بغداد: القوّات المشتركة ترفع العلم العراقي شرق تلّعفر
بعد أربعة أيام من إعلان انطلاق عمليّة تحرير قضاء تلّعفر من تنظيم «داعش»، أكّد رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي أنّ «القوات الأمنيّة العراقيّة أحرزت تقدّماً كبيراً باتجاه مركز القضاء وسط انهيار لتنظيم «داعش» الإرهابي «، مشيراً إلى مساعٍ لتقليص أعداد القوّات الأمنيّة، بما في ذلك «الحشد الشعبي»، بعد الانتهاء من الحرب مع «داعش» ومحاولة استثمارهم في جوانب البناء والإعمار.
وقال العبادي خلال مؤتمر صحافي في معرض إجابته عن مصير «الحشد»، إنّ «ذلك يحتاج قراراً لدراسة ذلك الأمر، فنحن نسعى إلى استثمار الجيش في جوانب الإعمار، وهي تجربة مارستها العديد من الدول»، مؤكّداً أنّه «فاتح هيئة الحشد حول ذلك الأمر في وقت سابق».
ورأى رئيس الوزراء، أنّ «بقاء أعداد القوّات الأمنيّة بجميع تشكيلاتها لما بعد مرحلة «داعش» يتسبّب بتبعات مالية، إضافةً إلى ذلك نخشى من عسكرة المجتمع»، مشدّداً على أنّ «الخطّة المقبلة تتضمّن الإبقاء على بعض القوّات وتقليص البقيّة الأخرى عبر زجّ أفرادها في مشاريع الإعمار والبناء».
ميدانياً، أعلنت القوّات العراقيّة المشتركة تحرير عدد من أحياء قضاء تلّعفر، آخر معاقل جماعة «داعش» الإرهابيّة في محافظة نينوى، كما أعلنت فتح محورَين في شمال وجنوب القضاء للوصول إلى مركز المدينة.
وقال قائد عمليّات «قادمون يا تلّعفر»، إنّ قطعات الفرقة المدرّعة التاسعة وقوّات الحشد الشعبي حرّرت حيّ التنك شرق تلّعفر ورفعت العلم العراقي فيه.
وكان مصدر أفاد بقيام قوّات الحشد والقطعات الأمنيّة العراقيّة بمباشرة دخول حيّ الجزيرة شمال شرقي تلّعفر.
وأشار الإعلام الحربي في العراق، إلى أنّ قوات الحشد الشعبي والقطعات العسكرية وصلت إلى مشارف ناحية المحلبية شرق تلّعفر.
وعلى محور آخر، تمكّنت الشرطة الاتحادية والحشد من تحرير قرية ملا جاسم وحيّ الكفاح الشمالي في الجزء الشمالي الغربي لتلّعفر.
وكان قائد قوات الشرطة الاتحادية الفريق رائد جودت، أكّد في وقت سابق أنّ قوات مغاوير النخبة والردّ السريع مسنودة بعشرات الآليّات المدرّعة بدأت باقتحام حيّ الكفاح الشمالي أول أحياء غرب تلّعفر، قبل تحريره لاحقاً.
أتى ذلك فيما واصلت قوّات الحشد الشعبي أمس تقدّمها في حيّ الخضراء جنوب تلّعفر لتحريره بالكامل من سيطرة «داعش»، في إطار اليوم الرابع لعملّيات «قادمون يا تلعفر» التي تخوضها قوات الحشد والقطعات الأمنيّة الأخرى لتحرير القضاء من سيطرة تنظيم «داعش».
وقال الإعلام الحربي في العراق، إنّ قوات النخبة في اللواء 26 التابع للحشد الشعبي تتقدّم في حيّ الخضراء جنوب تلّعفر، بالتوازي مع غارات تنفّذها طائرات الجيش العراقي على آليّات مفخّخة لعناصر «داعش» التي تعيق تقدّم القوّات في المنطقة المذكورة.
واستهدفت قوّات الحشد تجمّعات «داعش» غرب المحلبيّة تمهيداً لاقتحامها، حيث قامت مدفعيّة اللواء 17 في الحشد الشعبي باستهداف مواقع تابعة لـ«داعش» في قرية مريشية غرب المحلبية، كما قامت القوّة الصاروخية للّواء السابع عشر بقصف «مواقع هامّة» لـ«داعش» بصواريخ جهاد 3 ، من بينها مركز قيادة التنظيم في ناحية المحلبية شرق تلّعفر.
وبحسب الاستخبارات التابعة للّواء، فقد حقّقت الضربات إصابات مباشرة في صفوف التنظيم.
وكان قنّاصو الحشد الشعبي قد اصطادوا عدداً من عناصر التنظيم الإرهابي أثناء تطهير منطقة العسكرية في شمال شرقي تلّعفر.
واستمراراً للتقدّمات الجارية على أرض الميدان، سيطرت قوّات الحشد الشعبي على مركز تدريب عسكري تابع لتنظيم «داعش» في شرق تلّعفر.
كما وأضافت مصادر في الحشد الشعبي العراقي، أنّ مقاتلي هذه القوّات مع الجيش العراقي بدأوا بالهجوم على منطقة الخضراء الواقعة شرق تلّعفر. وتابع المصدر، أنّ هذه القوّات ستتابع التقدّم حتى تطهير المنطقة بكاملها من دنس الـ»دواعش». كما أضافت أنّ قوّات الحشد سيطرت على مستوصف منطقة العسكريّة في شمال شرقي تلّعفر.
وأعلنت المصادر العراقيّة، أنّ القوّات العراقيّة بمختلف تسمياتها اقتحمت مركز قضاء تلّعفر. وبيّنت المصادر، أنّ هذه القوات هاجمت الـ»دواعش» المتواجدين في اول منطقة في مركز تلّعفر، وهي منطقة الكفاح، وتستمر القوّات لتطهير المناطق الأخرى. وأردفت المصادر، أنّ القوّات العراقيّة بدأت أيضاً بِاقتحام تلّعفر من المحور الجنوبي الغربي.
وقال الفريق رائد شوكت، قائد الشرطة الفيدرالية العراقية، إنّ «القوّات العراقيّة تواصل تقدّمها في المحور الغربي، كما دمّروا حقل الألغام التابع للتنظيم».