المقداد: دي ميستورا يسعى لحرف الانتباه عن الإرهابيّين
شنّ نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، هجوماً على المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، متّهما إيّاه بالسعي لصرف الانتباه في مفاوضات السلام عن الإرهابيّين في البلاد.
وقال المقداد خلال لقاء أجراه أمس، مع الدارسين في مدرسة الإعداد الحزبي المركزيّة بالتل، حسب ما نقلته وكالة «سانا» السوريّة الرسميّة: «إنّ أيّ حرب لها بداية ونهاية، ونحن عازمون على جعل هذه الحرب تنتهي لمصلحتنا ولمصلحة أمّتنا كيلا نكون عبيداً لـ«إسرائيل» في هذه المنطقة، وكي نتابع النضال لاستعادة الحقوق العربية الفلسطينية».
وأكّد المقداد، في إشارة إلى المفاوضات الخاصّة بتسوية الأزمة السوريّة: «إلى اليوم لا يوجد توصيف دقيق لما يجري في سورية في الأمم المتحدة، ونحن ماضون في نهج التفاوض».
وانتقد المسؤول السوري ما وصفه بـ«محاولات إفراغ سلّة مكافحة الإرهاب من مضمونها وتحويلها إلى سلّة بناء ثقة، وفق ما يحاول دي ميستورا القيام به لحرف الانتباه عن الإرهابيين».
كما تحدّث المقداد عن أهم الجوانب التي يتمّ التعامل معها في إطار اجتماعات أستانة، بما في ذلك تلك التي تتعلّق بتخفيف التوتر والتحدّيات التي تواجهها الجهود المبذولة في هذا المجال، موضحاً أنّ «أيّ عمل توافق عليه الحكومة السوريّة سيحافظ على وحدة سورية شعباً وأرضاً».
وأضاف المقداد، أنّ القيادة السورية مؤمنة بأنّ البلاد «ستنتصر على الإرهاب، ولن تسمح بتمرير المشاريع المشبوهة».
وفي سياقٍ آخر، أكّدت وزارة الخارجية الروسية تعميق الاتصالات مع الجانب الأميركي حول الهدنة في سورية، فيما واصلت موسكو وعمَان مشاوراتهما حول المسألة نفسها.
وقال سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، في معرض تعليقه على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول الجهود للتوصّل إلى «هدنة ثانية» في سورية، إنّ الجانب الروسي على اتصال بالشركاء الأميركيّين حول إقامة مناطق تخفيف التوتّر بسورية والمواضيع الأخرى المطروحة للنقاش في سياق عملية أستانة للتفاوض حول التسوية السوريّة.
وكان مصدر مقرّب من المحادثات حول التسوية السوريّة في جنيف، قال إنّ روسيا والولايات المتحدة قد تعلنان هدنة ثانية في سورية في منتصف آب المقبل، بعد أن يجري الخبراء الأميركيّون والروس مشاورات في إحدى العواصم الأوروبية.
وأشار المصدر لوكالة «سبوتنك» إلى أنّه سيتمّ الإعلان عن الهدنة قريباً، قبل اللقاء القادم في أستانة، بين 14- 15 آب، لافتاً إلى أنّه على الأرجح أن تشمل الهدنة حمص وربما الغوطة الشرقية لدمشق.
وتأتي هذه المعلومات بعد إعلان مسؤول في الخارجية الأميركية في وقت سابق هدنة في جنوب غربي سورية، بعد مفاوضات بين الولايات المتحدة وروسيا والأردن.
وتابع ريابكوف قائلاً: «من الطبيعي أنّه مع تسريع وتائر العمل على هذا الاتجاه وتراكم الخبرة، فإنّ ذلك يتيح لنا مواصلة اتصالاتنا بهذا الشأن وتعميقها».
من جانبٍ آخر، أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتصالاً هاتفياً مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، ركّز على القضايا الإقليميّة الملحّة، ولا سيّما التسوية السوريّة. وخلال هذه المكالمة التي جاءت استمراراً لمحادثات هاتفيّة جرت بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في 13 تموز، بحث لافروف والصفدي الإجراءات التي تتّخذها روسيا والأردن وبعض الدول الأخرى لإحلال نظام وقف إطلاق النار في سورية، ولا سيّما في سياق تنفيذ المذكّرة الموقّعة من قبل ممثّلي روسيا والأردن والولايات المتحدة في 7 تموز الحالي حول إقامة منطقة لتخفيف التوتّر جنوب غربي سورية. كما تمّ خلال المكالمة التشديد على ضرورة احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها بمراعاة أحكام القرار الدولي رقم 2254.
يُذكر أنّ وكالة «سبوتنيك» الروسيّة نقلت أمس، عن مصدر وصفته بالمطّلع، قوله إنّ روسيا والولايات المتحدة قد تعلنان هدنة ثانية في سورية، في منتصف آب المقبل، لتشمل ريف حمص والغوطة الشرقية.
وكانت روسيا والولايات المتحدة كشفتا عن اتفاق هدنة، يشارك في تطبيقه الأردن، جنوب سورية، يشمل مناطق في أرياف القنيطرة والسويداء ودرعا. وجاء الإعلان عن الاتفاق هذا بعد أول لقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب، على هامش قمّة العشرين، في هامبورغ يوم 7 تموز الحالي. وأكّد الطرفان أنّهما يعملان على توسيع هذه التجربة الناجحة، وإعلان هدن مماثلة في مناطق سورية أخرى.
ميدانيّاً، قال موقع «الرقة تُذبح بصمت» على صفحته على «تويتر»، إنّ التحالف الدولي بقيادة واشنطن قصف الأحياء الغربيّة لمدينة الرقة بقنابل الفوسفور الأبيض، مشيراً إلى أنّ «التحالف شنّ 27 غارة جويّة على الرقة الأحد الماضي».
كما ذكر الموقع أيضاً أسماء عدد من الشهداء الذين قضوا إثر القصف المدفعي للتحالف على الرقة.
وسبق للتحالف الدولي أن اعترف باستخدام الفوسفور الأبيض المحرّم دولياً في سورية، مبرّراً ذلك عبر بيانات سابقة له قال فيها إنّه استخدم هذا السلاح «لكشف الستائر الدخانيّة وعمليات التمويه وتحديد المواقع والعلامات».
وكانت الطائرات بقيادة الولايات المتحدة نفّذت 25 غارة جويّة في حزيران الماضي على الأحياء السكنيّة فى مدينة الرقة، استخدم في عدد منها قنابل الفوسفور الأبيض المحرّمة دولياً، بحسب ما أفاد به ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تسبّبت الغارات باستشهاد 17 شخصاً بينهم 12 فى غارة على مقهى إنترنت فى منطقة الجزرة القريبة من نهر الفرات.
بدوره، تحدّث المرصد السوري المعارض عن قصف لطائرات رجّح أنّها تابعة للتحالف الدولي لمناطق في محيط حقل العمر النفطي الواقع في الريف الشرقي لدير الزور، بالتزامن مع قصف لها على منطقة تواجد «حرّاقات نفطية» بأطراف قرية درنج في الريف ذاته، من دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
ورجّح المرصد السوري أيضاً، أنّ طائرات التحالف نفّذت قصفاً بعدّة ضربات لمنطقة المعبر النهري على نهر الفرات، في بلدة الطيانة بالريف الشرقي لدير الزور، فيما استشهد رجلان جرّاء إصابتهما برصاص قنّاصة أثناء محاولتهما الفرار من مناطق سيطرة تنظيم «داعش».
كذلك وثّق المرصد استشهاد 8 أشخاص، بينهم مواطنتان من قرية محيميدة بريف دير الزور الغربي، في قصف من قِبل طائرات التحالف على مناطق في مدينة الرقة.
إلى ذلك، أكّدت وكالة الأنباء السوريّة «سانا» وقوع انفجار ناجم عن سيارة مفخّخة على طريق حمص طرطوس، موضحةً أنّ الجهات المختصّة نجحت في تفجير السيارة التي كان يقودها انتحاري، بعد الاشتباه بها.
وأوضحت الوكالة، أنّ الحادث وقع فجر أمس، بعد أن اشتبهت الجهات المختصّة بسيارة كانت تتحرّك على طريق حمص باتجاه طرطوس غرب جسر أرزونة. وبدأ الأمن بملاحقة السيارة، وتمكّن من تفجيرها في منطقة خالية من السكّان والمرور قرب الصفصافة.