عمان تطالب بالتحقيق مع حارس أمن السفارة الصهيونيّة ونتنياهو يتعهّد بإعادته.. ويحادث عبد الله الثاني
بعد 12 ساعة، سمحت الرقابة العسكرية الصهيونية بالتعاطي مع خبر عن قيام أحد حرّاس السفارة الصهيونية في عمان، بإطلاق النار على موظّف أردني في السفارة، هاجم الحارس بواسطة مفكّ براغي، ما أدّى إلى استشهاد الموظف الأردني وإصابة الحارس الصهيوني بجروح طفيفة.
وبحسب بيان صادر عن متحدّث بِاسم الخارجيّة الصهيونيّة، فإنّ ضابط أمن صهيوني في السفارة تعرّض لعملية طعن على يد عامل أردنيّ خلال عملية لاستبدال أثاث في إحدى الشقق، وجرى إطلاق النار على المنفّذ، كما أجرى نتنياهو اتصالاً بالسفيرة بالأردن ومع ضابط أمن السفارة.
في الأثناء، أصدر الأردن أمراً قضائيّاً بمنع حارس أمن السفارة من مغادرة عمّان.
من جهتها، قالت إذاعة الجيش الصهيوني إنّ الأردن هدّد بضغط دبلوماسي على الكيان الصهيوني إذا لم يسلّم الحارس للتحقيق معه.
ورفضت «تل أبيب» السماح بالتحقيق مع الحارس الذي أطلق النار، حيث ما زال أيضاً موظّفو السفارة وعددهم 30 شخصاً متواجدون في مبنى السفارة ولم يغادروها.
وكشف ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي عن اسم أحد الشهيدين داخل مبنى السفارة، وهو محمد زكريا الجواوده ويبلغ من العمر 17 عاماً من بلدة الدوايمة.
وتعرّضت الرقابة العسكرية إلى انتقادات شديدة على وسائل التواصل الاجتماعي على خلفية فرض حظر النشر حول الحادثة، فيما العالم كلّه يتحدّث عنها.
وبرّرت الرقابة التعتيم الطويل بأنّه كان يجري دراسة خيار إخلاء كلّ طاقم السفارة في الأردن، وفي النهاية لم يحصل ذلك.
وقالت وسائل إعلام صهيونية، إنّ الأمن الأردني فرّق ليلاً العشرات من أقارب الشهيد الأردني الذين احتجوا على مقتله، وأضافت أنّ «التقديرات في المؤسسة الأمنيّة تفيد أنّ عملية الطعن حصلت على خلفية أحداث الحرم القدسيّ».
من ناحيته، قال نتنياهو في مستهلّ لقائه مع نظيره الجورجي، إنّه تحدّث مع سفيرة كيانه في الأردن ومع الحارس المتورّط في الحادث الذي قُتل فيه مواطنان أردنيّان، وتعهّد للحارس بإعادته إلى «إسرائيل»، مؤكّداً أنّ حكومته تجري اتصالات مع جهات أمنيّة ومع الحكومة في عمّان.
كما أعلنت وسائل إعلام صهيونيّة، أنّ مسؤولاً كبيراً في وزارة الحرب الصهيونية سافر إلى الأردن للتفاوض بشأن حلّ الأزمة الدبلوماسيّة.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول صهيوني كبير طلب عدم الكشف عن هويّته، أنّ «المحادثات تجري مع الأردنيّين عبر المؤسّسة الأمنيّة».
وقالت القناة الثانية الصهيونيّة، إنّ مساع من «تلّ أبيب» جرت في الكواليس لاحتواء الحادث وإنهاء تداعياته، وإعادة طاقم السفارة إلى «إسرائيل»، وأكّدت أنّ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تحدّث مع الملك الأردني عبد الله حول الحادثة.
وأضافت القناة، أنّ موظفين في مكتب نتنياهو تحدّثوا مع نظرائهم الأردنيّين وكذلك الموساد ووزارة الخارجية، وأنّ كلّ من يستطيع التدخّل في هذه الحادثة تدخّل في محاولة لحلّها ولمنع تدهور الأوضاع.
أمّا صحيفة «هآرتس» الصهيونية، فكشفت أنّ وزارة الخارجية قرّرت إخلاء السفارة، لكنّ الإخلاء توقّف بسبب طلب السلطات في عمّان التحقيق مع الحارس، الأمر الذي رفضته حكومة نتنياهو بسبب «الحصانة الدبلوماسيّة» الممنوحة للحارس.
وقال مصدر صهيوني، إنّ موظّفي السفارة يختبئون داخل السفارة وسط خشية من تظاهرات عارمة في الأردن.
من جهته، اعتبر داني ياتوم الرئيس السابق لجهاز الموساد، أنّ حادثة السفارة هي بمثابة فرصة لنتنياهو لحلّ أزمة المسجد الأقصى «فوراً»، وطالب مكتب نتنياهو بالبدء بتشاورات مع الملك الأردني «على الفور» لإيجاد حلّ للحادثة.
من جهته، هاجم عضو الكنيست الصهيوني عن حزب الليكود أورن حزان، الأردن عبر تغريدة على صفحته الخاصة على «تويتر»، وطالب بـ«إعادة تربية الأردنيّين» على حدّ وصفه.
وكتب حزان: «يبدو أنّ جيراننا الأردنيّين في الشرق، الذين نسقيهم الماء ونحمي لهم خلفيّاتهم بحاجة إلى بعض إعادة التربية»، مضيفاً «بدأت أشعر وكأنّه الوداع».