«حالة حب ق 1»… معرضاًَ تشكيلياً يخاطب جوهر الإنسان بالكلمة والفنّ

رشا محفوض

في مشهد يخرج عن المألوف يخاطب جوهر الإنسان بالكلمة والفنّ، التقت الأرواح المحبّة وامتزجت بروح الحبق، تلك النبتة التي اشتهرت بها كل الأرض السورية في معرض «حالة حب ق 1» في صالة «ألف نون للفنون والروحانيات» في دمشق.

المعرض الذي شارك فيه 43 فناناً تشكيلياً من جميع أنحاء سورية انعكست فيه الروح السورية المعطاء ليتشارك الفنانون وزوار المعرض ويتفاعلوا مع الفعاليات المرافقة له ومنها «وثيقة حبّ وحقّ لسورية»، التي تهدف إلى كتابة رسائل أثّرت في الوعي الجمعي ليتم بعدها طباعة تلك الجمل ضمن كتاب يوثق «حالة حبّ ق 1».

وتنوّعت الأعمال المقدّمة بين لوحات تشكيلية ونحت وخط كلاسيكي وفنّ ديجتال آرت الحديث، وتباينت في مواضيعها وأساليبها وتقنياتها في حين وُزِّعت على المشاركين والزوار نبتات الحبق وكتاب توثيقي للأعمال المشاركة تضمن عبارات اختارها الفنانون المشاركون تعكس مكنوناتهم وروح أعمالهم.

وخطّت الفنانة التشكيلية لمى حضرموت ابنة مدينة حماة عبارة الفن تعبير عن الحياة عليه أن يحيى بداخلنا المشاعر الجميلة لتعكس على لوحتها التي جسدت من خلالها انثى نائمة في احضان الزهور ضمن اجواء ربيعية حالمة توحي بالولادة الجديدة.

وعن تركيزها على الانثى في أعمالها قالت لمى في تصريح صحافي: الأنثى تعبر عن العاطفة ووجودها ضمن عمل فني يعطي طابعاً رومنسياً عاطفياً للعمل بالإضافة إلى مظاهر التفاوءل والاجواء الحالمة والتي تغلب على معظم اعمالي وأحرص على رسمها دائماً.

وعن «حالة حب ق 1» قالت لمى إنها من التجارب المميزة في حياتها وجمعتها بفنانين رائعين من مختلف الاعمار والمحافظات حيث قدم الجميع أعمالهم بكل حب إضافة إلى إيجاد حالة فريدة وجميلة بين شغف الشباب وخبرة الكبار.

«أنا من تراب ويجرحني ظل وردة»، كانت عبارة ابن الجولان السوري المحتل الفنان أكسم طلاع، وقال إن فكرة العمل الذي شارك به قائمة على توظيف لغة الحرف البصرية وليست الادبية باعتبار ان الحروفية في التصوير هي ذاك الفضاء الذي يقع بين لغات الشعر والموسيقا والتشكيل والصورة البصرية.

أما عبارة «كل قبلة هي وعد وموعد… ولا دين ولا علم من دون الجمال»، فكانت لابن مدينة دمشق النحات غزوان علاف الذي شارك بمنحوتة حملت عنوان «حب وتصوف» من الخشب والبرونز وهي عبارة عن بورتريه لامراة ورجل متقابلين بحالة من الوجد والتصوف والعشق وتتفرع منهما شجرة تكبر وتسمو للسماء كأنها صلاة لكليهما كما يقول.

ابن محافظة الحسكة الفنان التشكيلي جان حنا خطّ عبارة «إذا أراد الفن أن يكون أصيلاً فلا بد أن يكون مفهوماً». أما مشاركته فكانت من وحي وعنوان المعرض واللوحة هي وجه انثى، مستخدماً الاسلوب التعبيري الذي يحمل الكثير من الاحاسيس والمشاعر بحالة من النقاء والصفاء ضمن فضاءات لونية للون الأزرق لينعكس من خلالها صورة المراة القوية ونظرة الامل بالمستقبل القريب.

«عظمة الفنان بقلبه وليست بيده فقط» كانت عبارة ابن مدينة دير الزور الفنان التشكيلي غسان عكل في حين عبرت لوحته عن حالة الحب والأنسنة بالمجتمع السوري بطريقة الغرافيك فاللوحة مزيج من التصوير والحروفية في محاولة منه للتعبير عن التاخي والحب الذي جمع الفنانين بجميع مدن الوطن في حالة حبق.

ابنة فلسطين الفنانة التشكيلية رندة تفاحة اختارت عبارة «الحب هو الجسر الذي بينك وبين كل شيء». وعن مشاركتها بالمعرض قالت: هذه المشاركة هي فرصة كبيرة لأعبّر من خلالها عن بدء تحول مساري النفسي الذي ينعكس على فني مع الانجازات والانتصارات المهمة التي يحققها الجيش السوري والتي جعلتنا نتنفس الصعداء ونتلمس بوادر السعادة وهذا ما انعكس في لوحتي التي تترجم حلمنا الكبير الذي لا حدود له فنحن نستحق أن نعيش بسعادة في وطننا. واصفة حالة حبق ببداية لمرحلة جديدة سنعيشها وهي موجهة لكل سوري اصيل يحب بلده.

والفنانون المشاركون هم: من دمشق أمل فرح وأدهم فادي الجعفري وسناء قولي وسامي الكور وضحى الخطيب وعبد الناصر الشمال وغزوان علاف وفادي العجان وموفق مخول ونبيل السمان ووليد الآغا، ومن ريف دمشق نهى جبارة، ومن حمص أكسم السلوم، ومن دير الزور أنور الرحبي وجمعة نزهان وغسان عكل وهشام الفدو.

ومن حماة آية شحادة واسماعيل نصرة وحسام نصرة ولمى حضرموت، ومن اللاذقية بديع جحجاح وسموقان وعفيف آغا وعامر ضاحي علي ومازن غانم ونزار علي بدر، ومن حلب بشار برازي وفارتيكس بارسوميان، ومن طرطوس جورج عشي ورامي وقاف وعبد الناصر ونوس وعيسى سامة، وغازي عانا ونجوى أحمد، ومن الحسكة جان حنا.

ومن الرقة حمود السلمان وعبد الحميد فياض، ومن درعا سوسن الزعبي، ومن السويداء فؤاد ابو عساف ونضال خويص، ومن الجولان السوري المحتل اكسم طلاع ومن فلسطين رندة تفاحة.

«سانا»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى