«زهري وأخضر»… معرضاً في صالة «تجلّيات» ـ دمشق

محمد سمير طحّان

اجتمع ثمانية وثلاثون فناناً وفنانة من الشباب مساء أمس في صالة «تجلّيات» ضمن معرض بعنوان «زهري وأخضر» ليقدّموا أكثر من ستين عملاً فنياً تنوّعت من حيث التقنيات بين اللوحة التشكيلية والصورة الفوتوغرافية والمنحوتة واللوحة الرقمية.

وتمتعت الأعمال المعروضة بمستوى فني جيد عكس تجارب الفنانين المشاركين وشكلت أعمالهم حواراً فنياً جميلاً بين الأسلوب الأكاديمي والأسلوب الهاوي حيث تنوّعت المواضيع بين الطبيعة والبورتريه الأنثوي، وأساليب تعدّدت بين الواقعي والتعبيري والتجريدي.

وقال معاون وزير الثقافة السوري توفيق الإمام في تصريح صحافيّ: نسعى في وزارة الثقافة إلى تشجيع مبادرات الشباب أينما وجدت في كلّ الفنون. وما نراه اليوم من تظاهرة فنية تشكيلية يأتي بعد توقف هذه الصالة لسنوات نتيجة الحرب الظالمة على سورية حيث انطلقت بمعرض يضم اكثر من ثلاثين فناناً وفنانة دون سن الثلاثين. وهم رافد أساس وحقيقي للحركة الفنية السورية. مبيّناً أن المعرض احتوى على أعمال لافتة للانتباه من ناحية قوة الذاكرة وحبّ الوطن.

بدوره، قال أوس ريا المدير التنفيذي في صالة «تجلّيات»: إن فكرة المعرض جاءت لدعم الفنانين الشباب تحت عمر الثلاثين سنة لكون فرصهم في العمل والعرض أقل من غيرهم من الفنانين. وحاولنا تسليط الضوء على الإبداع الذي يحتاج إلى الدعم، وذلك بعيداً عن مفهوم المجموعات الفنية الشابة التي تعمل مع بعضها بشكل منفرد. مبيّناً أن المعرض ضم مجالات فنية منوعة من دون تقييد للفنانين من ناحية الأساليب أو التقنيات او المواضيع مع إيجاد رابط بين الأعمال من خلال اللونين الزهري والأخضر.

وأضاف ريا أن اختيار اللونين الزهري والأخضر كإطار جامع للأعمال المشاركة جاء لأنهما يمثلان الخصوبة والعطاء والتبرعم في دلالة عن حالة المواهب الشابة التي تظهر وتنمو تدريجياً. لافتاً إلى أنّ المعرض سيتكرر مع أفكار جديدة وأكبر في المستقبل حيث سيتم استلهام الافكار من الفنانين الشباب انفسهم في حال لاقى المعرض القبول من الجمهور.

وأوضح ريا أن الأعمال التي ستلقى صدى لدى الجمهور سيتم دعمها وتسويقها ومن الممكن التعاون المستقبلي بين الصالة والفنانين أصحاب المواهب القوية من المشاركين في المعرض لدعمهم من خلال اقامة معارض فردية وتسويق أعمالهم.

الفنانة مايا درويش التي تشارك للمرة الثالثة في معرض جماعي بعد تخرجها السنة الماضية قدّمت ثلاثة أعمال بورتريه ذاتي بأسلوب واقعي بتقنية الاكريليك وقالت: إن هذه التجربة اتاحت لي استعمال لونين لم أكن استخدمهما في لوحتي سابقاً واخترت درجة قوية من اللونين الزهري والأخضر بأسلوب حديث ليجذبا عين المشاهد. لافتة إلى أن المعرض يأتي في ظل قلة المعارض الجماعية للشباب وهذا يدعم انطلاقة الفنانين ويعرف الناس بعملهم الفني.

الفنان علي حمود طالب ماجستير في كلية الفنون الجميلة قسم الحفر والطباعة قدم لوحة بتقنية الإكريليك وبأسلوب واقعي حوت مشهد لمدينة دمشق بالألوان متداخلاً مع مشهد من خان أسعد باشا باللونين الأبيض والأسود مع تداخل اللونين الزهري والاخضر في المحيط في رمزية لأبواب دمشق السبعة. حيث أوضح أن مشاركته في المعرض تضيف لرصيده كفنان شاب وتعرفه بتجارب زملائه الفنانين المشاركين وتساعد في تعريف الجمهور بنتاجهم كفنانين شباب.

الفنانة هيلين عقاد خريجة قسم النحت قدمت لوحة بتقنية الرولييف لامرأة بأسلوب تعبيري وقالت: إن فكرة المعرض جميلة وهو فرصة مفيدة لكل الفنانين المشاركين وحافز للاستمرار بالعمل مبينة أن المنحوتة التي شاركت فيها كانت منفذة من قبل المعرض وقامت بإدخال تعديلات عليها من ناحية اللون لتصبح ملائمة لفكرة المعرض.

النحاتة يارا شيخ يوسف خريجة قسم النحت قدمت عملين نحتيين أحدهما لرجل بأسلوب تعبيري وبتقنية البوليستر الملون بالأخضر وبحجم متوسط والثاني لامرأة بتقنية الاسلاك المعدنية بحجم صغير وقالت: إن فكرة زهري وأخضر كانت لافتة والمعرض يدعمنا كفنانين شباب مبينة أنها تميل لتقنية الأسلاك المعدنية ولنحت حركات الجسد الانساني بأسلوب واقعي تعبيري أكثر من المواضيع الأخرى.

أما النحاتة بيلسان دياب طالبة ماجستير في قسم النحت فقالت: إن المعارض الشبابية تعبر عن وقوف هذه الصالات مع الجيل الشاب وتقدم الدعم لهم وهذا يدفع الفنان للاستمرار بالعمل. مشيرة إلى أنها شاركت بمنحوتة لجسد امرأة بأسلوب تعبيري بتقنية البوليستر لما تجده من جمال في هذا الموضوع ولما يدل عليه من حالات متعددة من الأمومة والأنوثة.

المصوّرة العراقية مآثر فرقد خرّيجة الهندسة المعلوماتية شاركت بلوحتَي تصوير فوتوغرافي إحداهما لوردة وتفاحة والأخرى لقطرات ماء على زجاج وقالت: إن فن التصوير هوايتي وهذه المرة الأولى التي أشارك فيها بمعرض جماعي واستفدت باطّلاعي على تجارب فنية متنوعة موضحة أن المواضيع التي تجذبها للتصوير هي تلك اللقطات غير النمطية.

الفنانة سلام الأحمد خريجة قسم اللغة الإنكليزية في كلّية الآداب قدّمت لوحتَي بورتريه أنثوي بأسلوب تعبيري مع زخرفة هندسية وقالت: إن المعرض فرصة جميلة جمعت الهواة بخريجي كلية الفنون للاطلاع على تجارب بعضنا البعض والاستفادة منها. مبيّنة ان استخدامها الزخرفة في لوحاتها ساعدها في تكريس اللونين الزهري والأخضر.

وعن المعرض قال التشكيلي محمود الجوابرة أنه يضمّ تجارب مهمة ومن الواضح البحث لدى الفنانين الشباب المشاركين رغم تقييد اللوحات من حيث الحجم. مؤكداً أن التركيز على مسألة الهوية الفنية عند الفنانين الشباب أمر مهم جداً، وإلى جانب تكريسها في أعمالهم الفنية لأنهم فنانو المستقبل الذين يعول عليهم في بناء الحركة الفنية السورية.

يشار إلى أن المعرض مستمر حتى نهاية الشهر الحالي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى