مهندستان فلسطينيتان: تحويل النفايات أحجاراً صناعية
ابتكرت طالبتان فلسطينيتان مادة بناء صديقة للبيئة لتنافس الأحجار الطبيعية في منطقة مشهورة بمحاجرها.
ومدينة الخليل في الضفة الغربية قريبة من حوالي 220 مصنعاً للحجارة و350 محجراً، لكنها تجد صعوبة في مواكبة الطلب ولها تأثير خطير على البيئة.
وقد واجهت المهندستان الشابتان هذا التحدّي وجعلتا منه مشروعاً للتخرج، حيث أنتجتا حجر بناء صناعي من مزيج من النفايات الحجرية ونشارة الخشب.
وقالت المتخرجة بالهندسة المدنية في جامعة بوليتكنيك فلسطين، تسنيم الأشهب «الطلب على الحجر الصناعي، وعلى الحجر الطبيعي، طلب متزايد، لم يعد السوق قادراً على تلبيته من الحجر الطبيعي. فبالتالي يجب إيجاد بديل يحاكي الحجر الطبيعي في المواصفات الفيزيائية والشكلية».
وباستخدام نفايات الأحجار التي يمكن أن تلوّث البيئة تصدّت الشابتان لمشكلتي نقص مواد البناء والأضرار البيئية.
وقالت الأشهب «كانت هي فكرة الحجر الصناعي. أما بالنسبة للمشكلة البيئية فهي كانت مشكلة تراكم النفايات في البيئة التي تتأثر سلباً وتضرّ على البيئة بمختلف المجالات سواء على التربة أو على المياه، على الهواء. وعلى الناس والحيوانات والنباتات أيضاً. هذا مصدر فكرة المشروع، بحيث يمكن دمج المشكلتين ونحلّهما هدول معاً».
وقدّمت شريكتها في المشروع، عرين ناصر الدين، دراساتها في هندسة التكنولوجيا البيئية لاستكمال فكرة ومشروع تسنيم الأشهب في الهندسة المدنية.
وقالت ناصر الدين «المشاكل التي هي كانت أصلاً مشاكل بسيطة. وممكن أي شخص أن يتجاوزها خاصة أن تخصصينا مختلفان، تخصص هندسة تكنولوجيا البيئة وتخصص الهندسة المدنية. الفكرة كانت بدمج التخصصين لإيجاد حل والجامعة تحتضن هذا المشروع. وتمكنا من تجاوز المشاكل المعيقة ووصلنا للحل».
وفي المختبر الخاص بهما، تقوم المهندستان باختبار كتل ولبنات البناء التي ابتكرتاها بآلة تقيس حجم الضغط الذي يمكن أن تتحمله هذه اللبنات والكتل قبل أن تنكسر لضمان مستوى أمان المواد الجديدة قبل الاستخدام في المباني.
وقال رئيس جامعة بوليتكنيك فلسطين، عماد الخطيب «اقتصاد الحجر له جوانب بيئية سلبية وخاصة مخلفات الحجر، من الروبة والمخلفات الدقيقة من خلال عمليات القص. ما قامت به الطالبتان هو أنهما استحدثتا طريقة جديدة لخلط بعض المواد وإنشاء إنتاج الحجر الصناعي بجودة عالية. وهو يضاهي أيضاً الحجر الذي يتم قصه في المحاجر. وهذا بطبيعة الحال يساهم مساهمة فاعلة في تخفيض كمية النفايات الصلبة».
وتأمل الطالبتان في تبني مشروعهما وتسويق مواد البناء الجديدة وإخراج المشروع إلى ميدان البناء الواسع. ميدل إيست أونلاين