نصرالله: الإرهابيّون محاصَرُون وكلّ عوامل النصر القريب متوافرة نتيجة المعادلة الذهبيّة
أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسين نصرالله، أنّ مسلّحي «داعش» باتوا محاصرين وسط شبه مستديرة، 20 كلم مربّعاً في لبنان و40 كلم مربعاً في سورية»، لافتاً إلى أنّ خطّ التفاوض فُتح داخل الأراضي السورية ، وأكّد أنّ «الجيش السوريّ وحزب الله ملتزمون بأن يكون أوّل بند تفاوضيّ مع «داعش» هو العسكريّون المخطوفون»، وشدّد على أنّ «القيادة السوريّة متجاوبة مع أيّ اتفاق بين الجيش اللبناني والمسلّحين بشرط الطلب الرسميّ اللبناني والتنسيق العلني وليس تحت الطاولة»، لكنّه رجّح العمل العسكريّ والحسم بسبب عقليّة قيادة «داعش» في الخارج، مؤكّداً أنّ عوامل تحقيق النصر الحاسم والقريب متوافرة والمسألة مسألة بعض الوقت.
جاء ذلك في كلمة متلفزة له مساء أمس، بثّتها قناة «المنار» واستهلّها بتوجيه التحية إلى عناصر وضباط الجيشَين اللبناني والسوري ومقاتلي حزب الله الّذين يقاتلون في الجرود. كما وجّه التحية للشهداء والجرحى ولكلّ الّذين دعموا وساندوا وأيّدوا هذه المعركة، لتنجز أهدافها بكلّ الوسائل، مشيراً إلى أنّ «الهدف الرئيس للجانب اللبناني من المعركة، هو وصول الجيش إلى الحدود اللبنانيّة السوريّة وتأمينها وكشف مصير العسكريّين المخطوفين».
وأوضح السيد نصرالله، أنّ «الهدف الرئيس للجيش السوريّ هو طرد تنظيم «داعش» من منطقة القلمون الغربيّ، وحينها يصبح طريق دمشق حمص آمناً، وخاصّةً أنّ «داعش» أصبح بعيداً في دير الزور ».
وبالنسبة إلى حزب الله، قال: «نحن نقاتل من أجل اللبناني والسوريّ، لأنّنا نؤمن أنّ المعركة لا يمكن تجزئتها وتفكيكها»، مبيّناً «أنّنا في اليوم السادس للعمليّات على صعيد « فجر الجرود » و«وإنْ عدتم عدنا»، وسير المعركة وقتال «داعش» لم يكن بالمستوى الّذي افترضناه، كما أنّه لم يكن سهلاً»، مؤكّداً أنّ « الجيش اللبناني قام بعمل دقيق ومحترف خلال الأيام الماضية بأقلّ كلفة بشريّة وماديّة».
وركّز على أنّ «20 كلم مربعاً من الأراضي اللبنانية تمّ تحريرها في بداية المعركة، وبداية عمليّات «وإن عدتم عدنا»، منها قلعة الحصن وقلعة يونين وهذه المنطقة فيها تعقيد ميدانيّ معيّن، وهي منطقة عمليّات للجيش السوريّ»، كاشفاً أنّ «المقاومة هي من حرّر الـ20 كلم من الأرض اللبنانيّة الّتي تصل إلى معبر الزمراني. وبالتالي، الأرض المحرّرة من الأرض المحتلّة يعني 120 كلم مربّعاً، فـ20 كلم مربعاً حرّرتها المقاومة و100 كلم مربع حرّرها الجيش اللبناني، وباقي 20 كلم مربعاً على عاتق الجيش اللبناني».
وبيّن نصرالله، أنّ «360 كلم مربعاً هي المساحة المحتلّة في عملية «وإن عدتم عدنا» وحتّى الساعة، تمّت إعادة السيطرة على ما يزيد 270 كلم مربعاً في الأرض السوريّة، وبالتالي ما بقي تحت سيطرة «داعش»، هو ما يقارب الـ40 كلم مربعاً»، مركّزاً على أنّ «حاليّاً، مسلّحي «داعش» محاصرون في وسط منطقة العمليّات الواسعة ضمن شبه مستديرة 20 كلم مربّعاً في لبنان و40 كلم مربّعاً في سورية، وقد بقي أعلى مرتفع في العمليّات وفي القلمون الغربي وهو مرتفع ما يسمّى بـ«حليمة قارة»، مشيراً إلى أنّ «من اللافت أنّ على قمّة هذا الجبل العالي، تقع الحدود اللبنانيّة السوريّة».
وأشار إلى أنّ «الموجودين داخل حليمة قارة، هم مسلّحو «داعش» وبعض المدنيّين من عائلاتهم ولا يوجد إحصاء دقيق، وكلّ ما يُحكى في الإعلام عن أعداد غير دقيق، وقد سقط عشرات القتلى لدى «داعش»، كما أنّ هناك العشرات ممّن سلّم نفسه للجيش السوري وحزب الله، ولم يُعلن عنها كلّها في الإعلام بناءً على التزامنا الأدبي والأخلاقي»، مشدّداً على أنّ «المسلّحين في حالة ارتباك شديد ويبحثون عن أيّ تسوية وهذه معلومات، وقيادة «داعش» في الخارج غير معنيّة بخروج مقاتليها من المنطقة ويريدونهم أن يخرجوا قتلى وهذه أيضاً معلومات».
