عريقات ينتقد صمت إدارة ترامب إزاء الاستيطان!
انتقد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أمس، صمت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إزاء تصاعد الاستيطان الصهيوني.
وقال صائب عريقات، في بيان صحافي، إنّ عدم قيام الإدارة الأميركية بإلزام الحكومة الصهيونية بوقف النشاطات الاستيطانية الاستعمارية وقبول مبدأ «الدولتين» على حدود 4 حزيران 1967، أصبح يشكّل عائقاً أمام إطلاق عملية «السلام» من جديد.
وشدّد على أنّ عدم إعلان الإدارة الأميركيّة عن أنّ الهدف النهائي لعملية «السلام» بتحقيق مبدأ «الدولتين» على حدود 1967، والتزامها الصمت بخصوص تكثيف النشاطات الاستيطانية، بات يُفسَّر من قِبل الحكومة الصهيونية بإمكانية تدمير خيار الدولتين، واستبداله بما يسمّى الدولة بنظامين «الأبرتهايد»، وهو ما تمليه الحكومة الصهيونية على الأرض من خلال سياساتها وممارساتها وقوانينها.
ودعا عريقات إدارة ترامب والمجتمع الدولي إلى القيام بإعلان عالمي من خلال قرار من مجلس الأمن، يحدّد حدود دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية على خطوط 4 حزيران عام 1967، ووضع آليّات تنفيذيّة إلزاميّة للقرارات، خاصة وأنّ قرار مجلس الأمن 2334 قد أكّد بأنّ خطوط 1967 تشكّل حدوداً للدولتين.
ويأتي ذلك فيما أكّد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، محمد أشتية، رفض القيادة الفلسطينية لطرح رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو تبادل منطقة وادي عارة داخل «إسرائيل» المحتل بمستوطنات صهيونية في القدس والضفة الغربية.
واعتبر أشتية، في ورقة موقف أصدرها بهذا الخصوص، أنّ طرح نتنياهو هو طرح عنصري يرمي لتنفيذ مخطّط تطهير عرقي لأهل الداخل، وهو أمر مرفوض فلسطينياً بالإجماع.
إلى ذلك، أكّد الشيخ عزام الخطيب، مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى، في مقابلة مع «RT»، أمس، أنّ حكومة نتنياهو استباحت المسجد الأقصى وكلّ مداخله وأبوابه.
وأفاد الخطيب بأنّ قوات الاحتلال من جيش وشرطة وقوات خاصة منعت الفلسطينيّين من الدخول إلى المسجد الأقصى، مضيفاً أنّ «الأقصى اليوم غاب عنه المسلمون، ودخله المتطرّفون ودنّسوه».
وقال الخطيب، إنّ عدداً غير مسبوق من المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى، مشيراً إلى أنّ عددهم بلغ 1080 مستوطناً.
وبيّن مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى، أنّ قوّات الاحتلال أبعدت حرّاس الأوقاف وهدّدتهم بالاعتقال، مؤكّداً أنّ المستوطنين أدّوا صلوات تلموديّة، واصفاً الأمر بالخطير. وشدّد على أنّ من غير المقبول أن تستمر «تلّ أبيب» في ممارساتها.
وكانت سلطات الاحتلال قد أعلنت أنّها ستغلق العديد من شوارع وطرقات القدس والبلدة القديمة في ساعات ما بعد عصر أمس، لتسهيل حركة المستوطنين وحماية مسيراتهم، التي عادة ما تصاحبها هتافات عنصريّة قرب بوّابات البلدة القديمة.
وأفادت وكالة «معا» الفلسطينية، بأنّ أعداد اليهود الذين دخلوا المسجد الأقصى خلال الأيام القليلة الماضية، سجّلت أرقاماً قياسية غير مسبوقة منذ أكثر من 5 أعوام، وفقاً للمعطيات التي نشرتها اليوم ما تسمّى «بمنظمات الهيكل».
وكان آخر رقم قياسي لأعداد اليهود سُجّل خلال احتفالاتهم بما يُعرف بـ«يوم القدس» قبل عدّة أشهر، حيث دخل المسجد الأقصى 900 يهودي.
جدير بالذكر أنّ الشرطة الصهيونية اعتقلت 6 يهود حاولوا إقامة صلواتهم داخل سور المسجد الأقصى، وذلك خلافاً للتعليمات الأمنيّة، التي تمنع إقامة شعائر دينيّة يهوديّة داخل الأقصى خلال هذه الزيارات.
ومع تسارع الأحداث، حذّر عضو اللجنة التنفيذية لمنظّمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون القدس، أحمد قريع، من انفجار حرب دينية في القدس، جرّاء الممارسات والانتهاكات الصهيونيّة والمستوطنين.
وأوضح قريع في بيان صحافي أمس، أنّ ما تسمّى منظمات «الهيكل المزعوم»، تمارس سياسة تحريضية، مشيراً إلى أنّها أعلنت تنظيم مسيرة حاشدة من «الباب الجديد» في البلدة القديمة، ودعت للمشاركة الواسعة في اقتحامات للمسجد الأقصى.
ووصف رئيس دائرة شؤون القدس، ما يجري في المدينة المقدّسة من انتهاكات متصاعدة، بـ«الإجرام»، مشيراً إلى أنّ الحكومة «الإسرائيلية» تشجّع ذلك وتتحمّل كامل المسؤولية إزاء ما يجري من عنف وإرهاب.
واستنكر عضو اللجنة التنفيذيّة لمنظّمة التحرير الفلسطينية قيام القوّات الصهيونية بسرقة وثائق ومخطوطات وقفية هامّة من المسجد الأقصى خلال إغلاقه في الفترة الماضية، بعد إخلائه من المصلّين والموظّفين والحراس.
وشدّد المسؤول الفلسطيني على أنّ السرقة العلنيّة لمقتنيات ووثائق إسلاميّة خاصة بالمسجد الأقصى تجاوز خطير.
ودعا أحمد قريع أبناء الشعب الفلسطيني إلى اليقظة والحذر، لا سيّما مع تصاعد حدّة التوتّر في البلدة القديمة ومحيطها بعد تدفّق مئات المستوطنين للمشاركة في المسيرات التهويديّة، التي دعت إليها «منظّمات الهيكل المزعوم».
وكانت منظّمات «الهيكل» الصهيونية دعت إلى المشاركة الواسعة في اقتحام المسجد الأقصى، أمس، بمناسبة ما يسمّى بذكرى «خراب الهيكل» المزعوم.
وأعلنت عن تنظيم مسيرة حاشدة تنطلق من أحد أبواب البلدة القديمة في القدس الباب الجديد ، على أن تتّجه إلى بوّابات القدس القديمة.
تجدر الإشارة إلى أنّ شرطة العدو أغلقت عدّة شوارع في القدس، تسهيلاً على المستوطنين الوصول إلى البلدة القديمة باتجاه باحة البراق، في الوقت الذي عزّزت فيه قوّات الجيش انتشارها في المدينة، خاصة وسطها وفي البلدة القديمة، وشدّدت من إجراءاتها بحقّ المواطنين المقدسيّين في المدينة المقدّسة.