قالت له
قالت له لماذا تقع كلماتي عليك في غير موقعها وتراها بعكس نياتها؟
فقال لها ينتظر الحبيب من الحبيب إثبات استعداده لبذل الأفضل معه، والأفضل ليس المجاملة ولا الصمت ولا التصفيق، بل إجهاد اللسان والعقل والقلب، لإيصال كل ذلك بألطف الكلمات وأشدّها حرارة وحرصاً وعناية ودراية، ومَن يملك فعل ذلك، حيث يخاف على عمل أو رزق أو مكانة يستطيع فعله حيث يفترض الحب.
فقالت والشعور بالحاجة للراحة بالكلام وعدم إقامة الحساب في مخاطبة الحبيب؟
قال ذريعة المستهترين.
قالت وهل يجب أن يبقى الحبيب متنبّهاً، يحسب كل نفسٍ وكأنّه مع غريب… ألا يسبّب هذا الإرهاق في الحبّ، فإن لم نكن كما نحن بلا لبس الكفوف مع مَن نحب فمتى نكون… ومع مَن؟
قال مع الذين لا يهمنا تلقيهم كلامنا، فحيث نهتمّ نقيم الحساب، وحيث لا نقيمه لا نهتمّ والتذرّع بتعب الحساب هو ربط الحب بحق التعبير بلا حساب هو إعلان أخذ الحبيب مكسر عصا أو ممسحة للأعصاب أو كيس ملاكمة.
قالت أتطلب معاملتك كغريب؟
قال أطلب مجهوداً في إرضائي واختيار أطيب وأجمل ما عندك يفيض عما تفعلين مع أي قريب أو غريب.
قالت لكنه متعب.
قال لمن لا يحب.
قالت وما تقترح؟
قال صمت لا يتسبّب بجرح أو كلام يبلسم الجراح. وما أفسد خلاف في الود قضية. فالمهم ليس المضمون خلافاً واتفاقاً، بل الأسلوب.
قالت أليس الحب جوهراً؟
قال بل هو الأسلوب الذي يؤكد صدق وجود الجوهر أو ينفيه.
قالت إليك في العتاب دائماً كلمة حبيبي إذن.
قال ها هي البداية.
فقالت وهل هي نهاية العتب.
قال والغضب.
فتعانقا وابتسامة الرضا تكلّل شفاهما.