العكرة وقّع «تاريخ بعلبك من خلال العملات»
وقّع الدكتور حسّان العكرة كتابه «تاريخ بعلبك في العصر الوسيط من خلال العملات»، في فندق «آنيكس بالميرا» ـ بعلبك، بدعوة من المركز الثقافي الفرنسي، وبالتعاون مع مجلس بعلبك الثقافي، بحضور رئيس بلدية بعلبك حسين اللقيس، رئيس المركز الثقافي الفرنسي في زحلة وبعلبك سامويل ميم، رئيس مجلس بعلبك الثقافي أكرم طليس وفاعليات أكاديمية وثقافية وتربوية واجتماعية.
قدّمت المستشارة التربوية في المركز الثقافي الفرنسي ريما مرتضى نبذة عن عكرة، شاكرة الدكتور علي حمية الذي يعود له الفضل في عقد هذا اللقاء واهتمامه بأدق التفاصيل لإنجاحه.
وقالت: يرسم الكتاب تاريخ بعلبك العريق عن طريق القراءة المتأنية والعلمية للعملات التي تم التداول بها في هذه المنطقة.
ولفتت إلى دور البعثة الألمانية في حفريات الموقع الأثري، مؤكدة أن الكاتب يشير إلى 2315 قطعة غير موجودة في فهارس أخرى نشرت، وهذا العمل يساهم في إعادة تشكيل سياق تاريخي سياسي لبعلبك.
من جهتها، قالت الدكتورة ماغي عبيد بِاسم مجلس بعلبك الثقافي: يختصر المجلس قصة مدينة الشمس الثقافية وتطورها عبر الزمن، ومنذ تأسيسه كان همّ المجلس هواجس الناس واهتماماتهم، قضاياهم السياسية، مشاكلهم الأمنية والمعيشية، منغصات حياتهم اليومية، إضافة إلى الشأن الثقافي، كان عملنا أشبه بالترياق الذي يمدنا بالحياة.
بدورها، أوضحت مديرة كلية الآداب في الجامعة اللبنانية ـ الفرع الرابع الدكتورة ميريام يارد إلى أنّ المؤلف قسّم كتابه إلى ثلاثة أقسام: في القسم الأول أعاد بدقة تشكيل اللوحة التاريخية للمدينة، معتمداً على مصادر عربية جغرافية وتاريخية، وكذلك على نتاج عمل المؤرخين المستشرقين المعاصرين الذين عمدوا إلى دراسة الحياة الخاصة في سوريا ولبنان، وهذا الجزء يحدد موقع بعلبك في بلاد الشام.
وأضافت: يتناول الكاتب في الجزء الثاني حركة أسعار العملات التي وجدت في بعلبك اعتباراً من عام 637 لغاية فترة حكم نور الدين زنكي، حيث كانت الكتابات والنقوش بداية على العملات يونانية أو عربية، وكان يطلق على المدينة خلال الحقبة اليونانية والرومانية هليوبوليس، واستخدم العرب تسمية بعلبك.
وتابعت: اعتمد المؤلف بشكل رئيس في الجزء الثالث من الكتاب الذي يمتد حتى عام 1516 على 2315 قطعة نقدية وجدت في موقع بستان ناصيف الأثري في بعلبك، وقد نجح الدكتور حسان من خلال هذا العمل بمقارنة البيانات التاريخية للعملات في سياقها التاريخي.
أما العكرة فقال: لبعلبك الفضل علي في ما أنجزته، وقيمتها عندي توازي مدينتي جبيل، وتاريخياً ثمة أواصر قرابة تجمع بين أبناء بعلبك وجبيل.
أضاف: لطالما ارتبط تاريخ بعلبك ومعابدها بالحقبة الرومانية، وحتى الطرقات التي ما زالت موجودة في البقاع والتي تربط المنطقة بالجنوب والشمال والشرق لم تتغير نسبيا من العهد الروماني.
وتابع: عملت على حوالى 4000 قطعة نقدية، منها ألف قطعة عثمانية تعود للعهد العثماني لا علاقة لها بالمرحلة التاريخية التي تمحورت حولها دراستي، و700 قطعة غير مقروءة نقوشها، أي استفدت من حوالى 3000 قطعة من العملات لكتابة تاريخ بعلبك في الفترة الممتدة بين 636 تاريخ الفتح العربي و1516 تاريخ انتصار العثمانيين على المماليك في بلاد الشام.
ولفت إلى أن هناك مجموعة كبيرة من القطع موجودة ولم يتم العمل عليها لأنها بحاجة إلى تمويل.