السعودية و«إسرائيل» إلى أين؟
ـ شكل الثنائي الإسرائيلي السعودي عنوان صناعة السياسة والحروب في الشرق الأوسط في النصف الثاني من القرن العشرين بالاستناد إلى المال السعودي الذي لا ينضب والقوة الإسرائيلية التي لا تقهر، وكانت ذروة الإنجاز المشترك إسقاط تجربة جمال عبد الناصر في حرب 67 بعد استنزافها في حرب اليمن وصولاًَ لتصيّد مصر في اتفاقيات كامب ديفيد.
ـ منذ مطلع القرن الواحد والعشرين والثنائي السعودي الإسرائيلي يشتغل على حصار إيران وإضعاف سورية وإنهاء حزب الله، وقد خيضت حروب ورسمت سياسات وأنفقت ثروات لتحقيق هذه الأهداف، وها نحن أمام الحصيلة.
ـ إيران تزداد قوة واعترافاً دولياً بمكانتها كرّسها التفاهم على ملفها النووي رغماً عن الأنفين السعودي والإسرائيلي، وسورية تخرج من حرب الإسقاط أشدّ قوة وقد بدأ الغرب يسلّم بقوة رئيسها وجيشها واستحالة إسقاطهما خلافاً للتمنيات السعودية والإسرائيلية، بينما حزب الله يرسم صورة الشرق الأوسط الجديد على صورة مقاومته.
ـ السعودية أنفقت رصيد خزائن أموالها وما تنتجه آبار النفط مرتهن لسنوات قادمة لسداد التزامات تمويل الحاجة الأميركية لتشغيل مصانع السلاح، وفقدت مهابتها كدولة عربية أولى فتعثرت في اليمن الذي انتقم من دورها القذر فيه لإسقاط عبد الناصر، وابتليت بالنزاع المفتوح مع قطر لتهزم على يد أصغر دولة عربية وجارة لها ومن نفس نوعها توهّمت أنها تلتهمها كلقمة واحدة.
ـ «إسرائيل» فقدت مهابتها العسكرية وتلاشت قدرتها الرادعة وصار شغلها الشاغل كيف تتجنّب حرباً مع حزب الله، كانت هي من يهدّد بها وصارت هي من يخشاها، وباتت تحتاج لمن يحميها، وها هي تتآكل في مناطق هيمنتها أمام نهضة شعب ومقاومة الفلسطينيين وما جرى في الأقصى خير دليل.
ـ تلاشي الحضور السعودي الإسرائيلي يخرج أميركا من موقع القوة المهيمنة على الشرق والصعود السوري الإيراني المقاوم يجلب معه القوة الروسية الصاعدة والقوة الصينية الناهضة.
ـ إنه الشرق الجديد قيد الولادة…
التعليق السياسي