غاتيلوف يبحث مع نائب دي ميستورا مناطق خفض التوتّر

بحث غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي، مع رمزي عزّ الدين رمزي نائب المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، أمس، سير عملية إنشاء مناطق خفض التصعيد في سورية.

وقالت الخارجية الروسيّة في بيان صدر عقب لقاء غاتيلوف ورمزي، إنّ الطرفين تبادلا الآراء بشأن المسائل المتعلّقة بالتسوية السوريّة، «مع التركيز على نتائج الجولة الأخيرة لمفاوضات جنيف حول سورية، والعمل المتواصل على تطبيق الاتفاقات حول مناطق خفض التصعيد».

وشدّد الجانب الروسي على أنّ «إنشاء مناطق كهذه يتيح إمكانيّات إضافيّة لتقديم مساعدة إنسانية للسكّان المحتاجين إليها، بما في ذلك، عن طريق الأمم المتحدة، لإعادة النازحين والمشرّدين داخلياً، بحيث يتمّ خلق ظروف مواتية لدفع عملية التسوية السياسية إلى الأمام».

وأضافت الوزارة: «في هذا السياق، من المهم الحفاظ على دينامية مفاوضات جنيف وتعزيزها، مع ضمان طابعها الشامل والجامع».

وفي السّياق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أنّ نائب الوزير ألكسندر فومين، ونائب وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري، أكّدا خلال لقائهما انخفاض عدد انتهاكات الهدنة في مناطق خفض التوتّر بسورية.

وجاء في بيان صادر عن الدفاع الروسية، أنّ فومين بحث مع أنصاري في موسكو أمس، مسائل تتعلّق بتسوية النزاع في سورية.

وأضاف البيان، أنّ الجانبين أعربا عن ارتياحهما بشأن مستوى التعاون بين البلدين في سورية، مشيرين إلى انخفاض العدد الإجمالي لانتهاكات نظام وقف القتال في مناطق تخفيف التوتّر.

وأكّد نائب وزير الدفاع الروسي، بحسب البيان، «أهمية مواصلة عمل الدول الضامنة في إطار عملية أستانة حول إقامة مناطق تخفيف التوتّر في سورية».

وتابع البيان: «أكّد فومين وأنصاري في أعقاب اللقاء، السّعي العام من قِبل روسيا وإيران إلى التعاون الوثيق حول القضيّة السوريّة».

ميدانياً، نفّذت الطائرات الحربية السورية طلعات جويّة مكثّفة على مواقع انتشار تنظيم «داعش» وتحرّكاته في ريف الرقة الجنوبي الشرقي، كما استهدف مواقعه في محيط البانوراما والمقابر جنوب مدينة دير الزور.

وذكر مصدر عسكريّ لوكالة «سانا» السوريّة، أنّ الطلعات الجويّة تركّزت على مواقع التنظيم في مدينة معدان على بعد نحو 40 كم جنوب شرقي الرقة، وقرى الخميسية والجابر ومقلة كبير ومقلة صغير.

ولفتَ المصدر إلى أنّ الطّلعات الجويّة أسفرت عن تدمير مستودعات أسلحة وذخيرة وآليّات، وإيقاع قتلى ومصابين بأعداد كبيرة من عناصر التنظيم.

وسيطرت وحدات الجيش مدعومة بسلاح الجوّ خلال الأسابيع القليلة الماضية على العشرات من آبار النفط والغاز في ريف الرقة الجنوبي، وأعادت الأمن والاستقرار إلى العديد من القرى والمزارع المنتشرة على أطراف البادية السوريّة باتجاه ريف الرقة ودير الزور.

وتمكّنت وحدات الجيش، الاثنين، من الوصول إلى نهر الفرات جنوب شرقي الرقة بعد اجتثاث عناصر «داعش» من العديد من القرى والبلدات، وإحكام الطوق على ما تبقّى من فلولهم المتحصّنة في عدد من التلال والمزارع المنتشرة في المنطقة.

على صعيدٍ آخر، أفاد نشطاء سوريّون بأنّ 9 مدنيين على الأقلّ لقوا مصرعهم إثر غارات شنّها طيران التحالف الدوليّ على حارة البوسرايا الواقعة في البلدة القديمة بمدينة الرقة السورية.

وذكر النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي، أنّ حصيلة الضحايا قد بلغت 20 شخصاً، ولا تزال في ارتفاع مستمر، إذ أسفر القصف عن إصابة عشرات المواطنين، ويبقى عدد منهم في حالة الخطر.

في الوقتٍ نفسه، أعرب العديد من المنظّمات الإنسانية عن بالغ القلق إزاء الظروف الإنسانيّة الكارثيّة التي يعاني منها ألوف المواطنين العالقين داخل مدينة الرقة، لا سيّما في ظلّ معلومات تشير إلى أنّ تنظيم «داعش» يحتفظ بكميّات من الأسلحة الكيميائيّة ويعتزم استخدامها ضدّ «قسد» في حال استمرار القوّات المدعومة أميركياً في التقدّم إلى عمق «عاصمة الخلافة».

إلى ذلك، دحضت وزارة الدفاع الروسية التقارير الإخبارية حول ارتفاع خسائر القوّات الروسية في سورية، معتبرةً ذلك محاولة لتشويه سمعة العمليّة الروسية ضدّ إرهابيّي «داعش» في سورية.

وكانت وكالة «رويترز» قد أشارت سابقاً إلى أنّ 40 روسياً على الأقلّ قُتلوا في سورية العام 2017.

وقال المتحدّث بِاسم الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف للصحافيّين، الأربعاء، إنّ «وكالة «رويترز» تحاول من جديد تشويه سمعة عمليّة روسيا الرامية إلى القضاء على إرهابيّي «داعش» وإحلال السلام في سورية».

وأكّد كوناشينكوف عدم وجود أيّة قبور دُفن فيها عسكريّون روس بشكل سريّ، مضيفاً أنّ محاولات وصف أشخاص لا علاقة لهم بالقوّات المسلحة وبالأخصّ بالعملية في سورية، بأنّهم عسكريون روس، «عارية عن الصِّحة تماماً».

وكان الكرملين قد نفى في وقت سابق أيّة علاقة له بمقاتلين متطوّعين روس في سورية، إنْ وجدوا، داعياً الاعتماد على معطيات وزارة الدّفاع الروسية في مسألة الخسائر في صفوف القوّات الروسية.

وقال ديمتري بيسكوف، المتحدّث بِاسم الكرملين، إنّ أيّ مواطنين روس يقاتلون مع القوات الحكومية في سورية هم عبارة عن متطوّعين ولا علاقة لوزارة الدفاع الروسيّة بهم.

وشدّد بيسكوف في مؤتمر صحافي عبر الهاتف، الأربعاء، على أنّه إذا كان هناك مواطنون روس في سورية فهم متطوّعون، والدولة لا علاقة لها بهم.

وبحسب وكالة «رويترز»، واعتماداً على روايات عائلات وأصدقاء القتلى والمسؤولين المحلّيين، فيقدّر أن يكون عدد القتلى في سورية بين الجنود والمتعاقدين الروس 40 على الأقل في 2017، إلّا أنّ وزارة الدفاع الروسية نفت ما نشرته «رويترز» بشأن خسائر القوّات الروسية في سورية.

من جهةٍ أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس، أنّ مجمع السفارة الروسية في دمشق تعرّض لقصف بقذائف من قبل مسلّحي الجماعات الإرهابية.

وأوضحت الوزارة، في بيان، أنّ قذيفتَيْ هاون سقطتا داخل أراضي البعثة الدبلوماسيّة الروسيّة، فيما انفجرت قذيفتان أخريان بالقرب من سياج المجمع، الأمر الذي ألحق أضراراً مادية طفيفة به، ولحسن الحظ لم يسفر القصف عن وقوع ضحايا.

وجدّدت الوزارة تنديد موسكو بالهجمات الإرهابيّة المرتكبة ضدّ البعثة الدبلوماسية الروسية في العاصمة السورية، مذكّرةً بأنّ روسيا أشارت مراراً إلى الطابع الهمجي لعمليات القصف التي يشنّها الإرهابيون، وبصورة منتظمة، الأحياء السكنيّة في دمشق وغيرها من المدن السورية، حيث تودي هذه العمليات يومياً بحياة مدنيّين ونساء وأطفال.

وجاء في ختام البيان: «نأمل أن تسمح أخلاقيّات زملائنا من بعض الدول الغربية في مجلس الأمن الدولي بإعطائهم تقييماً علنيّاً مناسباً لهذه العملية الإجراميّة. ونؤكّد من جانبنا، أن تمسك روسيا بنهجها المبدئيّ والثابت في مكافحة الإرهابيّين في سورية بكلّ حزم».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى