عون: معركتنا مع الإرهابيين ناجحة وسنصلّح ما خرّبوه

دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أهالي عرسال إلى التجذّر في أرضهم والعيش فيها بسلام واستقرار وأمان واستعادة حياتهم الطبيعية، وذلك بعد اندحار الإرهابيين الذين روّعوا المنطقة وأهلها، وذلك خلال استقباله وفداً من عرسال، بحضور وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول، ضمّ رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري وأعضاء المجلس البلدي ومخاتير البلدة. وحضر اللقاء منسّق التيار الوطني الحر في البقاع الشمالي عمار انطون. وأعرب عن سعادته لتحسن الأوضاع في منطقة عرسال، مؤكداً أن الاهتمام في المرحلة الراهنة سينصبّ على إصلاح ما خرّبه الإرهابيون، معلناً أن مجلس الوزراء خصص في جلسته الأخيرة مبلغ 15 مليون دولار لبلدة عرسال، و15 مليون دولار للقرى المجاورة.

وأضاف: «لقد ارتاح ضميري اليوم، لأنني كنت من الذين يعارضون ما كان يحصل في عرسال، لاسيما عندما نأت الحكومة السابقة بنفسها عن الأوضاع فيها. وشدّدت على ذلك عندما قلت للرئيس ميقاتي بعدما نأى بحكومته عما يحصل في عرسال، أنه لا يمكن أن يمارس سياسة النأي بالنفس عن طرابلس وعكار وعرسال، لأنها أرض لبنانية ومواطنوها لبنانيون. ولكن تبعاً للظروف، بقيت المنطقة كلها في حالة شلل، الى أن تمّ تحريرها من الإرهابيين الذين مارسوا همجية لم يعرف الشرق مثيلاً لها».

في مستهل اللقاء، ألقى رئيس بلدية عرسال كلمة قال فيها متوجهاً الى الرئيس عون: «إننا نفخر بكم قائداً للوطن، ونهنئكم بالنصر الذي تحقق وبفرض الهيبة وبسط السلطة. ولكن دائماً مع النصر والفرح دموع ودماء، فإننا نتقدم من فخامتكم بخالص العزاء بشهداء الجيش اللبناني الأبرار الذين رووا أرض الوطن بدمائهم الزكية، ونتمنى الشفاء العاجل لجرحانا الأبطال».

وتابع «فخامة الرئيس، إن المرحلة الظلامية المنصرمة قد أصابت اقتصاد عرسال بالشلل فوصلت أوضاع الأهالي المادية إلى أدنى المستويات، وهم أحوج ما يكونون اليوم للوصول لأراضيهم وأرزاقهم، لذلك نرجو من فخامتكم تأمين القرار والغطاء اللازمين للجيش اللبناني كي يتقدّم ويتسلّم مكان حزب الله في جرود عرسال، وقد أبدى الأخير استعداده لتسليم الجيش وتسهيل وصول الأهالي إلى أراضيهم. كما نأمل من فخامتكم إصدار قانون العفو عن المطلوبين والموقوفين الذين لم يشاركوا في محاربة الجيش، ونتطلّع في عهدكم إلى الوجود الفاعل للدولة في عرسال على الأصعدة كافة وبجميع وزاراتها الإنمائية والأمنية».

واستقبل عون رئيس اتحاد بلديات جزين خليل حرفوش ورئيس اتحاد بلديات جبل الريحان باسم شرف الدين، مع وفدين ضمّا رؤساء البلديات في قضاء جزين والمخاتير الذين نقلوا إلى رئيس الجمهورية تمنياتهم له بالتوفيق في قيادة البلاد نحو شاطئ الأمان والاستقرار.

وألقى رئيس اتحاد بلديات جزين كلمة قال فيها: «لقد عانى قضاء جزين ما عاناه من عزل وظلم خلال فترة 25 سنة، فكان لا بد لنا من التعاون مع القوى الفاعلة لإطلاق خطة استراتيجية إنمائية شاملة، هدفها التنمية المستدامة، وقوامها دراسة تفصيلية للقطاعات الإنمائية المختلفة، ومن ثم وضع استراتيجية عمل للنهوض بالمنطقة من خلال دراسة مشاريع كبرى. وقد تمكّنا من تنفيذ العديد من تلك المشاريع وبفضل دعمكم وجهودكم الحثيثة حصلنا على مشاريع بنى تحتية قد يكون أبرزها تأهيل كامل لمنظومة المياه وتأهيل الطريق الذي يربط منطقة الريحان بمنطقة جزين ونحن في انتظار تنفيذ سد بسري للحصول على بعض المشاريع لاسيما مشروع للصرف الصحي. ويبقى التحدي الأكبر استمرار صمود الشباب في بلداتهم، وهنا لا بد لنا من تكثيف الجهود في انشاء المشاريع المنتجة التي من شأنها خلق فرص عمل».

ولفت حرفوش الى ان بلديات المناطق الريفية، وقضاء جزين من بينها، تعاني من ازمة مالية حادة و«نحن هنا نعول على دعمكم في تحصيل مستحقات الخلوي».

اما رئيس اتحاد بلديات جبل الريحان فحيّا في كلمته مواقف رئيس الجمهورية وسعيه الدؤوب لتحقيق الإنماء المتوازن وترسيخ الانتماء الوطني، منوها بـ«القرار الشجاع باقتلاع القوى الظلامية وقبله إقراركم لقانون انتخاب عصري أكثر عدالة كذلك نضالكم في محاربة الفساد والقائمين عليه منذ عرفناكم، فأدركنا صلابتكم المبدئية، والتزامكم بموقف صارم حازم في وجه العدوين الصهيوني والصهيو تكفيري».

ورد عون بكلمة رحب فيها بوفد منطقة جزين، وقال: «لقد ارسينا الاستقرار الأمني والسياسي ونحن سنواصل في هذا الاتجاه وسنقضي على ما تبقى من إرهاب، ومعركتنا ناجحة وستؤتي ثمارها». وتطرق الى الوضع الإنمائي والاقتصادي، فاشار الى ان اهتمامه ينصب منذ البداية على الانماء المتوازن للمناطق كافة، «وسيحظى قضاء جزين وجبل الريحان بما يستحقان من اهتمام، وستكون لهما حصة لأن من واجب الدولة أن تعوّض عليكم فترة الحرمان الطويلة التي عانيتم منها. والمهم أن تبقوا على أواصر الوحدة المتينة في ما بينكم، سائرين على الخط الوطني الصحيح، المعروف عنكم وعلى عهدكم في إنهاض مناطقكم».

وأشار رئيس الجمهورية إلى مشاريع عدّة تم إقرارها لقضاء جزين وجبل الريحان، وسيتمّ البدء بتنفيذها، من بينها ما يتناول الصرف الصحي وتزفيت الطرقات وشبكات الري والكهرباء.

وفي قصر بعبدا وفد عائلة عميد «اللواء» المرحوم عبد الغني سلام ضمّ رئيس تحرير» اللواء» الأستاذ صلاح سلام وشقيق الفقيد سامي سلام والسيدة سيرين سلام ومي سربيه وعامر مشموشي من أسرة «اللواء» شكروا رئيس الجمهورية على مواساة العائلة وأسرة «اللواء» بغياب عميدها. وقد نوّه عون بالدور الذي لعبه المرحوم عبد الغني سلام في المجالات الوطنية والسياسية والإعلامية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى