معرض دمشق الدولي للكتاب يُفتَتح غداً في مكتبة الأسد الوطنية وحسوم تصل سبعين في المئة

برعاية الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد، يُفتَتح معرض دمشق الدولي للكتاب في دورته التاسعة والعشرين عند السابعة من مساء غدٍ الأربعاء، ويستمرّ إلى الثاني عشر من آب، على أرض مكتبة الأسد الوطنية في دمشق.

وقال مدير عام مكتبة الأسد الوطنية صالح الصالح في تصريح صحافيّ: تمّ الإعداد لهذه الدورة من معرض الكتاب، ما ساعد في تضاعف عدد المشاركات كمّاً ونوعاً عن دورة السنة الماضية، حيث تجاوز عدد المشاركات مئة وخمسين مشاركة بمختلف أنواعها.

واعتبر مدير مكتبة الأسد أنّ اللافت في هذه السنة، ازدياد المشاركات العربية قياساً بالسنة الماضية.

وأوضح الصالح أنّ الفعاليات المرافقة للمعرض كثيرة ومتنوّعة من خلال التنسيق مع اتحاد الكتّاب العرب واتحاد الناشرين السوريين والفاعليات الرسمية والأهلية وحتى الفردية من الكتّاب والأدباء، من مهرجان للشعر وآخر للقصة، إضافة إلى ندوات فكرية ومحاضرات مختلفة ونشاطات للطفل واليافعين وللمبادرات الشبابية.

وقال الصالح إنه سيتم توقيع عدد كبير من الكتب، خصوصاً في جناح اتحاد الكتّاب العرب والهيئة العامة السورية للكتاب، إضافة إلى دور النشر الخاصة. وهذا كان له دور مهمّ في معرض السنة الماضية.

أما الجديد الذي سيقدّم في هذه الدورة وفق الصالح، فيكمن في مهام دور النشر، فإن لم تقدّم الجديد فلن تجلب القرّاء إليها، وبالتالي ستتأخر في تلبية حاجاتهم. وقال: اشترطنا على دور النشر المشارِكة أن يكون إنتاجها في السنتين الأخيرتين ليكون الأساس في العرض، وهذا حقّ القارئ علينا. لأنه يريد أن يطّلع على كلّ ما هو جديد.

وقال الصالح إنّ المعرض سيتضمّن حسومات كبيرة على سعر مبيع الإصدارات، تتراوح بين 30 في المئة كحدّ أدنى، لتصل لدى بعض المشاركين إلى 70 في المئة، مع إمكانية أن توزّع بعض دور النشر عدداً من إصداراتها مجّاناً.

وأشار الصالح إلى أنه من خلال قوائم عناوين الكتب التي وصلتنا حتى الآن نستطيع القول إن الأزمة أرخت بظلالها على هذا المنتج الثقافي، لأن إبداع الكتّاب والأدباء لا بدّ أن يتأثر بمحيطهم. معتبراً أن المعاناة تصقل الإبداع وتحرّض العقل ليعطي أفضل ما عنده. وعلى مدى التاريخ نجد أن أجمل القصص والروايات والقصائد قد كُتبت في الأزمات. وكذلك السينما والمسرح والموسيقى كانت تزدهر في الحروب والكوارث.

وإذ تشارك مئة دار نشر سورية في المعرض، ذكر رئيس اتحاد الناشرين السوريين هيثم حافظ في حديث صحافيّ أنه تمّ اتخاذ كلّ الإجراءات الخاصة بمشاركة الاتحاد في معرض الكتاب، لتسجّل حضوراً لافتاً يؤكد الدور الكبير لدور النشر السورية. مبيّناً أن العدد الإجمالي لدور النشر المشاركة في المعرض يبلغ 150، بينها دور عربية. كما وصل عدد عناوين الكتب إلى مئة ألف وهو رقم كبير جدّاً في عالم معارض الكتب.

ورأى رئيس اتحاد الناشرين أنّ المشاركة الواسعة في معرض الكتاب تعود إلى أهميته ورمزية المكان الذي يقام فيه ومكانة مكتبة الأسد في قلب كل مثقّف عربي، وإلى ثقة دور النشر المحلية والعربية بالقارئ السوري والإصرار على إحياء الثقافة بمختلف مجالاتها.

وأضاف حافظ: حرصنا في الاتحاد هذه السنة أن يكون هناك عدد أكبر من الدور المشاركة والعناوين المطروحة، بحيث تلبّي أذواق الزائرين ومتطلباتهم. ووضعنا نصب أعيننا شعار أنّ من يزور المعرض لا بدّ أن يقتني كتاباً، إذ إنّ الحسومات تتراوح ما بين 30 و70 في المئة وهي نسبة عالية بهدف تشجيع الزائرين على الشراء والقراءة، والإعلاء من مكانة الثقافة. لافتا إلى أنه تم إطلاق صفة «الاستمرارية» على دورة هذه السنة من معرض الكتاب، بينما أطلق على دورة السنة الماضية صفة «الرجعة» بعد انقطاع لعدة سنوات من جرّاء الحرب الارهابية التي تُشنّ على سورية.

وأوضح رئيس الاتحاد أنه سيتم على هامش المعرض توقيع عدد من الكتب الجديدة لمؤلفين معروفين وآخرين ينشرون للمرّة الأولى، إضافة إلى إقامة عدد من الندوات والمحاضرات الثقافية بالتعاون مع اتحاد الكتّاب العرب ووزارة الثقافة. كما سيكون هناك نشاط لاتحاد الناشرين من خلال عقد لقاءات بين أعضائه لمناقشة واقع عمل الاتحاد وهموم المهنة وخطط العمل المستقبلية لتطوير عمل الاتحاد ودور النشر.

ودعا حافظ في ختام حديثه القرّاء إلى زيارة المعرض للاطّلاع على أحدث الإصدارات والاستفادة من العروض والحسومات.

يشار إلى أن الدورة الأولى لمعرض دمشق الدولي للكتاب في مكتبة الأسد الوطنية انطلقت عام 1985 بعد سنة واحدة من تدشين المكتبة. حيث شهد المعرض نموّاً سنوياً في عدد المشاركات والأجنحة إلى درجة نقله إلى مدينة المعارض الجديدة لعدم قدرة المكتبة على استيعاب هذه الزيادة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى