كنعان: وفر الألف مليار ليس حلماً مستحيلاً
رعى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلاً بالنائب ابراهيم كنعان، تدشين وصلة رومية ـ اوتوستراد المتن السريع، وهي بطول 2800 متر وعرض 10 أمتار، في احتفال أقيم عند بداية الوصلة بحضور النائبين إدغار معلوف ونبيل نقولا، وأعضاء مجالس بلدية ومخاتير من مختلف البلدات المتنية، وفعاليات رومية وفعاليات روحية.
وأكد كنعان أنّ التمويل سيتأمن للمرحلة الثالثة والمشروع سيستكمل، ومرحلته الرابعة ستنتقل من الدرس إلى التنفيذ، لافتاً إلى أنّ «العمل الذي يعتبره البعض طبيعياً وتلقائياً، يتطلب جهداً ودرساً وقرارات وفق آليات المتابعة والأولويات».
وقال: «نأمل من خلال الإنماء المتوازن الذي نعمل من أجله، أن لا تبقى أي منطقة محرومة». وأضاف: «هناك حرمان في جبل لبنان والمتن، على غرار كل لبنان، وإذا كنا اليوم ندشن مشروعاً، فذلك لا يعني أننا نهمل المشاريع الأخرى، وإنصاف أي منطقة، لا يعني استبعاد مشاريع المناطق الأخرى، بل هناك مشاريع عدة ستبصر النور الواحدة بعد الأخرى، وسنتابع إضاءة اوتوستراد المتن السريع بأكمله، بعد الموافقة على اعتماد بقيمة 500 الف دولار لهذه الغاية».
وتطرق إلى موضوع الضرائب، لافتاً إلى «إمكان تحقيق الوفر في ضوء دراسة وإقرار مشروع موازنة العام 2017، وذلك من خلال الهدر الذي يتحدث عنه الجميع، فيما المطلوب وضع الإصبع على الجرح وعلى الخلل، والبدء بخطوات عملية للتوفير، إذ هناك اعتمادات لمؤسسات وهيئات بلا إنتاجية، وتناقض ما بين التوظيف السياسي الكبير الحاصل والشغور التي تعاني منه إدارات الدولة، والمطلوب إصلاح جدي وعمل جدي على الموازنة، لتعليق بنود وإيقاف بنود، ونقل بنود لمشاريع تخفف الهدر والفساد وتزيد الاستثمارات وتعزز النمو».
وأكد كنعان أنّ «وفر الألف مليار ليس حلما مستحيل التحقيق، والمبلغ يمكن أن يصل إلى ألفي مليار إذا ما التزم المسؤولون السياسيون والوزراء والنواب بإرادة وقرار وترفع عن سياسات صغيرة، والذهاب بشكل جدي إلى الإصلاح الذي يحتاج إلى ملفات دقيقة وجدية بعيداً من التسييس».
وأشار إلى «إنفاق ملياري دولار على ملف المهجرين، فيما يبقى 115 ألف طلب، فهل يجوز أننا نحتاج إلى 1300 مليار بعد 27 سنة على انتهاء الحرب لإقفال الملف؟ أليس من المعيب أن لا يكون هذا الملف أولوية ضمن مشروع موازنة العام 2018 لإقفال الملف في شكل نهائي»؟
وأكد أنّ الوفر ومكافحة الفساد ممكنان في حال توافر الإرادة والجدية، ولو تطلب الأمر الحفر في الصخر، وسأل: «أيعقل أن تتكبد الدولة 114 مليار ليرة سنوياً لأبنية مستأجرة في ظلّ الأوضاع المالية والاقتصادية التي نعيشها وتعرفونها؟»، ولماذا لا يبنى مجمع حكومي وإداري لتوفير الهدر على هذا الصعيد؟ وقال: «هناك أبنية مستأجرة خالية من الموظفين، والموازنة التشغيلية لإحدى المؤسّسات تبلغ ملياري ليرة بين إيجار ورواتب موظفين بلا إنتاجية».
وذكر كنعان بأنّ «رئيس الجمهورية كان أول من رفض الضرائب من خلال مطالبته بالبت بمشروع موازنة العام 2017 قبل إقرار سلسلة الرتب والرواتب، واستبدال الضرائب من خلال الوفر وضبط الهدر، إذ لا يجوز استباق الأمور والذهاب إلى إنفاق كبير، كما لا يجوز المطالبة بإلغاء الضرائب من دون حلول وبدائل، لأنّ أصحاب الحقوق في القطاع العام هم أهلنا، كما أنّ المال العام هو مالنا ويجب الحفاظ عليه».
من جهته، أكد رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر «أنّ المشروع لن يتوقف عند بلدة رومية، والمرحلة الثالثة إلى أول عين سعادة أنجزت دراستها وأزيلت العقبات بتعاون البلديات والرهبنة الأنطونية، ونحن نسعى لتأمين التمويل وهو بحدود 10 مليون دولار، على أن نسعى لإنجاز المرحلة الأخيرة التي تصل إلى برمانا، وهي قيد الدراسة».
وفي الختام، رفع كنعان والنواب والجسر ورئيس البلدية الستارة عن لوحة تذكارية للمناسبة.