسورية».
أما بالنسبة إلى الملف النووي لإيران، فأكد ظريف أن «بلاده لم تسع أبداً للحصول على الأسلحة النووية». وأوضح أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت من جديد أنّ المزاعم حول البعد العسكري للبرنامج النووي «لا أساس لها من الصحة»، مشيراً إلى أنه «من هذا المنطلق قرّرت الوكالة إنهاء هذه القضية».
وفي مقابلة مع مجلّة «ناشيونال إنترست» الأميركية، حذر وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف واشنطن من أنّ «بلاده تملك خيارات عدة في حال تمّ نقض الاتفاق النووي جدياً، وبينها الانسحاب من الاتفاق».
كما قال ظريف في الذكرى الثانية للتوقيع على الاتفاق النووي رداً على سؤال بشأن النقض الأميركي لروح الاتفاق النووي مع إيران، قال ظريف: «حسناً، لقد اتخذنا مساراً محدداً تم وصفه في الاتفاق النووي، أي الرجوع الى اللجنة المشتركة للاتفاق النووي. وسوف نناقش ذلك في اللجنة المشتركة للتأكد من معالجة أوجه الانتهاكات التي تقوم بها الولايات المتحدة. وقد كان هذا موضوع نقاش مستمر داخل اللجنة المشتركة، ليس فقط أثناء إدارة ترامب ولكن أيضاً خلال إدارة أوباما السابقة، عندما أخذت الولايات المتحدة، على سبيل المثال، عدة أشهر لتمرير شراء الطائرات. استغرق الأمر وقتاً أطول من الولايات المتحدة لتصفية شراء طائرات إيرباص مما استغرقته لشراء طائرات بوينغ. ولكن على الرغم من ذلك استغرق الأمر نحو تسعة أشهر، واستغرق الأمر بالنسبة للبوينغ حوالي أربعة أشهر، والتي كانت في رأينا طويلة جداً. لذلك أخذنا القضية إلى اللجنة المشتركة. وقد تم علاج بعض الأجزاء.. وبعضها لم يعالج. وهذا هو الطريق المفتوح لنا الآن».
وأضاف: «إذا كان الأمر يتعلق بانتهاك كبير، أو بتدنٍ كبير في الأداء في شروط الاتفاق النووي، فلدى إيران خيارات أخرى متاحة، بما في ذلك الانسحاب من الصفقة».
وحول هذا الخيار أوضح وزير الخارجية: «إن قصدي هو أنه اذا كان الخروج من الاتفاق النووي أحد الخيارات، فإن طريقه مفتوح أمامنا كذلك»، مشيراً إلى ذلك كخيار أخير.
قال ظريف «بدأنا عملية تفاهم ليس فقط مع الولايات المتحدة، بل مع مجموعة الـ 5 +1، وأيّدها مجلس الأمن الدولي. كما قلنا في السابق نريد للاتفاق النووي أن يكون أساساً وليس سقفاً. ولكن ليكون هناك أساس متين يجب أن نتأكد بأن جميع الأطراف نفّذت واجباتها. عندما نحقق هذا الأمر، عندها ينفتح المجال لمزيد من التقدم».
من جهة أخرى، أعلن البيت الأبيض «أنّ وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيليرسون، سيصدر قريباً إعلاناً حول الإتفاق بشأن الملف النووي الإيراني الذي وصفه الرئيس ترامب بالسيئ».
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، في مؤتمر صحافي عقده أمس: «سيصدر وزير الخارجية في وقت قريب جداً إعلاناً حول هذا الاتفاق».
وأضاف سبايسر في الوقت ذاته، متوجهاً إلى الصحافيين: «أعتقد أنكم جميعاً تعلمون أنّ الرئيس صرّح بكل وضوح أنّ هذا الاتفاق سيئ جداً بالنسبة للولايات المتحدة».