العقوبات على روسيا وإيران وكوريا الشمالية أميركا تخسر أوراقها… وتكابر

معن حمية

الحديث عن تفاهمات روسية ـ أميركية لخفض التصعيد في بعض المناطق السورية، خصوصاً المنطقة الجنوبية، تعتريه سياسة أميركيّة موغلة في الإجراءات المناهضة لروسيا الاتحادية، ومنها «سيف» العقوبات المسلّط دائماً على رقاب الروس وغير الروس!

العقوبات الجديدة ضدّ روسيا وإيران وكوريا الشمالية والتي صدّقها الكونغرس الأميركي، ليست إجراءً عادياً يمكن تمريره من دون ردود أفعال. فهذه العقوبات تنطوي على تصعيد كبير وفي مرحلة حساسة ودقيقة، وهي وفق العارفين بالسياسات الأميركية، تعتبر بمثابة موقف متهوّر، ومواقف كهذه لا تصدر إلا حين تكون أميركا في وضع لا تُحسد عليه.

الواضح، أنّ واشنطن لا تريد الإفصاح عن حقيقة تراجعها في المنطقة، ولا ترغب في الحديث عن تبعثر الأوراق التي كانت تلعب بها، ناهيك عن أنّها تشعر بالحرج الشديد، لأنّها أصبحت مكشوفة الدور والأهداف في سورية. لذلك، فإنّ اللجوء إلى خيار العقوبات ضدّ روسيا، هو لتعميم انطباع بأنّ واشنطن لا تزال تملك أوراقاً رابحة كثيرة!!

وإذا صحّ أنّ الولايات المتحدة الأميركية لا تزال تمتلك أوراقاً رابحة، فإنّ السؤال، كيف يتمّ صرف هذه الأوراق، وأميركا وحليفتها كوريا الجنوبية عاجزتين أمام القوة المتصاعدة لكوريا الشمالية التي تجري تجارب دورية لصواريخ عابرة برؤوس نووية؟

وكيف تصرف أميركا أوراقها، بعقوبات جديدة على إيران، في وقت تلتزم الأخيرة بالاتفاق النووي مع مجموعة الخمسة زائد واحداً، ولم تقم بأيّ إجراء ينتهك هذا الاتفاق، في حين أنّ العقوبات هي التي تشكل انتهاكاً له؟

وكيف تصرف أميركا أوراقها لدور على صعيد المنطقة وتحديداً سورية، وهي تذهب بعيداً في إعلان العقوبات على روسيا الاتحادية؟

ليس صحيحاً أنّ العقوبات مؤثّرة في النزاعات الدولية. فهذه إيران، وهذه كوريا الشمالية، تعرّضتا للحصار والعقوبات على مدى عقود، لكن الأولى نجحت وهي تحت الحصار وفي ظلّ العقوبات أن تتقدّم وتتطوّر وتنمو وتزدهر وأن تصبح دولة شبه نووية. كما أنّ الثانية واجهت وصمدت وتحدّت وصارت دولة نووية بامتياز وتتعامل بندية مع أميركا.

ولذلك، فإنّ إصرار واشنطن على مواجهة موسكو بسيف العقوبات، لن يحدّ من نفوذ روسيا في سورية وفي المنطقة، خصوصاً بعد الإنجازات الكبيرة التي حققها الجيش السوري وحلفاؤه ضدّ الإرهاب، في وقت كان التحالف الذي تقوده أميركا، يتخبّط في أهدافه، فهو تشكل لخوض حرب ضدّ الإرهاب، في حين أنّ الإرهاب هو جزء أساس من الحرب الأميركية على سورية والمنطقة!

عود على بدء، التأثير الأميركي في سورية محدود إلى أقصى الحدود، وتلاشيه مرتبط بتلاشي الإرهاب وانهياره. وما العقوبات سوى محاولة للتعمية على الفشل والسقوط.

عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى