المهرجانات الغنائية في لبنان مستمرّة رغم الأوضاع المعيشية الصعبة

لا تزال المناطق اللبنانية تستضيف المهرجانات الصيفية، لا سيما الغنائية، التي يحييها نجوم لبنانيون، وآخرون أجانب.

واللافت أنّ هذه المهرجانات، تستقطب عدداً كبيراً من الناس، رغم الأوضاع المعيشية الصعبة التي يرزح تحت نيرها اللبنانيون. ما يؤكّد أنّ اللبنانيين، طلّاب فرح، وهواة حياة.

ملحم زين

بدايةً، من الشمال، حيث أمضى عشّاق الفنان ملحم زين الذي أطل للمرّة الأولى في عكار من بلدة القبيات ليلة من العمر، مقدّماً حفلاً غنائياً مبهراً لن ينسى، ضمن مهرجانات القبيات السياحية الدولية بليلتها الثانية، إذ استمر الحفل حتى ساعات الصباح الأولى.

حضر الحفل شخصيات سياسية، أمنية، رؤساء بلديات ومخاتير، إضافة إلى جمهور حاشد أتى من مختلف المناطق تجاوز ثلاثة آلاف شخص غصّت بهم مدرّجات المهرجان التي اهتزت ابتهاجاً وفرحاً.

وبعد النشيد الوطني، رحّبت رئيسة لجنة مهرجانات القبيات الدولية سينتيا حبيش بالحضور، وقالت: للسنة الرابعة على التوالي، نحتفل وتحتفل معنا عكار والقبيات بمهرجانات الفرح، الفن، والإبداع. ونوهت بالأجهزة الأمنية ورؤساء البلديات واتحاداتها، بالقول: لولا دعمكم ومشاركتكم لما كنّا حصدنا هذا النجاح.

واهتزّت عكار فرحاً ورقصاً على أنغام أجمل أغاني الفنان زين، الذي قدّم باقة من أجمل أغانيه القديمة. وغنّى أغنية «إنت أمريني» من ألبومه الجديد أيضاً.

بصوته الفتّان وتفاعله الدائم مع الجمهور، استطاع ملحم زين أن يلهب المسرح بنجاح فائق، إذ تخطّى الوقت على المسرح فاستمرّ الحفل برغبة من الجمهور.

وقد لمعت مهرجانات القبيات الدولية في الليلتين الذهبيتين، واكتظت بالحاضرين الذين ملأوا المدرج بالكامل، وغلب على هذا الحدث طابع الجودة، الحرفية، والتنظيم الفائق.

إشارة إلى أن استراحة «VIP Lounge» غصت بكبار الزوّار، فشهدت تفاعلاً كبيراً مع الفنان زين، واشتعل المكان بالأجواء الحماسية الخلابة.

وقد بدأت الليلة الثانية بتقديم مسرحية «The Laugh Story» على مسرح مهرجانات القبيات الدولية. وافتتحت بربورتاج يختصر أبرز إطلالات المبدعين هشام حداد، طوني أبو جودة، جاد بو كرم، وبونيتا سعادة التلفزيونية.

إشارة إلى أن مهرجانات القبيات الدولية ستكون على موعد، مع الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب.

ميشال ساردو

أحيا مهرجان «إهدنيات» الدولي سهرة فرنسية رومنسية ساحرة للفنان الفرنسي والعالمي ميشال ساردو، الذي يقوم حالياً بآخر جولة فنية له قبل التقاعد. وقد اختار ساردو أن يختم مسيرته الفنية في لبنان على مسرح «إهدنيات».

غنّى ساردو أغانيه في جوّ من الرومنسية والنوستالجيا، فمزج بين القديم وإصداراته الأخيرة.

ومنذ تحوّل مهرجان إهدنيات إلى مهرجان دولي عام 2011، يخصّ الجمهور الفرنكفوني في لبنان في سهرة ضمن فعالياته.

بدأ ساردو بتحية الجمهور بأغنية «Salut» ومن بعدها «La Java»، «Vladimir»، «Les Vieux Mari s»، و«Je Vais t>aimer» وغيرها من الأغاني التي شاركه الجمهور في غنائها.

ورحّب ساردو بالجمهور، وعبّر عن فرحته بزيارة لبنان، البلد الذي يحب، كما أعرب عن سعادته للتواجد في إهدن، التي يزورها للمرة الأولى والتي عشقها، وفق تعبيره، وقال: مذهل، الجمهور رائع، دعوني أراهم». بهذه الكلمات عبّر ساردو عن محبّته وسعادته بالجمهور الذي حفظ أغانيه عن ظهر قلب وكأنه أراد أن يحتفظ بصور من حفله الأخير في لبنان.

