عين الحلوة… إشكالية الحسم!
معن حمية
اتفاق التهدئة الذي جرى التوصل إليه في مخيم عين الحلوة ـ جنوب لبنان، خيار لا بدّ منه، لأنه يقلّل من الكلفة الكبيرة التي يتكبّدها الفلسطينيون في الأرواح والأرزاق. والسؤال لماذا تُضبط ساعة تفجير الوضع الأمني في هذا المخيم على توقيت معارك كبيرة في لبنان وفي سورية ضدّ الإرهاب؟
لقد بدا لافتاً تزامن اشتباكات مخيم عين الحلوة، مع بدء عملية تحرير الجرود من الجهتين اللبنانية والسورية. والمعلومات تتحدّث عن أمر عمليات أصدره تنظيم «داعش»، لشنّ عمليات إرهابية وتفجيرات أمنية في أكثر من مكان، بهدف تخفيف الضغط عن عناصره التي أصبحت محاصرة ومعزولة في الجرود اللبنانية وفي منطقة القلمون من الجهة السورية.
الربط بين تنظيم «داعش» الإرهابي، والمجموعات المسؤولة عن تفجير الوضع في مخيم عين الحلوة، قائم بحسب المتابعين والمراقبين، لكنه يحتاج إلى بعض القرائن لإثباته، حتى وإنْ كانت قرينة التزامن بين اشتباكات المخيم وعمليات تحرير الجرود، كافية ووافية.
الإشكالية الكبرى تكمن في الطرائق المعتمَدة لبنانياً، خصوصاً لجهة التعامل مع أوضاع شاذة وخطيرة، حيث التباطؤ سيّد الموقف، والقرار بالحسم السريع متعذّر. وهذا ما يرتب على لبنان أثماناً باهظة وكبيرة، ومشاهد غزوة الإرهاب لعرسال ومحيطها وجرودها، لا تزال ماثلة في الأذهان، حيث تمّ قتل ضباط وعسكريين لبنانيين وخطف آخرين. وهذا الثمن الباهظ، كان بسبب الإرهاب أولاً وأيضاً، لأنّ بعض اللبنانيين أصرّوا على إنكار وجود الإرهاب في تلك المنطقة، ونظّموا زيارات تضامنية إليها.
علماً أنّ وزير الدفاع اللبناني الأسبق فايز غصن كشف أمر وصول «القاعدة» إلى محيط عرسال، بناء على تقارير وأدلة موثقة، ولم يكن ينجّم أو يبصّر، لكن عشّ الدبابير الذي فاع، جعل التقارير تنام في الأدراج. وهذا ما أوصلنا إلى مرحلة المخاطرة بمصير البلد وبحياة الناس والعسكريين.
ولأنّ ما حصل في عرسال عبرة، فلا بدّ من التعامل بجدية مع ما يحصل في مخيم عين الحلوة، فمن يستطع تفجير الوضع في هذا المخيم ساعة يشاء، ولحسابات خارج المخيم، يستطع إبقاء المخيم رهينة الانفجار. وهذا خطر على الفلسطينيين وخطر على استقرار لبنان.
آن الآوان لمقاربات جدّية، ومعالجات نهائية وحاسمة وعلى بعض القوى الفلسطينية أن لا تمدّ يد العون لمجموعات وأفراد يمارسون الإرهاب عن سبق إصرار…
عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي