دعم «إسرائيل» للإرهاب في المنطقة لتمرير مشروع «يهوديتها»
جاك خزمو
على رغم نفيها الرسمي والعلني المتكرر أنها ليست طرفاً في المؤامرة الكونية على سورية التي بدأت قبل ثلاث سنوات ونيّف، إلا أن هناك إثباتات دامغة على أن «إسرائيل» مشاركة في هذه المؤامرة القذرة التي تستهدف أولاً وأخيراً تدمير سورية بالكامل. وهذه الإثباتات يزداد عددها يوماً بعد يوم لتؤكد أن هذا التورط ليس عفوياً أو هامشياً، بل مقصود ومخطط له منذ سنوات طوال، ومنذ اندلاع الحرب اللبنانية الداخلية عام 1975.
ومن هذه الإثباتات التي ذكرت في السابق، ولا داعي لذكرها مجدداً إلا بصورة سريعة وهي توفير السلاح للإرهابيين، وتحريض أميركا ودول ما يسمى بـ»المجتمع الدولي» على مواصلة دعم «الثورة المزيفة» في سورية، وكذلك توفير العلاج للجرحى من الإرهابيين في مستشفيات «إسرائيلية» بعد السماح لهم بدخول الحدود المحصنة في منطقة الجولان المحتل، واعترف أحد الضباط أخيراً بأن «إسرائيل» عالجت حتى الآن أكثر من 1300 مصاب، وهذا الرقم ولو أنه كبير، لكنه قد يكون أقل من العدد الصحيح لأولئك الذين تلقوا علاجاً مجانياً من حكومة «إسرائيل».
أما الإثباتات الجديدة التي أصبحت مكشوفة للجميع فهي استقبالها لما يسمى بـ»المعارضين» السياسيين، وفي طليعتهم كمال اللبواني الذي التقى في زيارته العديد من المسؤولين «الإسرائيليين»، وأحيطت هذه اللقاءات بالسرية، كما أن أسماء من رافقوه في هذه الزيارة لم تعلن وجرى التّعتيم عليها، ما يؤكد أن «إسرائيل» على اتصال دائم ومتواصل وقوي مع رموز المعارضة المزيفة القابعة في فنادق تركيا أو فنادق بعض العواصم الأوروبية.
وإضافة إلى هذه الزيارة المشبوهة، فإن «إسرائيل» توفر الحماية للإرهابيين الذين يقاتلون الدولة في الجانب المحرّر من الجولان، وكذلك توفر لهم الدعم من خلال السماح لهم بتجاوز الحدود والأسلاك الشائكة، وكذلك تطلق النيران على مواقع الجيش السوري بحجة سقوط قذيفة من الجانب السوري، ويكون الإرهابيون قد أطلقوها، لتشكل طلباً منهم لقيام الجيش «الإسرائيلي» بمساعدتهم سواء بفتح الحدود لنقل جرحى أو بإطلاق النار على الجيش السوري تحت ذريعة الرد على إطلاق النار، علماً أن معظم القذائف التي تسقط في الجولان المحتل لم تحدث أيّ ضرر مادي، لأنها مجرد رسالة أو إشارة من الإرهابيين لـ»إسرائيل» لمساعدتهم. وادعت «إسرائيل» أن من حق سلاح الجو السوري أن يُحلق فوق الأراضي السورية إلا أنها أسقطت يوم الثلاثاء 23 أيلول 2014 طائرة حربية من طراز سوخوي كانت تقصف الإرهابيين، وهذه الحادثة هي رسالة دعم «إسرائيلية» إضافية للإرهابيين. وقد تنفي «إسرائيل» هذا التورط في سورية وهذه التصرفات في الجولان، ولكن الأيام والأشهر وكتب التاريخ ستؤكد هذا التورط المباشر في دعم الإرهاب في سورية وفي المنطقة كلها.
والسؤال الواضح: ما هو هدف «إسرائيل» من تدمير سورية؟ والجواب واضح أيضاً وهو أنّها لا تريد سورية مستقرة ونموذجاً للمواطنة الواحدة المتساوية في الحقوق والامتيازات وكل وسائل العيش، ولأنها أيضاً نموذج للدولة الواحدة المدنية التي تضم اثنيات وقوميات وأدياناً مختلفة، والكل في وحدة واحدة موحدة، وهذا لا يعجب «إسرائيل»، وبخاصة أنها تريد محاربة وإسقاط أي طلب بإقامة دولة واحدة ثنائية القومية في فلسطين… ولن ننسى أن «إسرائيل» تدخلت في الحرب الأهلية في لبنان ولنفس السبب أو الدوافع، كذلك حرّضت أميركا على احتلال العراق وتدميره وتقسيمه إذا كان ذلك ممكناً، أي إنها تريد دعم إقامة دويلات الأقليات حتى تضعف دول الطوق المحيطة بها وتتحول إلى دويلات صغيرة، وكذلك كي تمرّر مشروعها بأن تكون «إسرائيل» دولة لليهود فقط، وبالتالي التخلّص مما يسمى «الأقليات» في فلسطين، وخصوصاً «العربية» منها، لأنها ضد المساواة في المواطنة، إذ يعاني الفلسطينيون العرب أبشع صنوف التفرقة والتمييز العنصري من خلال ممارسات حكوماتها، ومن خلال سن العديد من القوانين العنصرية والفاشية.
و»إسرائيل» تمارس سياسة أميركا نفسها، إذ تدعي أنها ضد «الارهاب»، وتصف المقاومة المشروعة في فلسطين بأنها «إرهاب»، في حين أنها توفر الدعم للإرهاب في سورية ما دام هذا يخدم أهدافها ومخططاتها وتطلعاتها… وكما فشلت أميركا في الشرق الاوسط وانكمش نفوذها وتأثيراتها، فإن دور «إسرائيل» القذر في دعم الإرهاب سيفشل أيضاً… وستدفع ثمن ذلك مستقبلاً، لأن من يدعم الإرهاب سيكتوي عاجلاً أم آجلاً بناره.. ومن يقف ضد الإرهاب بشتى أنواعه وصنوفه وأشكاله بكل جدية، مثل سورية، سينتصر حتماً في النهاية على رغم أنّ ثمن هذا الانتصار باهظ ومؤلم أيضاً.
رئيس تحرير مجلة البيادر ـ القدس الشريف