أسرى حزب الله المحرّرون: لم يكن لدينا أي شكّ أنّ المقاومة ستحرّرنا
بعد بدء تنفيذ مراحل الاتفاق المتعلّق بإخراج ارهابيّي «جبهة النصرة» وعوائلهم عقب الهزيمة المدوّية على يد المقاومة، اختتمت المرحلة الأخيرة عند معبر السعن – السلمية في ريف حماه الشرقي، بتحرير الأسرى المقاومين.
واتّجهت الأنظار إلى نقطة معبر السعن – السلميّة في ريف حماة، حيث كان موقع عملية التبادل. وهناك مرّت حافلات المسلّحين الملثّمين منتقلين من عرسال إلى إدلب السوريّة. وقد جرت عملية التبادل عند معبر السعن على 5 دفعات شملت دخول الحافلات إلى مناطق سيطرة المسلّحين وتحرير أسير من أسرى المقاومة الخمسة مقابل كلّ دفعة.
وقدّ تمّت المفاوضات التي أُبرمت بين حزب الله و«النصرة» بشكلها المتّفق عليه برعاية المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم. وتمّ إطلاق سراح أسرى حزب الله الخمسة وهم أحمد مزهر، موسى كوراني، حسن طه ومحمد مهدي شعيب ومحمد جواد علي ياسين، الذين وصلوا إلى لبنان بموكب رسميّ من السعن إلى القصير ومن ثمّ إلى جوسيه ومن بعدها إلى القاع، حيث أُقيم احتفال رسمي بعودتهم نظّمه أهالي القاع والبقاع الشمالي والهرمل على بعد خمسين متراً من تفجيرات إرهابية استهدفت القاع عام ألفين وستة عشر عند نقطة عبور الحدود اللبنانية السوريّة قرب مركز أمن عام القاع الحدودي. ورفعت خلال الاحتفال صور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وأعلام التيّار الوطني الحر والحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب الله وسرايا المقاومة.
وشكر أسرى حزب الله الخمسة المحرّرون الرئيس السوري بشار الأسد والجيش السوري، اللذين كان لهما الدور في تحريرهم وإنجاز هذا العمل، كما شكروا إيران التي كان لها الدور البارز في إنجاز هذا الاتفاق. وأكّد الأسرى أنّه «من أول يوم تمّ أسرنا لم يكن لدينا أيّ شكّ أنّ المقاومة ستحرّرنا».
وفي ما يلي أسماء أسرى المقاومة لدى «جبهة النصرة» الذين أُفرج عنهم:
– حسن نزيه طه: من الهرمل، أُسر في منطقة العيس بريف حلب الجنوبي بتاريخ
13-11-2015.
– محمد مهدي هاني شعيب: من بلدة الشرقية، أُسر في منطقة العيس بريف حلب الجنوبي بتاريخ 13-11-2015.
– موسى محمد كوراني: من بلدة ياطر، أُسر في منطقة العيس بريف حلب الجنوبي بتاريخ 13-11-2015.
– محمد جواد علي ياسين: من بلدة مجدل سلم، أُسر عند أطراف بلدة العيس في ريف حلب الجنوبي بتاريخ 13-4-2016.
– أحمد مزهر: من بلدة برعشيت، أُسر في بلدة خلصة بتاريخ 16- 6- 2016.
يُشار الى أنّ العدد النهائي للمسلّحين حسب الإحصائية النهائية بلغ 7777، موزّعين على 166 حافلة قطعت إلى الأراضي السورية عبر عرسال ومنها إلى فليطة ثم حمص وصولاً إلى السعن في ريف حماه.
وأعلنت غرفة عمليات المقاومة انتهاء عملية تنظيف جرود عرسال اللبنانية وجرود فليطة في القلمون الغربي من الإرهاب المتمثّل بـ«جبهة النصرة» فرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام .
وقالت في بيان لها، إنّه تمّ تحقيق كلّ الأهداف المرسومة للعملية منذ بدايتها، فتحرّرت جرود عرسال اللبنانية وجرود فليطة السورية، وعليه تعلن غرفة عمليات المقاومة إنهاء وجود «جبهة النصرة» الإرهابية في كامل الحدود اللبنانية، وتطهير المنطقة من فرع تنظيم القاعدة.
واعتبرت أنّ هذا التحرير أزال كامل التهديد العسكري للتنظيم الإرهابي عن الحدود الشرقية للبنان، واجتثّ قاعدته الأساسيّة التي أُطلقت من خلالها سياراته المفخّخة وانتحاريّوه إلى العمق اللبناني .
وأضافت أنّ إنهاء هذا الوجود الخبيث للإرهاب أثمر تحريراً لأسرى المقاومة لدى «النصرة»، واستعادة لأجساد الشهداء الطاهرة الذين سقطوا في معركة الدفاع عن لبنان وحريّته وسيادته .
وختمت غرفة عمليات المقاومة بيانها بالتوجّه بالتحية والسلام إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، معلنةً جهوزيّتها الدائمة لتنفيذ أيّة مهمّة يطلبها السيد نصرالله في مواجهة ما تبقّى من تهديد إرهابي تكفيري .
ووجّه البيان لعوائل الشهداء والجرحى كلّ التحية والسلام، ولجمهور المقاومة كلّ الشكر على دعمه وصبره .
جاهزون للتفاوض
وأكَّد اللواء عباس إبراهيم، من بلدة القاع، أنَّ «الجيش اللبناني أكثر من جاهز، وهو يضع الخطة المطلوبة، وساعة الصفر بشأن المعركة مع «داعش» بيد قيادته». وقال: «إنْ لم يُرد مسلّحو «داعش» التفاوض سيكون مصيرهم كمصير «النصرة»، والأمل بملف العسكريّين المخطوفين كبير»، مشيراً إلى أنَّ «جميع الخيارات موجودة، ونحن جاهزون للتفاوض، وكلّنا إرادة لاستعمال القوة إذا لزم الأمر».
وكان اللواء إبراهيم قد وصل إلى القاع، عبر نقطة القاع الحدودية، لاستقبال أسرى «حزب الله»، يرافقه مسؤول لجنة الارتباط في «حزب الله» وفيق صفا، وقال: «لا تغيير في صفقة التبادل بين حزب الله و«جبهة النصرة»، والدولة اللبنانية عازمة على تحرير جرود رأس بعلبك والقاع كما حصل في جرود عرسال»، مؤكّداً أنّ «سرايا أهل الشام سيرحلون قريباً».
وأعلن أنّ «معبر جوسيه مع سورية سيفتح قريباً بعدما اتّخذ القرار السياسي بإعادة فتحه، وسيُبنى مركز جديد للأمن العام اللبناني بالقرب من مركز الأمن العام السوري لتفادي أيّ تسلّل أو فوضى بالمنطقة العازلة التي لا يوجد فيها أمن».
وأضاف: «ننسّق مع القوى الأمنيّة لافتتاح مركز جديد وبناء مركز من أجل تصحيح الخلل الحاصل، نظراً لبعد المركز 11 كلم عن الحدود. وننسّق مع الجيش اللبناني والعماد جوزيف عون من أجل تسيير دوريات على الحدود اللبنانية السورية وصولاً إلى المركز، من أجل ضبط الحدود والآليّات والأشخاص، كي لا يكون تهريب أو تسريب، وعندما ننتقل إلى المركز الجديد تنتفي الإجراءات. والافتتاح لن يطول كثيراً، هناك قرار سياسي متّخذ بهذا الموضوع، ونحضّر لوجستيا من أجل ذلك».
ولفتَ إلى أنّه «سيتمّ تفعيل الدوريات، وذلك بالتعاون مع الجيش اللبناني بشكل مستمرّ كي لا يكون هناك تسرّب أو تهريب».