طوكيو تحذّر بيونغ يانغ من أيّ استفزاز والاتحاد الأوروبي يشدّد العقوبات ضدّها روسيا: ما يمنع واشنطن من توجيه ضربة لكوريا الشمالية الخوف من ردّها
قال النائب الأول لرئيس لجنة شؤون الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي فرانتس كلينتسيفيتش إنّ «الأمر الوحيد الذي قد يمنع واشنطن من توجيه ضربة لكوريا الشمالية هو احتمال ردّ بيونغ يانغ على تلك الضربة».
وأوضح المسؤول الروسي «أنه رغم استبعاد أن يكون لدى بيونغ يانغ صاروخ قادر على الوصول إلى الأراضي الأميركية، إلا أنّ حلفاء واشنطن سيتعرّضون لصعوبات كبيرة»، حسب تعبيره.
وشكك كلينتسيفيتش بـ «قدرة واشنطن على تغطية كافة الأهداف العسكرية على أراضي كوريا الشمالية»، وذلك خوفاً من «احتمال قيام بيونغ يانغ بتفيذ ضربة جوابية ما سيكون له آثار كارثية على كوريا الجنوبية».
بدورها، حذّرت اليابان كوريا الشمالية من أنها «لن تتسامح مع أيّ استفزازات»، وذلك بعد تهديدات أطلقتها بيونغ يانغ بضرب القاعدة الأميركية في جزيرة «غوام»، في المحيط الهادئ.
وقال المتحدث باسم الحكومة اليابانية، يوشيهيد سوغا: «ندعو بوضوح كوريا الشمالية للتعامل مع تحذيرات المجتمع الدولي بجدية، والامتثال لقرارات الأمم المتحدة، والامتناع عن الاستفزازات».
وأضاف المتحدث أنّ «من المهم الحفاظ على قوّة الردع النووية للولايات المتحدة في مواجهة وضع أمني مقلق جداً في المنطقة».
وقال المتحدث باسم الحكومة اليابانية: «تصرفات كوريا الشمالية استفزاز واضح»، مضيفاً: «لا يمكننا التسامح معها».
ورداً على سؤال حول احتمال نشر اليابان أنظمة دفاع صاروخية، قال المتحدث: «إنّ قوات الدفاع الذاتي اسم الجيش الياباني اتخذت التدابير اللازمة، ولكن لن أعطي تفاصيل».
وتعدّ اليابان حليفاً مقرباً للولايات المتحدة، وقد عبرت عن دعمها للتهديدات التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مؤخراً، والذي توعد فيها كوريا الشمالية بـ «النار والغضب».
من جهته، أعلن الاتحاد الأوروبي عن توسيع لائحة عقوباته ضدّ كوريا الشمالية، وذلك في أعقاب صدور قرار دولي من مجلس الأمن بفرض قيود اقتصادية غير مسبوقة على بيونغ يانع.
وأوضح الاتحاد في بيان صدر أمس «أنّ العقوبات تشمل تجميد الأصول وحظر السفر على مسؤولين وهيئات في كوريا الشمالية بسبب انتهاكاتها المتكررة لقرارات الأمم المتحدة حول برامج تسلحها الباليستية والنووية».
وتابع الاتحاد في بيانه أنه بالتوافق مع قرار الأمم المتحدة، فإنه يضيف 9 أشخاص و4 هيئات، من بينها بنك التجارة الأجنبي المملوك للدولة، إلى لائحة العقوبات ضد بيونغ يانغ.
وبهذه العقوبات الجديدة، أصبحت لائحة العقوبات الأوروبية ضدّ كوريا الشمالية تضم 103 أشخاص و57 هيئة.
وذكر المجلس الأوروبي، أنه «يعمل أيضاً على تطبيق سريع للأقسام الأخرى من قرار مجلس الأمن، بما فيها اتخاذ إجراءات للحدّ من الأموال التي يرسلها مواطنو كوريا الشمالية العاملون بالخارج».
في ما أعدّت وزارة الدفاع الأميركية خطة لتوجيه ضربة وقائية ضدّ المواقع المحتملة لإطلاق الصواريخ في كوريا الشمالية، في حال أصدر الرئيس دونالد ترامب أمراً بذلك.
ونقلت قناة «إن بي سي» التلفزيونية عن مصادر عسكرية أميركية بأنّ «النقطة الرئيسية في الخطة تشمل هجوماً باستخدام قاذفات استراتيجية من طراز B-1B لانسر، تنطلق من قاعدة أندرسن في جزيرة غوام لضرب أكثر من عشرين موقعاً لإطلاق الصواريخ والمرافق اللوجستية التابعة لها».
ويُذكر أنّ طائرة «B-1B لانسر»، قاذفة استراتيجية أسرع من الصوت، مزوّدة بجناح متعدّد الأوضاع. ويمكن أن تحمل ما يصل إلى 56 طناً من الصواريخ والقنابل. وقد تمّ تصميم هذه الطائرة لاختراق الدفاعات الجوية على علو منخفض، حيث بإمكانها التحليق فوق تضاريس وعرة، وهذا ما يميّزها عن قاذفات القنابل B-52، التي يمكن أن تحمل أسلحة نووية وتحلّق على علوّ شاهق.
ويذكر أنّ مجلس الأمن الدولي قد صوّت بالإجماع على فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية لـ«إجرائها تجربتين على صواريخ بعيدة المدى».
وكان ترامب توعّد كوريا الشمالية الثلاثاء «بالنار والغضب» في حال استمرت بتهديد الولايات المتحدة على خلفية تطوير ترسانتها النووية.
وقالت السلطات في كوريا الشمالية أول أمس، إنها «تدرس خططاً لتنفيذ ضربة صاروخية على جزيرة غوام الأميركية الواقعة في المحيط الهادي»، وذلك بعد ساعات من تهديد ترامب.
في حين ذكرت وسائل الإعلام المحلية، أمس، «أنه إذا كانت كوريا الشمالية ستطلق صواريخ على منطقة غوام الأميركية المطلة على المحيط الهادي، فإنها ستصل إلى الجزيرة خلال 14 دقيقة».
في ما أعلنت وكالة الأنباء الكورية الشمالية، أمس، «أنّ الجيش الأميركي يعتزم أن ينجز خطة في منتصف آب، لضرب المياه من غوام مع أربعة صواريخ متوسطة المدى»، وقالوا إنهم «سيطيرون على ثلاث محافظات يابانية ليصلوا إلى هدفهم في 17 دقيقة و45 ثانية».
ونقلت صحيفة «يو إس إيه توداي» عن جينا غاميندي، المتحدثة باسم الأمن الداخلي، في «غوام»، قولها «إنه سيتم إبلاغ جميع سكان الجزيرة عن طريق 15 صفارة إنذار تحذير من جميع المخاطر إذا كانت كوريا الشمالية ستطلق صواريخ عليها».
ونقلت وسائل الإعلام عن غاميندي قولها «سيتم إبلاغ مكتبنا من الجيش وسوف يستخدم جميع أشكال الاتصالات الجماهيرية لإرسال الرسالة إلى الجمهور».
في السياق نفسه، يُعيد تصريح ترامب العنيف الأخير تجاه كوريا الشمالية إلى الأذهان ما أفصح عنه عضو بارز في مجلس الشيوخ من مضمون حوار خاص دار بين الرجلين.
ففيما توالت في الأيام الأخيرة ولا تزال التصريحات النارية بين واشنطن وبيونغ يانغ، كشف السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام مؤخراً أنّ «الرئيس الأميركي أسرّ له بأنّ الحرب بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية ستندلع إذا واصلت بيونغ يانغ عملها في تطوير البرنامج الصاروخي ونصب الصواريخ العابرة للقارات في اتجاه الولايات المتحدة».
وقال غراهام: «هو قال لي ذلك، وأنا أصدّقه، ولو كنت صينياً لصدقته، ولعاجلت بفعل شيء ما حيال هذا الأمر».
وأكد السيناتور الجمهوري «أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب لن يسمح لنظام كيم جونغ أون بامتلاك صواريخ عابرة للقارات والحصول على إمكانية إصابة الولايات المتحدة بسلاح نووي».
وكشف غراهام عن أنّ ترامب قال له، وجهاً لوجه: «إذا اندلعت الحرب، من أجل إيقاف كيم جونغ أون، فهي ستكون هناك. وإذا كان الملايين سيموتون، فهم سيموتون هناك. هم لن يموتوا هنا. هو قال لي ذلك، في وجهي»، مضيفاً أنّ «هذا التصريح قد يكون استفزازياً، لكنّه حقيقي»، متابعاً: فـ «حين تكون رئيساً للولايات المتحدة إخلاصك لمن تعود؟ للناس في الولايات المتحدة».
وطالب السيناتور الأميركي الذي يُعَدّ من الصقور بأشدّ من مجرد قتل زعيم كوريا الشمالية، قائلاً: «إنّ الخبراء العسكريين الذين، يقترحون حتى نشر سلاح أميركي نووي في كوريا الجنوبية، أو قتل كيم جونغ أون، مخطئون!»، مضيفاً: «يوجد خيار عسكري يتمثل في تدمير البرامج الكورية الشمالية وكوريا الشمالية ذاتها!».