ودعا ساردو الموسيقي وكاتب معظم أغانيه الفرنسي بيار بيان، وتشاركا مع عازفي آلات النفخ إحدة الأغنيات.

وعند غنائه «La Maladie»، غنّى الجمهور معه وتفاعل مع كلّ نغم، وبخاصة مع «الميدلي» الذي استعاد فيه أجمل ما غنّى، فهو أراد من ذلك أن يختصر مسيرته الفنية في حفل ساحر وحالم في آن. وقال: سأنهي شخصية المغنّي، الأغنية كانت مصادفة جميلة في حياتي، قلت رقصتي الأخيرة حتى لا أقول وداعاً.

وختم ساردو في لحظات مشحونة بالعاطفة «My Way» و«La Derni re Danse»، هي رقصة أخيرة ونغمة أخيرة وصدى أخير تركها في إهدن وفي ذاكرة الجمهور الحاضر.

وكان ساردو وكما كل الفنانين الذين غنّوا في «إهدنيات»، قد زرع أرزة في غابة نجوم إهدنيات، ليخلّد مروره على مسرح المهرجان.

وختام إهدنيات، كان في حفل لفرقة «مشروع ليلى». حفل استثنائي ويحمل قضية بيئية. فالمهرجان هو المهرجان الأول في لبنان الذي يراعي المعايير البيئية ويدعم في الوقت نفسه قضايا إنسانية.

كما قدّمت مجموعة «Cirque du Liban» استعراضاً حضره آلاف الأشخاص من مختلف الأعمار، وذلك ضمن حفلات الفئة الشبابية لمهرجان إهدنيات الدولي.

أحيا الاستعراض «Gino the Lord of magic» الذي خطف أنظار الأولاد لنصف ساعة بعرضه الذي تضمّن فقرات عدّة من الحركات البهلوانية وألعاب الخفّة والألعاب البارعة والمثيرة.

تلا الاستعراض حفل للفنان اللبناني نجم «آراب غوت تالنت» عمار باشا الذي قدّم أغانيه على وقع موسيقى الهيب هوب والراب وغنّى معه الجمهور أغنيته الرومنسية الجديدة «حبّك حبّ جنون ما حسّيته بعمري».

كما قدّم باشا أغنية «despacito» التي راجت بالإسبانية، بنسخة عربية من تأليفه وألحانه، مطلقاً عليها عنوان «بسيطة».

كارول سماحة

انطلقت الاحتفالات الفنية لمهرجانات البترون الدولية بسهرة مميزة مع النجمة الاستعراضية كارول سماحة التي ألهبت مسرح المهرجانات في حرم ميناء الصيادين، بحضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ممثلاً رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ، النائب خضر حبيب ممثّلاً رئيس الحكومة سعد الحريري، السفير الاماراتي حمد سعيد الشامسي، راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خير الله، رئيس اتحاد بلديات منطقة البترون مرسيلينو الحرك، قائمقام البترون روجيه طوبيا، المديرة العامة للنفط أورور فغالي، رئيس رابطة مخاتير منطقة البترون جوزف أبي فاضل، رئيس لجنة المهرجانات المحامي سايد فياض والأعضاء وهيئات قضائية ونقابية وأمنية ورؤساء بلديات ومخاتير وراهبات وكهنة وعدد كبير من الوافدين من مختلف المناطق ومن خارج لبنان.

واثقة الخطوة، اعتلت كارول سماحة المسرح بحضورها المميّز ومن دون مقدّمات، واستهلّت وصلتها بأغنية «اشتقنا كتير»، فاستقبلها الجمهور بالتصفيق والهتافات، وأعربت بكلمة سريعة عن حبّها للبترون وأهلها، لافتة إلى أن مهرجانات البترون باتت تحتلّ موقعاً مميزاً ورفيعاً بين المهرجانات وينتظرها ويقصدها اللبنانيون من كل المناطق.

وشكرت لباسيل حضوره، وقالت: هناك 160 مهرجاناً في لبنان خلال شهري تموز وآب وهو عدد ضخم قياساً لمساحته. هذا هو لبنان وهذا هو شعبه الذي يحبّ الحياة والموسيقى والفنّ.

وغنّت سماحة أجمل أغانيها، وقدّمت أغنيتين من ألبومها الجديد واستعادت من على مسرح مهرجانات البترون أغنيات من فنّ الزمن الجميل، فغنت أغنية «غنّيلي شوي شوي»، وقدّمت باقة من الأغاني اللبنانية والشرقية التي تفاعل معها الجمهور.

سماحة التي أبهرت الجمهور، تشاركت مع فرقتها الفولكلورية عروضا مميزة، فأضفت حماسةً بين الحضور الذي لم يتوانَ عن التفاعل والغناء معها وطلب أغنياتها المميزة ومنها «بصباح الألف التالت» و«خليك بحالك» و«سمعني» و«إحساس» و«غالي علي» و«مش معقول»، وغيرها من الأغاني التي أشعلت المدرج.

أما الحفلة الفنية الثانية فأحيتها الفنانة العالمية بوني تايلر، كما أحيا الفنان وائل كفوري ليلة أخرى.

عينطورة

افتتحت مهرجانات عينطورة ـ كسروان في احتفال أقيم في نادي البلدة حضره رئيس المؤسسة المارونية للانتشار نعمت افرام، رئيس البلدية لبيب عقيقي وأعضاء المجلس البلدي، المختار فرنسيس أبي نخلة، كاهن الرعية الياس بو حرب وعدد كبير من أبناء البلدة والجوار.

بداية النشيد الوطني عزفته الاوركسترا الهارمونية الوطنية التابعة لموسيقى الامن الداخلي بقيادة الرائد أنطوان طعمة، تلته معزوفات وأغنيات وطنية، وتراتيل دينية.

بعد ذلك، تحدّث عقيقي مرحّباً بافرام ومثنياً على جهوده في دعم المشاريع البيئية في عينطورة والقرى المجاورة، كما شكر الاوركسترا لمشاركتها في الافتتاح، مذكّراً بتاريخ إنشائها في العام 1861، لتكون أول أوركسترا عسكرية عربية.

وفي الختام، قدّم عقيقي درعاً تكريمية للرائد طعمة.

هبة طوجي

انطلقت النسخة الأولى لمهرجان «أمسيات زحلة» الذي تنظّمه جمعية «أمجادنا» بالتعاون مع بلدية زحلة، احتفالاً بتراث «عروس البقاع»، وذلك في أمسية استثنائية أحيتها الفنانة هبة طوجي يرافقها المؤلف والمخرج أسامة الرحباني.

وتميّزت ليلة افتتاح المهرجان الذي يقام في «بارك زحلة البلدي» بحضور عدد كبير من المسؤولين والشخصيات والفاعليات الإعلامية وحشد من هواة الفنّ والثقافة.

وفي كلمة ألقتها، رحّبت رئيسة «أمسيات زحلة» ماغدا رزق بالحضور، مشيرة إلى ان صيف 2017 حافل بالمهرجانات المتعدّدة التي جرت وتجري في مختلف المناطق والتي تؤكد أن لبنان يستعيد مكانته كوجهة سياحية للجالية اللبنانية وسياح البلدان العربية والعالم على حدّ سواء، رغم الأوقات العصيبة التي مرّ بها أخيراً.

وتقدّمت رزق بالشكر لجميع الذين عملوا على تحقيق هذا المهرجان الذي أردنا أن يساهم في نهضة زحلة وازدهارها فنياً وإنمائياً وثقافياً. مشدّدةً على ان التوقيت الممتاز لأمسيات زحلة والذي يتزامن مع توافد المغتربين إلى لبنان في هذه الفترة من السنة يرسّخ حقاً موقع زحلة كنقطة تلاقٍ بين أهل البقاع واللبنانيين والمغتربين.

وختمت بالقول: إن زحلة لا تزال تثبت كل يوم، وكما فعلت على مدى تاريخها العريق، أنها تبقى قلب البقاع النابض.

وتخلّل حفل الافتتاح وثائقي عن تاريخ زحلة الفني والثقافي سلّط الضوء أكثر على التراث الغني لعروس البقاع، قبل أن تتزين سماء المنطقة بألوان الألعاب النارية في عرض استثنائي أعلن انطلاق مهرجان «أمسيات زحلة».

كما تميّز الافتتاح بأداء موسيقي رائع لطوجي ورحباني. ومن بين كبار الفنانين الذين سيستضيفهم المهرجان المغنّية الفرنسية الشهيرة باتريسيا كاس التي ستشعل المسرح في أولى إطلالتها في عروس البقاع مساء 16 الحالي. أما مسك الختام ففي 17 آب مع أداء استثنائي للفنان والنجم المحبوب وائل كفوري الذي سيغنّي للمرة الاولى في زحلة منذ بداية مشواره الفني.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى