مجلس النوّاب والحكومة: لرفع اليد «الإسرائيليّة» الاحتلاليّة عن الأقصى وكنيسة المهد

تواصلت أمس الإدانات اللبنانيّة الرسميّة والشعبيذة للإجراءات الصهيونية العدوانيّة ضدّ المسجد الأقصى والفلسطينيّين.

وفي السيّاق، تسلّم رئيس الجمهورية ميشال عون أمس، رسالة خطّية من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، نقلها إليه موفده الرئاسي الشخصي عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، ومفوّض العلاقات الوطنية الوزير عزّام الأحمد، الذي رافقه السفير الفلسطيني أشرف دبور وأمين سرّ حركة «فتح» وفصائل منظمة التحرير الفلسطينيّة فتحي أبو العردات.

وجدّد عبّاس في رسالته «تقدير القيادة الفلسطينية للرعاية التي يلقاها أبناء الشعب الفلسطيني من الشعب اللبناني»، ولمواقف الرئيس عون من القضية الفلسطينيّة. وأطلع عباس رئيس الجمهوريّة على التطوّرات الأخيرة الخاصة بالقضية الفلسطينية.

وأوضح الأحمد، أنّه نقل إلى عون شكر عبّاس على الموقف الذي اتّخذه حيال الممارسات «الإسرائيليّة» ضدّ المسجد الأقصى، وبرقيّة التضامن التي وجّهها إليه دعماً لموقف السلطة الفلسطينيّة في مواجهة الإجراءات التي تتّخذها «إسرائيل» بشكلٍ مخالف للشرعيّة الدوليّة. وثمّن الجهود التي بذلها مندوب لبنان الدائم لدى الأونيسكو السفير خليل كرم، خلال اجتماع لجنة التراث العالمي التي عُقدت في بولندا واتّخذت قرارات حول القدس القديمة ومدينة الخليل.

مِن جهته، أكّد عون «وقوف لبنان دائماً إلى جانب القضية الفلسطينية، وما يحفظ عروبة القدس والمقدّسات وسلامتها وأماكن العبادة المسيحيّة والإسلاميّة على حدّ سواء».

مجلس النوّاب

من جهته، أدان مجلس النوّاب والحكومة الممارسات العدوانيّة «الإسرائيليّة» ضدّ المسجد الأقصى والفلسطينيّين.

وتلا رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، بِاسم المجلس خلال جلسته التشريعيّة أمس، توصية أكّد فيها تضامن المجلس الكامل مع الفلسطينيّين، مُديناً «الهجمة العنصريّة الاستيطانية المتواصلة التي تقوم بها سلطات الإرهاب الرسمية «الإسرائيليّة» بهدف استكمال «أسرلة» وتهويد مدينة القدس عبر الأطواق الاستيطانيّة والحفريّات والأنفاق أسفل المسجد الأقصى الشريف، ومشروعات التقسيم المكاني والزماني للمسجد والتمادي الحاصل، وصولاً إلى إجراءات الحصار للمسجد القدسيّ الشريف وزرع الكاميرات والبوّابات الإلكترونية على مداخله والتصدّي للمصلّين وإصابة خطيب المسجد الشيخ عكرمة صبري بجراح، والتمادي وصولاً إلى اعتقال مُفتي الديار المقدّسة الشيخ محمد حسين».

وطالب المجلس «منظّمات الأمم المتحدة، خصوصاً مجلس الأمن الدولي، باتخاذ القرارات المناسبة لرفع اليد «الإسرائيلية» الاحتلاليّة عن المسجد القدسيّ الشريف معراج النبي محمد وسائر المقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة، خصوصاً كنيسة المهد. كما يطالب الاتحاد البرلماني الدولي وسائر الاتحادات البرلمانيّة القارّية والجهويّة واللغوية بإدانة كافّة الإجراءات الاحتلاليّة «الإسرائيلية»، خصوصاً ما يستهدف منها القدس المحتلّة».

وأضاف الرئيس برّي على التوصية عبارة «مرة أخرى نناشد الأخوة الفلسطينيين للوحدة، وخصوصاً أهلنا في فلسطين عام 1948».

وطلب رئيس الحكومة سعد الحريري ضمّ الحكومة إلى تبنّي التوصية، فقوبل طلبه بترحيب نيابيّ.

دريان

من جهةٍ أخرى، أجرى مُفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان اتصالاً بخطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري مطمئنّاً، بعد الاعتداء الإرهابي الذي تعرّض له بإطلاق الرصاص المطاطيّ عليه من قِبل العدو الصهيوني.

وحيّا دريان مقاومة المقدسيّين وصمودهم في الدفاع عن المسجد الأقصى والمرابَطة فيه.

وبتوجيه من المُفتي دريان، أصدرت المديريّة العامّة للأوقاف الإسلاميّة تعميماً على «جميع أئمّة وخطباء المساجد في لبنان بتخصيص خطبة الجمعة هذا الأسبوع عن المسجد الأقصى، احتجاجاً على منع الفلسطينيين من دخول المسجد لأداء الصلوات ومنع رفع الأذان، والتنديد بما تعانيه القدس وكلّ فلسطين من اعتداءات إرهابيّة وإجراميّة من العدو الصهيوني بحقّ أهل فلسطين المحتلّة».

لقاءات تضامنيّة

وفي الإطار عينه، نظّمت «جبهة العمل الإسلامي» في لبنان، لقاءً مركزيّاً في مقرّها الرئيسي في بئر حسن، تضامناً مع المسجد الأقصى ورفضاً واستنكاراً للجرائم والاعتداءات الصهيونيّة الإرهابية بمشاركة رؤساء أحزاب وقوى إسلامية ووطنيّة وممثّلين عنهم، وعدد من العلماء والمشايخ والشخصيات والفصائل الفلسطينية وقيادات «جبهة العمل».

وألقى المنسّق العام للجبهة الشيخ الدكتور زهير الجعيد كلمة، قال فيها: «نحن انتصرنا في لبنان في المقاومتين الإسلامية والوطنية، وبكلّ دماء الشهداء والجرحى التي بُذلت وبالمقاومة الفلسطينيّة». وقال: «ما حدث يوم الجمعة في باحات المسجد من عمليّة جبّارة للجبارين هي الردّ الفعليّ والحقيقيّ، والذي سيأتي بالنصر للأمّة كلّ الأمّة كما كان نصر لبنان لكلّ المسلمين والعرب».

وألقى أمين الهيئة القياديّة لـ«حركة الناصريين المستقلين المرابطون» العميد مصطفى حمدان كلمة، جاء فيها: «نقول للجميع، وخصوصاً الأُطر التنظيميّة الفلسطينية: الرجاء دعوا هؤلاء الفتيات والفتيان يبدعون طرق الاشتباك على أرض فلسطين بالرشاش والسكّين والدّهس وكلّ الوسائل المتاحة، هؤلاء دمهم الطاهر في باحات المسجد الأقصى أهمّ بكثير. وما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه عن الملايين التي ستأتي إلى القدس لم يفهمه الكثير من الناس، وقامت القيامة».

أضاف: «لم يفهم ما قاله السيد حسن إلّا هؤلاء الشبان الثلاثة الذين نفّذوا العمليّة الجهادية في باحات الأقصى، لأنّ هؤلاء الثلاثة سيتضاعف عددهم إلى 30 والـ30 إلى 300 إلى ملايين إلى أضعاف مضاعفة، من غير أن نذكر الصواريخ التي تحمي المسجد الأقصى سواء أكانت من طهران إلى جنوب لبنان إلى سورية إلى غزة، وهذه الصواريخ لا قيمة لها من دون فلسطين، لذلك نحن مطمئنّون أنّ شعب فلسطين وهذه الصواريخ سيزيلون هذا الكيان الغاصب المحتلّ».

ورأى عضو المكتب السياسي في حركة أمل حسن قبلان، في كلمته، أنّ «المسجد الأقصى أمام 3 مصائر: الأول، تدفع به «إسرائيل» إلى تقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين، واليهود كما هو حاصل في الحرم الإبراهيمي في الخليل، الثاني: هو إقامة الهيكل المزعوم على جزء من مساحة المسجد الأقصى بجوار المسجد وإبقاء المسجد كمعلَم سياحي.

أمّا المصيير الثالث، فهو هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل وإعلان اليهود للعالم أنّ كلّ وعود القرآن، وكلّ مضامين سورة الإسراء، وكلّ ما جاء به النبي الكريم والمسيح عليهما السلام منذ 1400عام ومنذ 2000 عام سيسقط أمام حقيقة أنّ وعود التوراة هي التي انتصرت».

ولفتَ عضو المكتب السياسي في حزب الله الشيخ عبد المجيد عمّار، إلى أنّ «ما يبعث على التفاؤل هو أنّ المقاومة أصبحت ثقافة شعبيّة نتوارثها جيل عن جيل، ولا يمكن أن تنهزم أبداً، ويمكن مبادرة فرديّة أن تغيّر المعادلة. أصبحت المقاومة مقاومة شعبيّة، وبإمكان أيّ إنسان يمتلك سكّيناً، خنجراً، بارودة، صاروخاً أو أيّ سلاح المواجهة به كما نشهد في فلسطين، ما يدلّ على أنّ المقاومة يمكن المراهنة عليها وهي الخيار الأمثل لتحرير المقدّسات».

واعتبر رئيس «اتحاد علماء المقاومة في العالم» الشيخ ماهر حمّود، أنّنا «مهما فعلنا بالنسبة إلى فلسطين، فنحن مقصّرون»، ودعا إلى «إقامة صلاة يوم الجمعة المقبل في منطقة مارون الراس، وتكون وقفة مع المسجد الأقصى على مرأى جنود الاحتلال «الإسرائيلي» ومسمعه على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلّة».

بدوره، عُقد لقاء في دائرة الأوقاف الإسلامية في حلبا – عكّار، تضامناً مع القدس والمسجد الأقصى، في حضور المُفتي زيد زكريا، رئيس دائرة الأوقاف الشيخ مالك جديدة ورؤساء اتحادات بلديّة وعلماء وفاعليات.

وأُلقيت كلمات لكلّ من جديدة وزكريا ورئيس اتحاد بلديات وسط وساحل القيطع أحمد المير أكّدوا خلالها «تضامنهم مع الشعب الفلسطيني ورفض الاحتلال وممارساته، وعلى قدسيّة القضيّة الفلسطينيّة والقدس الشريف والأقصى المبارك».

وشجب المتحدّثون «الإجرام الصهيوني المتمادي بحقّ أهلنا في فلسطين، وبحقّ المسجد الأقصى خصوصاً»، وأصدروا بياناً ختاميّاً تلاه الشيخ محمد عبد القادر الحسن، أكّدوا فيه «أنّ القضية الفلسطينية هي قضية الأمّة المركزيّة التي لا يجوز التفريط بها أو تجاهلها، وناشدوا الدول العربية حلَّ خلافاتهم عبر الحوار والالتفات إلى قضيّة الأمّة المركزية التي يتمادى الإجرام الصهيوني بالاعتداء عليها يوماً بعد يوم، مستغلّاً فرقة العرب والمسلمين».

ودعوا الفلسطينيين إلى «الوحدة الوطنيّة وتفويت الفرصة على كلّ المغرضين والمخرّبين».

كما نفّذ «كشّاف الشبّاب الوطني»، إحدى مؤسّسات المؤتمر الشعبي اللبناني وقفات تضامنيّة مع المرابطين في المسجد الأقصى في مدينتَيْ طرابلس والميناء، وذلك في إطار أنشطة مخيّماته الصيفية والتي تحمل عنوان «قيمنا عنوان حضارتنا».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى