فصائل المقاومة: العدوان الصهيوني شرارة لتفجير المنطقة
أكّدت الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية، أنّ «العدوان على المسجد الأقصى سيكون شرارة لتفجير الأوضاع في المنطقة، ما لم يتمّ تداركه وإيقاف العدو الصهيوني عند حدّه».
وأعلنت في مؤتمر صحافي لها من قطاع غزّة، مواصلة الاستعداد لمعركة تطهير القدس من دنس الاحتلال، مؤكّدةً أنّ «كلمتنا ستكون هي القوية في حال استمرار المخطط «الإسرائيلي» ضدّ الأقصى».
وفي وقت دعت فيه الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس والداخل إلى «شدّ الرِّحال إلى الأقصى»، قالت «إنّ على الاحتلال أن يعلم أنّ تكلفة الاعتداء على الأقصى باهظة ولا يستطيع تحملّها».
وأعلنت أنّ الأقصى «هو أمانة ومسؤولية لكلّ المسلمين بالعالم، وأنّ التخلّي عنه في هذه الظروف العصيبة سيكون له انعكاسات خطيرة في القريب العاجل».
وقالت الأجنحة العسكرية السياسية لفصائل المقاومة: «سنظلّ نعدّ العدّة، ونسعى لامتلاك كلّ أسباب القوة، استعداداً لمرحلة تطهير الأقصى وتحرير فلسطين»، مشيرةً إلى أنّ «الاحتلال يهدف بخطواته لاستفزاز صاحب كلّ ضمير بالعالم، والعدو المحتلّ لا بدّ أن يعلم أنّ تكلفة التعرّض للأقصى باهظة».
إلى ذلك، قالت وسائل إعلاميّة فلسطينيّة إنّ قوات الاحتلال أغلقت أبواب المسجد الأقصى في وجه المصلين أمس، فيما رفض المقدسيّون كافّة أنواع التفتيش على أبواب المسجد، كما أنّ موظفي المسجد أقاموا تجمّعاً على أبوابه تزامناً مع اقتحام مجموعات للمستوطنين ساحات المسجد الأقصى.
وكان قد أُصيب عشرات الشبّان الفلسطينيين خلال مواجهات عنيفة اندلعت مع قوّات الاحتلال في غالبيّة قرى وبلدات مدينة القدس المحتلة.
ففي بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، اندلعت مواجهات عنيفة بين شبان فلسطينيّين مع قوّات الاحتلال التي أطلقت القنابل الصوتية والمطاطية والرصاص الحيّ بشكل ٍعشوائي لتفريق الفلسطينيّين، الذين ردّوا بالزجاجات الحارقة والحجارة والألعاب الناريّة.
وأُصيب أيضاً شاب مقدسيّ بجروح وصفتها المصادر الطبية بالخطيرة خلال المواجهات، فيما اقتحمت قوّات الاحتلال مشفى المقاصد في القدس المحتلّة بحثًاً عنه.
أمّا في بلدة العيساوية شمال شرقي القدس، فقد اقتحمت قوّات الاحتلال البلدة وانتشرت في أزقّتها، إضافةً إلى تصوير منازل السكّان.
واندلعت مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال، حيث رشق الشبّان القوّة المقتحمة بالحجارة والزجاجات الحارقة، وردّت القوة «الإسرائيليّة» بإطلاق القنابل الصوتية والمطاطية. كما نصب الاحتلال كميناً للشبّان لاعتقالهم.
كذلك اندلعت مواجهات في بلدة صور باهر جنوباً، أطلق خلالها الشبان الألعاب الناريّة اتجاه قوات الاحتلال المتمركزين في البلدة.
ويُذكر أيضاً أنّ مواجهات اندلعت في باب الأسباط، أطلقت خلالها قوات الاحتلال القنابل الصوتية، وقنابل الغاز والرصاص المطاطي، ما أدّى إلى إصابة عشرات الشبان الفلسطينيين بالاختناق والرضوض نتيجة الدفع والضرب.
وأول أمس، أُصيب أيضاً النائب مصطفى البرغوثي الذي دعا بدوره الفلسطينيين إلى «إسناد أهل القدس والمرابطين فيها، وعدم تركهم وحدهم في المعركة التي تتعلّق بأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وبمستقبل القدس، وطالب الدول العربية والإسلامية بفرض العقوبات والمقاطعة على الكيان الصهيوني لردعه عن ممارساته اتجاه القدس والمسجد الأقصى».
وكانت قوات الاحتلال قد اعتدت في وقت سابق على المصلّين قبالة باب الأسباط، بذريعة رفض بقائهم في الخارج وضرورة طردهم من المكان أو عبورهم وفق الشروط «الإسرائيلية» إلى داخل المسجد.
وقال الهلال الأحمر، إنّ «المواجهات أدّت إلى إصابة 50 مصلّياً، توزّعت ما بين 16 إصابة بالرصاص المطاطي، و9 إصابات بالقنابل الصوتية، و25 إصابة جرّاء الاعتداء بالضرب والدفع، وأربعة من طواقم الإسعاف خلال إسعافهم للمصابين».
وأصدرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بياناً أمس، طالبت فيه المقدسيّين بـ«التمرّد وبالعصيان» ضدّ إجراءات الاحتلال، ومن بينها عدم التعامل مع البوابات الإلكترونية التي وضعتها على مداخل المسجد الأقصى.
وحثّت الجبهة في بيانها الشعب الفلسطيني على التصعيد الميداني والنزول للشارع والاشتباك مع الاحتلال في مواقع التماس وتنظيم المسيرات الحاشدة في كافة المناطق، كما دعت القيادة الفلسطينية إلى ممارسة «دور جادّ وفعّال» حيال التطوّرات الخطيرة في مدينة القدس، داعيةً إلى توفير كلّ أشكال الدعم المالي والسياسي للمدينة وأهلها.
من جهتها، دعت حركتا حماس والجهاد الإسلامي إلى التأهّب وإعلان النفير العام للدفاع عن الأقصى، وأكّدتا رفضهما اعتداءات الاحتلال على المسجد».
وفي مسيرة مشتركة نظّمتها الحركتان في غزة مساء الاثنين تنديداً بالاعتداء الصهيوني على الأقصى، حذّرتا العدو من مغبّة مواصلة الاعتداءات، وأكّدتا أنّ «المقاومة جاهزة للردّ على جرائم الاحتلال دائماً».
وفي رام الله، تظاهر مئات الفلسطينيّين نصرة للمسجد الأقصى، مندّدين بالاعتداءات الصهيونية. ودعا المتظاهرون الفصائل الفلسطينيّة إلى التحرّك العاجل لنصرة الأقصى».
من جهتها، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصدر أمني فلسطيني، قوله إنّ «هناك خشية من خروج عمليّات من شرق القدس عقب أزمة الحرم القدسي».
وحذّر المصدر من أنّ الأحداث الأخيرة تذكّر بالخطوات التي سبقت التصعيد الأخير عامي 2015 -2016 عقب مواجهات في الحرم القدسي.