حزب الله: الجيش يتهيّأ لدور أكبر في المرحلة المقبلة وسيكون مع المقاومة جنباً إلى جنب تنسيقاً وتخطيطاً وأداء

أكّد حزب الله، أنّ تحرير جرود عرسال أثبت مرة جديدة أنّ المقاومة صادقة دائماً فيما تقول، «فنحن لسنا بوارد أن يوظّف هذا الانتصار لتحقيق مكاسب سياسية أو لتغيير المعادلات السياسية الداخلية، فنحن نتطلّع إلى استكمال الانتصار والتحرير»، مؤكّداً أنّ هذا الانتصار وضع مشروع إمارة التكفير في لبنان في القبر. وأشار إلى أنّ الجيش يتهيّأ لدور أكبر في المرحلة المقبلة، حيث سيكون مع المقاومة جنباً إلى جنب تنسيقاً وتخطيطاً وأداء، وأضاف: «أمّا من لا يعجبه هذا الوضع، فليذهب ويبحث عن أيّ أمر أو موضوع آخر».

ورأى عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، أنّ الإنجاز الذي تحقّق في معركة جرود عرسال، أعطى لبنان فرصة استثنائية وحقيقية لاستكمال استئصال وجود «داعش» في جرود رأس بعلبك والقاع، الأمر الذي يسهّل أمام الجيش اللبناني تحرير ما تبقّى من أرض محتلة في هذه الجرود.

وشدّد الشيخ قاووق خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد المجاهد حسين علي إسماعيل عطوي في حسينية بلدة تولين الجنوبية، على أنّ «هذا الإنجاز هو إنجاز للجميع، وأنّ حزب الله ليس بوارد أن يوظّف هذا الانتصار لتحقيق مكاسب سياسية أو لتغيير المعادلات السياسية الداخلية، فنحن نتطلّع إلى استكمال الانتصار والتحرير»، مؤكّداً أنّ هذا الانتصار وضع مشروع إمارة التكفير في لبنان في القبر.

وشدّد الشيخ قاووق على أنّ «هذه الانتصارات جعلت لبنان أكثر منعة وقوة أمام التهديد التكفيري، لأنّ المعركة واحدة ومتّصلة، فلا أمان ولا حماية للبنان إذا سقطت سورية بيد التكفيريين من «داعش» والنصرة، ولذلك لا يمكن أن نحصّن الانتصار إلّا باستكمال المعركة، أي باستئصال «داعش» و«النصرة» من داخل سورية، ولا يكتمل النصر وأرضنا محتلّة في جرود رأس بعلبك والقاع، فالسيادة لا تتجزّأ، وعليه فإنّ احتلال «داعش» لجرود رأس بعلبك والقاع يشكّل انتهاكاً متواصلاً لكلّ السيادة والكرامة والحرية».

كما اعتبر الشيخ قاووق، أنّ «السيادة الحقيقية ليست شعارات ولا خطابات ولا بيانات سياسية وإعلامية، بل هي في معركة السيادة بتحرير الأرض وطرد المحتلّ، وهذا ما جسّده التعاون والتكامل بين الجيش والمقاومة، فكان للجيش الدور الأساسي في منع «النصرة» من التستّر بالنازحين المدنيّين السوريّين»، مشدداً على أنّ هذا الانتصار ما كان ليتحقّق لولا الموقف المقاوم لفخامة رئيس البلاد، الذي كان خير داعم ومساند لعملية تحرير جرود عرسال.

وختم الشيخ قاووق بالقول، إنّ جبال وتلال فليطة وجرود عرسال تشهد اليوم كما القصير ويبرود ورنكوس بالأمس، أنّ رجال الله هم أبطال وأسياد الحرب وصنّاع انتصاراتها.

وشدّد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، على «أنّ ما فعله المقاومون في جرود عرسال، كان مفخرة وعزّاً للّبنانيين جميعاً، ومن يريد أن يعرف التقييم الحقيقي لما قدّمته المقاومة في جرود عرسال، عليه أن يقرأ أولاً «الإسرائيلي» المذهول والمصدوم، والذي يرى أنّ هزيمته محتومة إذا ما قرّر مواجهة ما في لبنان».

وأشار خلال احتفال تأبيني أُقيم في حسينية بلدة تبنين الجنوبية، إلى أنّ «حزب الله يمارس قناعاته الوطنيّة التي يستمدّها من مفهومه الحضاري والديني والإنساني النبيل، ويقوم بواجبه اتجاه أهله ومجتمعه ووطنه، وتحرّكه ليس طائفياً ولا مذهبياً».

وأبدى رعد الاعتزاز بوقفة جيشنا الوطني اللبناني، وبالدور المهم الذي أدّاه في حفظ الاستقرار في بلدة عرسال وفي طمأنة الناس وحماية مخيمات النازحين من أن يحدث فيها تحرّكات معيقة، مشيراً إلى أنّه يتهيّأ لدور أكبر في المرحلة المقبلة، حيث سيكون مع المقاومة جنباً إلى جنب تنسيقاً وتخطيطاً وأداءً، وأضاف رعد: «أمّا من لا يعجبه هذا الوضع، فليذهب ويبحث عن أيّ أمر أو موضوع آخر، فنحن لن نعلّق على ما قيل من ثرثرات هي لا تعبّر إلّا عن أحقاد أو قصور نظر أو غباء أو تعامل، ولكنّنا نمارس قناعاتنا الوطنيّة التي نستمدّها من فهمنا الحضاري والديني والإنساني النبيل، ونقوم بواجبنا اتجاه أهلنا ومجتمعنا ووطننا، ولا تحرّكنا طائفيات ولا مذهبيّات، بل نتعامل مع الإنسان كإنسان، فإن كان من ديننا فهو أخ لنا في الدين، وإن كان على غير ملّتنا فهو نظير لنا في الخلق، وهذا هو منهجنا وطريقتنا».

ورأى وزير الصناعة حسين الحاج حسن، أنّ «من أبرز وجوه المعركة التي جرت في جرود عرسال أنّها أثبتت لمرة جديدة أنّ المقاومة صادقة دائماً فيما تقول، وأنّ المقاومة التي قالت منذ البدايات إنّها تحمي عرسال برموش العيون، وإنّ النازحين السوريّين مهما كانت انتماءاتهم فإنّهم في حمى الدولة والشعب اللبناني».

وتابع الحاج حسن، خلال الحفل التأبيني الذي نظّمه حزب الله في حسينية الإمام الخميني بمدينة بعلبك، بمناسبة مرور أسبوع على استشهاد المجاهد مهدي محسن رعد: «في هذه المعركة، أثبتت المقاومة صدقيّتها ومصداقيّتها التي لا تحتاج إلى إثبات جديد». وقال: «منذ التحرير عام 2000 إلى ما قبل وما بعد حرب تموز إلى المعركة الأخيرة، المقاومة فقأت عيون الذين يريدون أن ينفخوا في بوق أيّ فتنة من الفتن بأدائها واداء مجاهديها وسلاحها وعطاء كلّ من انتمى إليها، فهنيئاً للمقاومة بهذا الانتصار».

وأكّد الحاج حسن «أنّ معادلة الجيش والشعب والمقاومة التي حقّقت الانتصارات والإنجازات على مدى السنوات الماضية، تستطيع أن تحقّق إنجازات وانتصارات جديدة».

وأكّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض، أنّ حزب الله يقوم بدوره كحزب مقاوم سياسي وحضاري. واعتبر فياض خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله في ذكرى أسبوع الشهيد المجاهد حسن علي حمود في حسينية بلدة الطيبة الجنوبية، أنّ ما أنجزه حزب الله في جرود عرسال لم يقتصر فقط على حماية السيادة والتصدّي للخطر التكفيري عن الكيان اللبناني وتحرير أرض لبنانية محتلّة وإنتاج مزيد من الاستقرار للبيئة اللبنانية، إنّما أيضاً وبطريقة غير مباشرة عزّز معادلة الردع ضدّ «الإسرائيليين»، لأنّ «الإسرائيلي» بعد مشهد تحرير الجرود بات أقلّ قابلية للاعتداء على لبنان، وأكثر تردّداً في فاعلية خياراته العسكريّة.

ورأى النائب فياض، أنّ ثمّة مسارين يتّصلان بمصلحة لبنان الجوهرية، ويجب أن يُستكملا بتصميم وإصرار، ألا وهما: المسار الأول هو السعي لجعل الحدود اللبنانية آمنة من كلّ تهديد «قاعدي» أو «داعشي» أو «إسرائيلي»، مضيفاً أنّ التقاطعات بين وظائف وأدوار ما يقوم به التكفيريّون و«الإسرائيليون» باتت جليّة وعلنيّة، ولم تعد خافية على أحد.

وأمّا المسار الثاني، هو مسار تعزيز الاستقرار الداخلي في لبنان، والذي يستدعي استكمال ما أُنجز من ملفات داخلياً، من انتخابات الرئاسة إلى تشكيل حكومة الشراكة، وإصدار قانون انتخابي جديد، وإقرار سلسلة الرتب والرواتب، وصولاً إلى ضرورة إصدار الموازنة العامّة التي ندعو إلى الإسراع في إنجازها، علماً أنّ ثمّة حلولاً ممكنة واقعياً وقانونياً لمشكلة قطع الحساب، تنسجم مع الدستور وقانون المحاسبة العمومية، ولا تقفل الحسابات العالقة التي تحتاج إلى مزيد من الوقت للتدقيق فيها وتقديمها إلى الرأي العام بشفافية. وهذا المسار، وفي حال مضينا به قُدماً، فمن شأنه أن يوفّر الأرضية المؤاتية أمام الحكومة والمجلس النيابي، لبلورة رؤية لا تزال مفقودة الآن، واعتماد سياسات وإجراءات ملموسة تضع حدّاً للأزمات الاقتصادية والمعيشية والمالية المتفاقمة، والتي تتراكم منذ أكثر من عقدين من الزمن.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى