جرود فليطة باتت خالية من «النصرة».. وسرايا أهل الشام تطلب المفاوضات
بعد ثلاثة أيام على بدء معركة تحرير جرود عرسال من الإرهابيّين، انكفأت «جبهة النصرة»، وتقلّصت المساحة الجغرافية التي يسيطر عليها التنظيم. وحسب الخريطة، فقد حرّرت المقاومة 66 من مساحة جرد فليطة، وحصرت «جبهة النصرة» بمساحة حوالى 34 .
وكانت «النصرة» تسيطر قبل بدء العملية العسكرية في جرد عرسال على حوالى 90 كم مربع، وفي جرود فليطة ما يقارب 35 كم مربع.
إلى ذلك، أعلن الإعلام الحربي أنّ جرود فليطة في القلمون الغربي آمنة بشكلٍ كامل وخالية من إرهابيّي «جبهة النصرة»، وذلك بعد أن تمكّن المقاومون والجيش السوريّ من تحريرها.
نشر حساب «الإعلام الحربي» على «تويتر» ثلاثة فيديوهات «تظهر تقدّم مجاهدي المقاومة في جرود عرسال وإنزال راية «النصرة» ورفع راية حزب الله والعلم اللبناني على التلال.
ميدانياً، أحرزت المقاومة تقدّماً جديداً ضدّ «جبهة النصرة» في جرود عرسال، وبسط المقاومون سيطرتهم على وادي العويني الذي يُعدّ مركزاً هامّاً لإرهابيّي «النصرة»، كما سيطروا على مرتفع شعبة القلعة شرق جرد عرسال، الذي يُعدّ أعلى مرتفع في المنطقة حيث يرتفع 2350 متراً عن سطح البحر، ويشرف على وادي الدب، ووادي الريحان، اللذين أصبحا تحت السيطرة الناريّة وساقطَين عسكرياً.
وأفاد الإعلام الحربي في المقاومة بتكبيد إرهابيّي «جبهة النصرة» 46 قتيلاً، فضلاً عن عشرات الجرحى في الجرود، فيما قتل بالتوازي 23 إرهابياً في جرد فليطة في القلمون الغربي.
وفي سياق متّصل، أعلنت «سرايا أهل الشام – الجيش الحرّ» وقف إطلاق النار في الجرود، تمهيداً للمفاوضات.
تجدر الإشارة إلى انسحاب 200 مسلّح من «سرايا أهل الشام» من المعارك في جرود عرسال، وتوجّههم إلى مخيمات النازحين في منطقة وادي حميد والملاهي، بعد التنسيق مع قيادة المقاومة.
وأحرزت المقاومة تقدّماً في وسط جرد عرسال، وسيطر عناصرها على مرتفع شعبة النحلة الذي يمكّن القوّات من الإشراف ناريّاً على وادي المعيصرة.
وأفاد الإعلام الحربي التابع لحزب الله، أنّ أحد مسؤولي «فتح الشام» ويدعى «أبو طلحة الأنصاري» انسحب مع حوالى 30 من مسلّحيه باتجاه قلعة الحصن شرق جرد عرسال، بعد التقدّم الكبير لحزب الله في الجرود.
وعُلم أنّ مقاتلي «حزب الله» استرجعوا آليّة للّواء الثامن في الجيش اللبناني كان إرهابيّو «جبهة النصرة» قد استولوا عليها في العام 2014. وسيُصار إلى تسليمها إلى الجيش في موعد يحدّد لاحقاً.
كما أوقفت مخابرات الجيش المطلوب خضر الفليطي مواليد 1978 بعد رصده في مداهمة حد أحياء عرسال. وهو أحد أخطر المطلوبين، إذ إنّه متّهم بالعمل أمنيّاً لصالح تنظيم «داعش» الإرهابي وتجارة ونقل أسلحة ومتفجّرات لاستهداف دوريّات الجيش.
وفي السياق، غرّد وزير الدفاع يعقوب الصرّاف عبر حسابه على موقع «تويتر» قائلاً: «كلّ الشكر والدعم للجيش الذي يقوم بإجراءات وتدابير يحفظ من خلالها أمن أهالي عرسال والنازحين».
كما نظّم أهالي بلدة القاع في البقاع الشمالي وقفة تضامنيّة مع الجيش اللبناني و«حزب الله»، بدعوة من «التيّار الوطني الحر»، في حضور كاهن رعيّة القاع الأب إليان نصرالله وحشد من أبناء البلدة.
وتوجّه نصرالله بِاسم المتضامنين بالتحية إلى الجيش ورجال المقاومة، الذين يسطّرون الملاحم دفاعاً عن لبنان في وجه الإرهابيين والتكفيريّين الذين احتلّوا الجرود وقتلوا وفجّروا واختطفوا.
بعدها، توجّه المتضامنون بحافلات إلى مستشفيات المنطقة للتبرّع بالدم لجرحى العمليات العسكريّة من الجيش والمقاومة.
وكان الإعلام الحربي للمقاومة أعلن السبت، سيطرة حزب الله على قرنة وادي الخيل ومرتفع قرنة القنزح في جرود عرسال، بعد مواجهات عنيفة مع مسلّحي «جبهة النصرة». وسيطر المقاومون أيضاً على منطقة جوار الشيح وادي كريتي وضليل الأبيض وسرج قويصف جنوب جرد عرسال، وعلى مرتفعات ضهر الصفا ومرتفع ضليل الخيل ومنطقة الازابة شرقها.
وفي جرود فليطة بالقلمون الغربي، كانت قوّات الجيش السوريّ والمقاومة تتقدّم، وسيطرت على مرتفع الكرة 2 وقرنة خربة الجوار ومرتفع الضليل الأسود وحرف وادي العويني ومرتفع الشجرة.
وسادت أجواء من التخبّط في صفوف إرهابيّي «جبهة النصرة»، خصوصاً بعد فرارهم وتركهم السلاح خلفهم في مرتفع قرنة القنزح في جرد عرسال بعد انقضاض مجاهدي المقاومة عليهم.
وأطلق إرهابيّو «النصرة» نداءات استغاثة عبر مكبّرات الصوت في منطقة وادي حميد والملاهي في جرد عرسال، تدعو المدنيّين إلى مؤازرتهم، وسط حالة من التذمّر والرفض بين الأهالي.
سال، في إشارة منها للاستسلام.
وبالنسبة إلى سرايا «أهل الشام»، فقد انسحب أكثر من 236 مسلّحاً منهم من جرد عرسال، وتوجّهوا إلى مخيمات النازحين في منطقة وادي حميد والملاهي، وذلك بعد التنسيق مع قيادة المقاومة.
وتحدّث الإعلام الحربي عن المناطق التي سيطرت عليها المقاومة نهار السبت في جرود عرسال، وهي: قرنة وادي الخيل، مرتفع قرنة القنزح، جوار الشيح وادي كريتي، ضليل الأبيض، سرج قويصف، مرتفعات ضهر الصفا، مرتفع ضليل الخيل ومنطقة الازابة.
وفي جرود القلمون الغربي: مرتفع الكرة 2، قرنة خربة الجوار، مرتفع الضليل الأسود، حرف وادي العويني، مرتفع الشجرة في جرد فليطة.
وفيما يواصل الجيش تعزيز مواقعه العسكريّة على حدود بلدة عرسال لمنع أي تسلّل من قِبل المجموعات المسلّحة إليها وإلى داخل المخيمات المنتشرة فيها، نقلت سيارات الصليب الأحمر الدولي 76 شخصاً من العائلات السوريّة من مخيمات وادي حميد والملاهي في جرود عرسال إلى عرسال البلدة، تحت إشراف الجيش الذي كان سمح لهذه السيارات بالعبور من منطقة عين الشعب على طريق اللبوة عرسال.