وأشار السيد نصرالله، إلى أنّ «في المقابل، الوضع النفسيّ للجيش اللبناني والسوريّ وحزب الله مرتفع جدّاً، وجميع عوامل تحقيق النصر الحاسم والقريب متوافرة والمسألة مسألة بعض الوقت»، لافتاً إلى أنّ « القيادات العسكريّة الّتي تدير المعركة أثبتت حكمتها في المعركة ضدّ «داعش»، ووتيرة المعركة حين تضيق المساحة ستصبح أشدّ»، موضحاً أنّ «»داعش» يتمترس بالمدنيّين، ويقتل كلّ من يحاول تسليم نفسه، والتمترس بالمدنيّين يجعل الوضع بحاجة للحكمة أكثر».
ورأى «أنّنا وصلنا إلى السيناريو السابق نفسه مع « جبهة النصرة »، وهناك خطّان يعملان في الوقت نفسه: الميدان وخطّ التفاوض الّذي فتح داخل الأراضي السورية »، لافتاً إلى أنّ «المعنيّ بالحلّ هو القيادة السورية الّتي أعطت الموافقة على المفاوضات، ولن يكون هناك توصّلاً لاتفاق إطلاق نار قبل الوصول إلى حلّ، وغرض التفاوض هو تحقيق الأهداف»، مؤكّداً أنّ « الجيش السوري وحزب الله ملتزمون بأن يكون أوّل بند تفاوضيّ مع «داعش» هو العسكريّون المخطوفون، ونحن لا نتصرّف كجبهتَين بل جبهة واحدة على عكس البعض في لبنان، وبالتالي لا يخطر ببال قيادة الجيش اللبناني وعائلات العسكريّين أن نقبل بحلّ يتجاوز قضية العسكريّين».
وشدّد السيد نصرالله، على أنّ «القيادة السوريّة متجاوبة مع أيّ اتفاق بين الجيش اللبناني والمسلّحين بشرط الطلب الرسمي اللبناني والتنسيق العلنيّ، وليس تحت الطاولة»، مكرّراً «أنّنا نفاوض لتحقيق الأهداف الّتي وضعناها، وأعتقد أنّ الأرجحيّة ستكون للعمل العسكريّ في الجرود، ونحن ذاهبون للحسم العسكريّ والسبب هو عقليّة قيادة «داعش» في الخارج، على عكس قيادة «داعش» في الجرود الّتي تريد التسوية».
وتوجّه إلى قيادة «داعش» بالقول، إنّ «قرار المعركة حاسم والوقت ليس طويلاً، وموضوع ربح الوقت لن يكون مُجدياً، إنّما الأمور ذاهبة إلى خواتيمها، إمّا بالقتال أو التسوية»، مشيراً إلى «أنّني أقول للّبنانيّين جميعاً، أنتم مقبلون على نصر عزيز ويجب أن تفرحوا به، وهذا الإنجاز سيتوَّج بعد تأمين الحدود»، مؤكّداً أنّ «الحدود اللبنانيّة السوريّة ستصبح آمنة من الإرهابيّين، سواء من الجانب اللبنانيّ أو من الجانب السوريّ»، مشدّداً على أن «لا تسمحوا لبعض المنغّصات أن تؤثّر على إنجازاتكم، وبعد المعركة هناك أمور ستُحكى من يريد المعركة ومن كان يضغط لأن لا تحصل المعركة، وهذا سنتكلّم عنه بعد المعركة».
وحذّر السيد نصرالله قيادة «داعش» وجماعتها في الجبال بالقول: «هذه المعركة قرارها حاسم ونتيجتها حاسمة».
وفيما لفتَ السيد نصر الله إلى أنّ «شغل الأميركيّين وبعض الجهات اللبنانيّة الآن هو عدم الإتيان على سيرة المعركة الجارية على الجبهة السورية»، قال: «الإدارة الأميركيّة يزعجها أن تبدو المقاومة في لبنان بمشهد القويّ الذي يسحق الجماعات التكفيريّة»، وأضاف: «السفارة الأميركيّة هدّدت بعض وسائل الإعلام من التعاطف مع حزب الله بعد معركة جرود عرسال»، وأشار إلى أنّ «هناك وسائل إعلام لبنانيّة سقطت أخلاقياً حين تجاهلت تضحيات مقاتلين قاتلوا «داعش» إلى جانب الجيش»، لافتاً إلى أنّ «هناك بعض الأخطاء من بعض وسائل الإعلام اللبنانيّة، وفي معركة جرود عرسال، كلّ التلفزيونات تعاطت بمسؤوليّة كبيرة وشعور وطنيّ، ما عدا تلفزيون «المستقبل».
وأكّد الأمين العام لحزب الله، أنّه «سيكون لنا عيد جديد للانتصار وللتحرير وتأكيد جديد للمعادلة الذهبيّة»، واعتبر أنّ «هذا الإنجاز الكبير الذي سيكتمل قريباً هو واحد من النتائج الممتازة للمعادلة الذهبيّة للجيش والشعب والمقاومة بالإضافة إلى الجيش السوريّ»، وأضاف: «هذا التكامل بين الجبهتَين اللبنانيّة والسوريّة هو الذي عجّل بهذه الانتصارات»، وتابع: «سنملأ اليوم والشهر بالكلمات المناسبة ليكون لنا عيد جديد للانتصار وتأكيد جديد للمعادلة الذهبيّة»، ودعا «للتعاطي مع انتصار تحرير الحدود اللبنانيّة السوريّة بالكامل على أنّه التحرير الثاني بعدما كان 25 أيار عام 2000 هو التحرير الأوّل».