العبادي لـ«دواعش» تلّعفر: «إمّا الاستسلام أو القتل»
أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي فجر أمس، انطلاق عمليّات استعادة مدينة تلّعفر، آخر أكبر معاقل تنظيم «داعش» في محافظة نينوى شمال العراق.
وتأتي عملية استعادة تلّعفر بعد أكثر من شهر على إعلان رئيس الوزراء العراقي تحقيق «النصر المؤزر» في مدينة الموصل، إثر معارك ضارية استمرّت تسعة أشهر.
وقال العبادي في بيان تلاه عبر التلفزيون، وهو يرتدي بزة عسكرية سوداء: «أنتم على موعد مع نصر آخر سيتحقّق.. ها هي تلّعفر ستعود لتلتحق بركب التحرير».
وأضاف: «ها هم الأبطال يستعدّون لتحرير تلّعفر»، متابعاً «أقولها للـ»دواعش»، لا خيار أمامكم إلّا الاستسلام أو القتل. كلّ معاركنا انتصرنا فيها، وكلّ معارك الـ»دواعش» انهزموا فيها».
وأوضح العبادي، أنّ القوات العراقيّة كافّة من الجيش وشرطة اتحادية وقوّات مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي والقوّات المحلية ستشارك في العملية العسكرية، بمساندة من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وقبل ساعات من إعلان العبادي، ألقت القوّات الجويّة العراقيّة منشورات فوق المدينة تطالب فيها السكّان باتخاذ الاحتياطات اللازمة.
وجاء في المنشورات: «جهّزوا أنفسهم من الآن، فالمعركة قريبة والنصر آتٍ بإذن الله تعالى وبمشيئته».
وكان مسؤولون عراقيّون قد أكّدوا في وقت سابق، أنّ سلاح الجو العراقي دمّر تحصينات تنظيم «داعش» الأساسيّة بضربات دقيقه، وأنّ القوات المرابطة عند حدود القضاء جاهزة للهجوم البرّي بانتظار إشارة رئيس الوزراء حيدر العبادي للبدء بالعمليّة.
وتحاصر قوّات الحكومة العراقيّة ومتطوّعون المدينة من الجنوب، بينما يحاصرها من الشمال مقاتلون من البيشمركة الكرديّة.
من جهته، قال الحشد الشعبي العراقي إنّه «مع ساعات الفجر الأولى انطلقت البنادق والرايات إلى أهدافها لتحرير تلّعفر».
وتابع الحشد، أنّه «بانطلاقة مواكب المجاهدين نحو أهدافهم في تلّعفر يكون النصر قد اقترب»، لافتاً إلى أنّ الحشد والجيش والشرطة ومكافحة الإرهاب والقوّات الجوّية ومختلف الصنوف يتحرّكون لتحرير تلّعفر.
ويُعدّ قضاء تلّعفر الأكبر بين أقضية محافظة نينوى، ويقع على بعد نحو 80 كيلومتراً إلى غرب الموصل، باتجاه الحدود مع سورية، وكان يسكنه حوالى 200 ألف نسمة.
وسيطر التنظيم على تلّعفر في 15 حزيران 2014، بعد مواجهات وسط القضاء وانسحاب القوّات العراقية منها، أعقبه نزوح آلاف السكان.
ويقدّر عدد مقاتلي التنظيم في تلّعفر بنحو ألف بينهم أجانب، بحسب ما أعلن رئيس مجلس قضاء تلّعفر محمد عبد القادر.
ميدانيّاً، أعلنت قيادة الشرطة الاتحادية العراقيّة أمس الأحد، استعادة السيطرة على منطقة العبرة الصغيرة في قضاء تلّعفر شمال البلاد.
وقالت القيادة في بيان، نقلته السومرية نيوز، إنّ «قطعات الشرطة الاتحادية مسنودة بطيران الجيش تستعيد السيطرة على منطقة العبرة الصغيرة».
وأضافت القيادة، أنّ «تلك القطعات تتقدّم الآن في المحور الغربي باتجاه مناطق السعد والزهراء والوحدة بالقضاء».
وكان قائد عمليات «قادمون يا تلّعفر»، أكّد تدمير خطوط تحصين «داعش» من عدّة محاور باتجاه مركز المدينة، معتبراً أنّ ذلك يعد بتحقيق النصر.
وقال الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله في بيان، إنّ «قوّاتكم المشتركة بكلّ تشكيلاتها ومسمّياتها لن يهدأ لها بال أو يغفو لها جفن إلّا عندما يتمّ تحرير كامل التراب العراقي من دنس عصابات «داعش» الإرهابية».
وأضاف يار الله: «في هذه الساعات يتقدّم أبناؤكم بكلّ ثبات وعزم وإرادة بمعنويّات عالية جداً، مستبشرين فرحين يتسابقون إلى بلوغ أهدافهم في تدمير خطوط تحصين العدو من عدّة محاور باتجاه مركز مدينة تلّعفر»، مشيراً إلى «اشتراك أبطال الجيش العراقي الفرقة المدرّعة التاسعة والفرق الخامسة عشرة والسادسة عشرة وصنوف المدفعيّة والهندسة العسكريّة والطبابة والصنوف الخدميّة الأخرى وأبطال قوات مكافحة الإرهاب من العمليات الخاصة الأولى والثالثة وأبطال الشرطة الاتحادية من الفرق الآليّة وفرقة الردّ السريع والفرقة السادسة وأبطال قوات الحشد الشعبي، وبإسناد من صقور العراق من القوّة الجويّة وأبطال طيران الجيش العراقي ودعم طيران التحالف الدولي».
وخاطب يار الله أبناء الشعب العراقي بالقول: «كما عهدتم أبناءكم رجال النصر أينما حلّوا، سيزفّون لنا بشائر الانتصارات»، داعياً وسائل الإعلام لـ«الالتزام بالتوصيات والتنسيق مع خلّية الإعلام الحربي في تغطية العمليّات العسكريّة».