مخ: القوميون مصرّون على متابعة النهج وإرساء الفكر الجهماني: نهضتنا الأقوى لأنّها الحقيقة الراسخة في التاريخ طه: ما زال الصوت يفعل في أرجاء أمّتنا زوابعَ وعمالقة وشهداء
أحيت منفذية الهرمل في الحزب السوري القومي الاجتماعي الذكرى الثامنة والستين لاستشهاد الزعيم أنطون سعاده، باحتفال حضره منفذ عام الهرمل حسين التالا وأعضاء هيئة المنفذية، وعدد من مسؤولي الفروع الحزبية في الهرمل، وجمع من القوميين والمواطنين.
استُهلّ الاحتفال بالنشيدين اللبناني والسوري القومي الاجتماعي، ثمّ دقيقة صمت تحيةً إلى شهيد الثامن من تمّوز وشهداء الأمة.
عرّف الاحتفال هيثم ناصيف بكلمة من وحي المناسبة، ثم تلا ناموس نظارة الإذاعة سامي الجهماني بيان عمدة الإذاعة في المناسبة.
كلمة الطلبة
وألقت هبة طه كلمة الطلبة وجاء فيها: في حضرة تمّوز سعاده تخجل السنابل في الحقول وهي تتمايل أمام الشمس.
في حضرة تمّوز سعاده تستحي حبّات الرمل على شاطئ بيروت وهي تغتسل من دمٍ سال. في حضرة تمّوز سعاده تحاول أصداء الرصاصات التي مزّقت جسده الهرب إلى المجهول من دون هوية.
ثمانية وستون صيفاً وما زال الصوت يفعل في أرجاء أمتنا زوابعَ وعمالقة وشهداء. ثمانية وستون صيفاً والشمس ما زالت مع كلّ إشراقة صباح في الثامن من تمّوز تغزل قصصاً وحكايات عن زعيم وقف بكلّ كبرياء أمام جلّاديه قال لهم: «أنا أموت أمّا حزبي فباقٍ. ليس مهمّاً كيف أموت، بل من أجل ماذا سأموت».
لقد وعى سعاده الخطر اليهودي على أمّتنا وحاربه أولاً بالفكر فكانت العقيدة السورية القومية الاجتماعية. وحاربه ثانياً بتأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي.
لقد وعى سعاده ثقافة المقاومة المنظّمة من أجل البناء للأمّة واستنهاضها من عصور الخمول إلى الحياة، وكانت هذه الثقافة جامعة مدعّمة بمنطلقات فكرية شاملة موحّدة بقيم أخلاقية ومناقبيّة، برزت واضحة في المبدأ الأساسي الثامن والذي يقول: «مصلحة سورية فوق كلّ مصلحة».
وختمت طه قائلة: في ذكرى استشهاد سعاده، استشهاد رجل بحجم أمّة. استشهاد زعيم نذر نفسه من أجل إرساء قضية تعزّ أمّته وترتقي بها، استشهاد قائد قلّ نظيره افتدى أمّته بدمه، مؤسّس حزب المقاومة والصراع، تتّضح لنا وقفة الثامن من تمّوز من وقفة عزّ لرجل إلى وقفة عزّ لأمّة… وقفة عزّ للإنسانية.
كلمة المديريات
بعدئذٍ، كانت كلمة بِاسم المديريات ألقاها محمد الجهماني، فأكد أننا في الذكرى الثامنة والستين لاستشهاد الزعيم أنطون سعاده، نخلّد ذكراه، ونجدّد العهد منظّمين منتظمين في حركة نهضوية تقتدي به نبضاً وفكراً وقولاً وعملاً في كافة محطات وعيه المتوقّد المتواصل. مؤكّداً أنّ الحركة القومية الاجتماعية ليست حركة مظاهر. إنّها حركة إنشاء وقضيّتها هي قضية حياة المتّحد الاجتماعي، حياة الأمّة كلّها ومصيرها.
وتابع: لقد أخطأ كلّ الذين كانوا يحسبون أنّ باستشهاد سعاده يموت الحزب وتموت العقيدة. فعندما قال للقوميين والشعب في سورية: «إنّي أخاطب أجيالاً لم تولد بعد»، نسي المتآمرون كلّهم أنّ هذه الأجيال التي خاطبها ستحمل الرسالة من بعده لتكمل مسيرة النضال حتى التحرير والنصر.
وختم الجهماني: نحن اليوم أقوى من الأمس، ونهضتنا السوريّة القومية الاجتماعية نهضة قوية ترتكز إلى قواعد متينة وأُسس صحيحة ومبادئ معلنة، مهما حاولوا أن يطمسوها ستبقى الأقوى لأنّها الحقيقة الراسخة في التاريخ.
كلمة المنفذية
وألقى كلمة منفذية الهرمل ناظر الإذاعة هادي مخ وجاء فيها: الثامن من تمّوز، ذكرى استشهاد مؤسّس الحزب السوري القومي الاجتماعي، صاحب أعظم مدرسة فكرية، إنّه باعث النهضة الزعيم أنطون سعاده الذي بعث الأمة من جديد وأعاد إليها روحها الموحّدة التي فسّختها الطائفية والإقطاعية والكيانية، وتآمرت عليها الدول الاستعمارية متحالفةً مع مصالح النفعيين والرجعيين وذوي النزعة الفردية.
إنّ اغتيال سعاده، هو بحقّ اغتيال سياسيّ في جريمة موصوفة جاءت نتيجة مؤامرة شاركت فيها إرادة يهودية، متحالفة مع مصالح السياسيين اللبنانيين والعرب، وكلّ من أخافته النهضة وأخافه الفكر النيّر الذي حمله سعاده لأجيال الأمة.
وأضاف: إنّ المؤامرة على سعاده وحزبه وفكره، لم تبدأ في عام استشهاده، فقد بدأت المؤامرة منذ تأسيس الحزب ومنذ وضع المعلّم أسسه، فكلّنا نعلم كم عانى القوميون وزعيمهم من الملاحقات والمضايقات وصولاً إلى الاعتقال والنفي والإبعاد القسري. وهذه السياسة زادتهم إصراراً على إكمال المهمة. وسعاده كان يشدّ الهِمم ويوقظ في القوميين مكامن القوة والثبات، طالباً منهم أن يمارسوا البطولة ويؤكّد أنّ مسيرتهم الخالية من الجبانة والخيانة ستقود حتماً إلى النصر.
وتابع قائلاً: لقد ظنّ أعداء الأمّة أنّ اغتيال سعاده سيُنهي الحزب وسيُنهي القضية، ولكنّه قال ساعة الاستشهاد وبصوت عالٍ وبإيمان يقينيّ: «أنا أموت أمّا حزبي فباقٍ. قد تعدمونني اليوم، لكنّ أبناء عقيدتي سينتصرون، وسيجيء انتصارهم انتقاماً لموتي».
استشهاد سعاده، زاد القوميين الاجتماعيين إصراراً على متابعة النهج وإرساء الفكر وتثبيت العزيمة، كيف لا وقد ترك لهم الزعيم الذخيرة الفكرية ومنطلقات العمل القوميّ وقواعده في غاية الحزب ومبادئه الأساسية والإصلاحية؟ كيف لا؟ وقد ختم رسالته بدمه، فكان القائد القدوة الذي لم يفرّ، لم يضعف، لم يتراجع ولم يساوم ولم يهادن، فبقي باستشهاده منارة بطولة تهتدي بنورها الأجيال.
وقال: ثمانٍ وستّون سنة مرّت على الاستشهاد، والأمة تصارع وتجابه وقد استشرت في كيانها أمراض اجتماعية عدّة، وما زال أعداؤها يتربّصون بها ويحاولون إضعافها وإيقاعها فريسة أطماعهم. ولكن، خسئ من يظّن أنّ أمّتنا ترضى أن يكون القبر مكان لها. فها هي قوّة الأمّة تحقّق النصر تلو النصر، إنْ في العراق أم في الشام أم في فلسطين.
إنّ حالة الأمّة اليوم أكثر ما تحتاج إليه هو الفكر القومي الاجتماعي والعقيدة القومية الاجتماعية والمناقب القومية. وإنّ ابتلاء الأمة بيهود الداخل أشدّ بلاءً من يهود الخارج، فكيف إن اجتمع وتحالف يهود الداخل ويهود الخارج معاً؟
لقد قدّم الحزب خيرة مناضليه، شهداء لعزّ سورية، فكان الزعيم قدوتهم في البذل والتضحية، فتحيّة إلى نسور الزوبعة، إلى الشهداء منهم والمنتظرين.
وختم: يا زعيمنا ويا شهيد تمّوز، عهداً لك أن نحقّق النصر الذي سرتَ بنا إليه، عهداً لك ألّا ندع العدوّ يرتاح ما دام يهدّد أمّتنا، وعهداً لك أن نكون كما عهدك بنا، منقذين لشرف الأمة.