قصة البئر والمرآة

يكتبها الياس عشي

سقط بعض السياسيين في فخّ الهجاء! كنا ننتظر، في زمن جميل لم يبقَ من ملامحه شيء، خطيباً يقف على منبر، فتدبّ الحماسة فينا، وتلهبنا بلاغته، ونصفّق لشموخه، ونمشي وراءه، ونغلق الشوارع.

تغيّر المشهد… صار التهاجي بين السياسيّين لغةً يومية، تذكرك بشاعر الهجاء الحطيئة الدميم الوجه وقد خرج يوماً يبحث عن أحد، أيّ أحد، ليهجوه، وعندما لم يرَ أحداً هجا نفسه قائلاً:

أبتْ شفتايَ اليومَ إلا تكلّماً

بسوءٍ فما أدري لمن أنا قائلُهْ

وبينما هو في الطريق أطلّ عل بئر فرأى صورته، فقال:

أرى لي وجهاً شوّه الله خلقَه

فقُبّحَ من وجهٍ، وقُبّحَ حاملُهْ.

كلمة أخيرة… أيها السياسيون… قبل أن تغادروا قصوركم، انظروا إلى المرآة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى