حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا… فهل يقطع عبدالله سبيل الله!

رانيا مشوح

للسنة الثالثة على التوالي تمنع السلطات السعودية الحجيج السوريين من زيارة بيت الله الحرام وأداء فريضة الحج التي هي حق لكلّ مسلم، فهل تعتبر السلطات السعودية أنّ الحرم المكي والكعبة المشرّفة وكافة المقدسات الإسلامية ملكٌ لها، تسمح لمن تشاء بالدخول وتمنع من تشاء؟ وإذا كانت حجة منع السوريين من أداء فريضة الحج هو الحفاظ على بلادهم من تسرّب الإرهاب إليها، فمن يفسّر للسوريين وجود آلاف السعوديين بين عناصر المجموعات الإرهابية على الأراضي السورية؟ وهل وجود السوريين في الحج لأداء فريضة الحج الركن الخامس من أركان الإيمان هو عينه ما يمارسه السعوديون في سورية من قتل وذبح ودمار و جهاد نكاح ؟

الرأي الديني لأغلب العلماء المسلمين أنّ من يمنع غيره من أداء النسك الواجب عليه بغير حق غير جائز شرعاً، وفاعله متشبه بالكفار الذين صدّوا المسلمين عن الحج ومنعوهم عنه، قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ . الحج ـ 25 .

وهناك أقوال أخرى تعتبر هذا الفعل كفراً، فلا يحق لأحد أن يمنع الناس عما شرعه الله لهم، ولا يحق لمخلوق أن يقف بين الله وبين عباده وسبل التقرّب إليه، وهو معصية من المعاصي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .

الردّ السوري عن طريق وزارة الأوقاف، والذي اقتصر على مطالبة السوريين بأن تكون الأيام العشرة الأولى من ذي الحجة أيام صلاة وصيام ودعاء وابتهال إلى الله لأن يحفظ سورية ويعيد إليها الأمن والأمان وينصر الجيش السوري ويرحم الشهداء الأبرار، كلام جميل ومنمّق، ولكن أين حقوق المسلمين السوريين؟ فلكلّ مسلم في العالم حقٌّ في مقدسات الإسلام، ولا فضل للسعودية ولا لغيرها عليهم، وهل يكفي أن تلفت وزارة الأوقاف في تعميمها إلى ما انتهجته حكومة المملكة العربية السعودية من حرمان ظالم للسوريين من أداء مناسك الحج، والذي لم يعهده العرب والمسلمون في تاريخهم، معتبرة أنه لا مبرّر لذلك إلا الرغبة في المزيد من العدوانية والتآمر الفاضح والعمالة للغرب!؟ وهل يطفئ هذا الردّ نيران السوريين المتلهّفين إلى طاعة الله والتقرّب إليه؟

قال تعالى في كتابه العزيز: ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي وفي الآخرة عذاب عظيم . البقرة ـ 114 . هذا وعد الله فاحذره يا عبدالله.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى