مخطط صهيوني لتوطين 150 ألف يهودي في تلّعفر!

كشفت تقارير مسرّبة عن تمكّن الكيان الصهيوني من فرض وجوده على ممرّ هام شمال العراق، يمتدّ عبر طريق تاريخي من الموصل حتى الحدود السورية مروراً بقضاء تلّعفر الواقع على بعد 80 كيلو متراً عن الحدود التركية، و100 كيلو متر عن الحدود السورية. التقارير التي نشرت في صحيفة «البينة» العراقية، أكّدت تورّط الجيش الأميركي بعد احتلال العراق عام 2003، بممارسة ضغوطات على العائلات الفقيرة في شمال العراق عن طريق إقناعهم بضرورة بيع أراضيهم لغرض استثمارها في مشاريع صناعية أو زراعية تعود بالفائدة على البلاد، إلّا أنّهم أدركوا لاحقاً بأنّ ملكية أراضيهم تؤول إلى يهود صهاينة، ولاحظوا إقبال هذه العوائل التي بلغت في بادئ الأمر 150 عائلة يهودية، وانتشرت حينها أخبار تفيد بأنّ الخطة تسعى لتوطين 150 ألف يهودي في القضاء.

الضابط السابق في وكالة المخابرات الأميركيّة وين ماديسون ، والذي تحوّل لاحقاً للعمل الإعلامي، أذاع إلى العالم معلومات مؤكّدة عن خطة لنقل اليهود الأكراد من فلسطين إلى مدينة الموصل ومناطق شمال محافظة نينوى تحت ستار زيارة البعثات الدينية والمزارات اليهودية القديمة، موضحاً الاهتمام الخاص الذي يوليه الصهاينة لمراقد الأنبياء «نحوم» و«يونس» و«دانييل»، وكذلك «حسقيل» و«عزرا» وغيرهم من الأنبياء المتواجدة مراقدهم في تلك المناطق، ومشدّداً على أنّ الكيان الصهيوني يعتبرها من الممتلكات اليهودية حالها كحال القدس والضفة الغربية. التقارير نوّهت إلى اهمية سيطرة هذا الكيان الاستيطاني على تلك المناطق من العراق، وهو ما أثبتته الأيام وبعد عشر سنوات من سيطرتها على تلك المناطق، حيث تمّ الإعلان عن افتتاح معبر «أوفاكوي» بين العراق وتركيا، وهو ما يعني أنّ أقصر طريق تجاري بين بغداد وأنقرة بات يمرّ بنحو 50 كيلومتراً عبر الأراضي التي يسيطر عليها اليهود، أي أنّ أحد شرايين العراق التجارية بات تحت رحمة الكيان الصهيوني، وإن كان ذلك غير معلَن.

وبعيداً عن التجارة، فقد تبيّن لاحقاً بأنّ الأراضي التي اشتراها الكيان الصهيوني بوساطة تجار يهود تشكّل حدود الخارطة التي يطالب بها الأكراد لإعلان دولتهم وفق الطموح الكردي، وتتجاوزها لتصل إلى مسافة 50 كيلو متراً جنوب محافظة دهوك التي يعتبرها الأكراد حدوداً لدولتهم، وبهذا فإنّها ستساعد على شمول قضاء تلّعفر ضمن الدولة الكرديّة المنشودة.

وبرّرت تلك التقارير المساعي اليهودية بإيصال حدود الدولة الكرديّة بخطة ترسمها الصهيونية العالمية لخلق صراع إقليمي، وجعل المنطقة بأسرها منطقة نزاعات مسلّحة فتتداعى القوى الإقليمية في هذه المنطقة من العراق وتنشغل المنطقة كلّها فتندلع الفوضى والاشتباكات التي لا مطفئ لها بين الأكراد من جهة، وكلّ من إيران وسورية من جهةٍ أخرى، وهو ما يعطي المبرّر للمجتمع الدولي بمهاجمة الدولتين بحجّة تدخّلهما في خلق الأزمات.

وسلّطت الضوء أيضاً على الثروة المائيّة التي تعبر هذه الأراضي، والتي تغذّي المناطق الوسطى والجنوبية من العراق، فكما نعلم أنّ نهر دجلة يمرّ من المناطق الشمالية في نينوى، أي بالضبط عبر الأراضي التي باتت تحت السيطرة الصهيونية في جعل العراقيين من البصرة حتى كربلاء محاصرين استراتيجياً، خصوصاً وهم يعانون أصلاً من نقص في المياه.

وواصلت التقارير كشفها للمساعي الصهيونية من خلال سيطرتها على تلك المناطق، مؤكّدة أنّ أعظم أهدافها يكمن في سيطرتها على خط أنابيب نقل النفط كركوك – بانياس الممتدّ بين العراق وسورية وصولاً لميناء بانياس، والذي أنشئ في العقد السادس من القرن الماضي، وكان ينقل النفط العراقي إلى دول المتوسط، إلّا أنّه أوقف عن العمل عام 1982 بقرار من الحكومة السورية إبّان الحرب العراقيّة الإيرانيّة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى