العبادي: استفتاء «كردستان» أكثر من خطير وزيارة الصدر إلى السعودية طبيعية

أكّد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال استقباله أمس، وفداً إعلاميّاً إيرانياً يزور حاليّاً العراق، أنّ بغداد تعتبر الاستفتاء المزمع إجراؤه في «إقليم كردستان» أكثر من خطير، ولا يقتصر الأمر على عدم قانونيّته بل يتعدّاها إلى خلق مشاكل جديدة.

وأفادت الوكالة، أنّ «وفداً إعلامياً إيرانياً يزور العاصمة العراقيّة بغداد لتقديم التهنئة باستعادة مدينة الموصل، التقى العبادي وأثنى على موقف الشعب الإيراني ومساعدته للعراق».

وأكّد العبادي خلال اللقاء، أنّ «إيران أول بلد ساعد العراق في حربه على الإرهاب، فيما لم تقدّم دولة اخرى أدنى مساعدة في هذه المعركة»، مشيراً إلى أنّ «بغداد تعتبر التصدّي لأيّ اعتداء على إيران واجباً أخلاقياً وشرعياً عليها».

ولفت رئيس الوزراء إلى أنّ فتوى المرجع الديني علي السيستاني في محاربة تنظيم «داعش»، ساهمت في توحيد صفوف الجيش والحشد الشعبي، مبيّناً أنّ كلّ أفراد الشعب ساهموا في هذه المعركة الكبرى.

وأوضح العبادي في ردّه على سؤال بخصوص الاستفتاء المزمع إجراؤه في إقليم كردستان، أنّ «موقف بغداد واضح في هذا الخصوص، فهي تعتبر أنّ الاستفتاء أكثر من خطير ولا يقتصر الأمر على عدم قانونية الاستفتاء، بل يتعداها إلى خلق مشاكل جديدة».

وأكّد العبادي، أنّ «جميع الأطراف العراقيّة تحترم الأكراد، وأيّ خطوة جديدة يجب أن تكون ضمن الدستور العراقي الذي يعتبره الجميع ميثاقاً وطنياً»، لافتاً إلى أنّ «مصالح المواطنين الأكراد في العراق لا تكمن في الانفصال والخروج من وحدة العراق، ولا سيّما بوجود الفيدرالية الحاكمة عليه».

وعن مستقبل الحشد الشعبي، أكّد العبادي للوفد الزائر، أنّ «مهمّة الحشد الشعبي واضحة وصريحة، وهي محاربة الإرهاب إلى جانب الجيش العراقي وسيكون شريكاً في مستقبل العراق»، محذّراً في الوقت نفسه من «الحركات التخريبيّة التي يمارسها البعض لتشويه اسم الحشد الشعبي».

ووصف العبادي الزيارة التي قام بها زعيم التيار الصدري للسعودية بـ«إجراء طبيعي». وقال موضحاً، إنّ «العراق بلد ديمقراطي، وزيارة الصدر للرياض إجراء طبيعي».

ميدانياً، توقّع قائد عسكري عراقي كبير أن تحقّق قوّاته انتصاراً سهلاً في المعركة القادمة لاستعادة تلّعفر، وهي معقل لتنظيم «داعش»، حيث يعاني ما يصل إلى ألفي عنصر «الإجهاد وانخفاض الروح المعنوية».

وبعد أقلّ من شهر من إعلان النصر بمدينة الموصل، تستعدّ القوّات العراقيّة لمهاجمة تلّعفر التي تقع على بعد نحو 40 كيلومتراً غرب الموصل، حيث ستكون المعركة الكبيرة القادمة.

وقدّر اللواء نجم الجبوري في مقابلة مع «رويترز» الأحد، أنّ هناك ما بين 1500 و2000 مقاتل لـ«داعش» في تلّعفر. وقد يشمل هذا الرقم بعض أفراد أسرهم الذين يساندونهم.

وقال الجبّوري، وهو قائد عراقي عسكري بارز، إنّ المعركة ستكون بسيطة بالمقارنة بالقتال العنيف لاستعادة الموصل الذي استمرّ تسعة أشهر، وكلّف القوات العراقية الكثير.

وأضاف: «لا أعتقد أن تكون معركة تلّعفر معركة معقّدة. العدو منهك بشكل كبير، ومحاصر منذ فترة طويلة. وهو يتلقّى ضربات يوميّاً بالليل وبالنهار، سواء من قِبل قوّات التحالف أو من قِبل القوة الجوّية العراقيّة».

وأردف: «نعلم من خلال تقارير استخباريّة أنّ معنويّاتهم في الحضيض، وهم وأيضاً يحاولون الهروب من تلّعفر بكلّ الوسائل».

وكان الناطق بِاسم الحشد الشعبي أحمد الأسدي، قد كشف سابقاً للميادين أنّ معركة تلّعفر ستبدأ بعد أسابيع، كما أكّد رئيس الوزراء حيدر العبادي هذا الأمر منذ أيام أيضاً. وكان الحشد قد أعلن قتل 3 من القادة الكبار لـ«داعش» في تلك المنطقة.

وطهّر الحشد الشعبي الاثنين 17 قرية شرق تلّعفر، الواقعة غرب الموصل، بدءاً من شمال منطقة عادية نزولاً باتجاه شركة عين الجحش جنوب شرقي تلّعفر، في وقت تستمرّ فيه عمليّات مسح وتطهير المنطقة.

يُذكر أنّ قوّات الحشد بدأت فجر أمس بعمليّات لتطهير المناطق الواقعة بين ناحية تلّ عبطة وطريق بغداد – الموصل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى