الحريري من واشنطن: مهمّتي كرئيس حكومة المحافظة على استقرار لبنان
أكد الرئيس سعد الحريري الذي يواصل زيارته لواشنطن أنه ليس موافقاً على ما يقوم به حزب الله في الجرود، لكننا قرّرنا جميعنا ان نحافظ على استقرارنا الداخلي». وشدّد على أنه كان يفضل أن ينفذ الجيش العملية بجرود عرسال.
وأضاف: «مهمتي كرئيس حكومة المحافظة على استقرار لبنان».
أكد الحريري في محاضرة ألقاها بدعوة من معهد كارنيغي للسلام العالمي أن لبنان رصيد ثمين للمنطقة وللعالم. في منطقة محفوفة بالعنف الديني والطائفي، وفي عالم أصبح فيه التعايش بين الإسلام والمسيحية يصور على نحو متزايد بأنه مستحيل، يقدّم لبنان نموذجاً للتعايش والحوار والحل السياسي. وفي منطقة لا توفر فيها الأنظمة الاستبدادية أي بديل سوى القمع والحرب الأهلية، فإن نظام لبنان الديموقراطي – غير المثالي، ولكن الديموقراطي- يقدّم نموذجاً أيضاً. وفي منطقة أصبح فيها اليأس القاعدة، وحيث الآفاق الاقتصادية والاجتماعية قاتمة، يقدم لبنان نموذجاً للمرونة والإبداع والمبادرة. وفي منطقة يهدّدها التطرف والإرهاب، يشكل لبنان نموذجاً لمجتمع يرتكز على الاعتدال ويمنع التطرف، ولجيش وقوى أمن تكافح الإرهاب بفاعلية وتحقق النجاح تلو النجاح في هذه المعركة. وفي عالم لا يقدر على استيعاب اللاجئين بالآلاف، فإن لبنان الذي يبلغ عدد سكانه 4 ملايين نسمة، لديه ما يقارب مليون ونصف مليون نازح سوري، إضافة إلى نحو نصف مليون لاجئ فلسطيني على أراضيه، أي بمعدل واحد مقابل اثنين. وفي ذلك يقدّم لبنان خدمة للعالم».
وقال الحريري «نعوّل على الاستقرار السياسي المستعاد لتشجيع نشاط القطاع الخاص. نطور نموذجاً جديداً للنمو وننوع مصادر النمو: تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، النظام البيئي للشركات الناشئة، قطاع النفط والغاز. نبني قدرات تصنيع في المناطق الصناعية والمناطق الاقتصادية الخاصة ونعمل على تعزيز مشاركة القطاع الخاص واعتماد قانون الشراكة بين القطاع العام والخاص وتطوير أسواق رأس المال. ونقدم حزمة حوافز للقطاع الخاص».
ولفت إلى أننا نعمل على تحسين تحصيل الضرائب، ونهدف إلى استقرار نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي على المدى القصير، غير أن الاستقرار المالي يواجه أيضاً ضغوط زيادة الإنفاق على الجيش والأجهزة الأمنية، والتي هي في طليعة مكافحة الإرهاب. هنا يأتي الجزء الذي يحتاج فيه المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته وحمل العبء معنا.
وشدد الحريري على «أننا نؤيد تماماً عودة النازحين السوريين الآمنة والسريعة. لكن لن نجبرهم تحت أي ظرف على العودة إلى سورية»، مشيراً الى «أننا سنتناول هذه المسألة فقط بالتنسيق الوثيق مع الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، وسنحرص على أن تكون شروط العودة متوافرة بشكل صحيح ووفقاً للقانون الدولي».
وأشار الى «أننا نعمل على تطوير برنامج استثمار رأسمالي يمتدّ سنوات لتحديث بنيتنا التحتية ومعالجة الثغرات وتحسين الخدمات العامة الأساسية. في الواقع، لقد كانت النفقات الرأسمالية على مدى السنوات الماضية أقلّ بـ5 في المئة من مجموع النفقات. يتمّ استهلاك مخزون رأسمالنا. ونحن الآن في صدد وضع اللمسات الأخيرة على برنامج في حدود 14 مليار دولار، تماشياً مع خطة التنمية الطويلة الأجل في لبنان. وينصبّ التركيز بوجه خاص على النقل والمياه والكهرباء والتعليم والصحة والاتصالات السلكية واللاسلكية. من أجل ذلك سنحشد المساعدة في شكل منح وقروض تساهلية مع تشجيع مشاركة القطاع الخاص».
140 مليون دولار مساعدات للبنان
من ناحية أخرى، أعلنت سفارة الولايات المتحدة الأميركية في بيروت، «أن بلادها ستقدم أكثر من 140 مليون دولار على شكل مساعدات إنسانية إضافية، للبنان «تلبية لحاجات ملحة للنازحين من سورية والمجتمعات اللبنانية المضيفة، وذلك في بيان أصدرته وزارة الخارجية الأميركية خلال زيارة الحريري لواشنطن».
وأشارت السفارة إلى أن «هذا التمويل الحديث الذي تم الإعلان عنه، يرفع قيمة المساعدات الإنسانية الأميركية إلى لبنان لأكثر من 1.5 مليار دولار منذ بداية الأزمة السورية عام 2012».