موسكو تنشئ نظام دفاع جويّ موحّداً لحماية الأجواء السوريّة
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أنّ الخبراء العسكريّين الروس والسوريّين أنشؤوا نظام دفاع جويّ موحّد ومتكامل على الأراضي السوريّة.
جاء ذلك على لسان نائب قائد القوات الجوّية الفضائيّة الروسيّة، سيرغي يشيرياكوف، الذي قال أثناء مشاركته في طاولة مستديرة نُظّمت في إطار معرض «الجيش-2017»، أمس: «في الوقت الحالي، تمّ إنشاء نظام الدفاع الجوي المتكامل الموحّد، حيث جرى دمج المعدّات الاستخباراتية الجوّية الروسية والسوريّة في نظام موحّد فنيّاً ومعلوماتيّاً».
وبيّن ميشيرياكوف، أنّ كلّ المعلومات الخاصة بالوضع في السماء السوريّة التي توفّرها محطّات الرادارات السوريّة، تتلقّاها مراكز المراقبة التابعة لمجموعة القوّات الروسية في سورية.
يُذكر أنّ مجموعة قوّات الدفاع الجوّي الروسيّة المتمركزة في قاعدة حميميم بريف اللاذقية، تضمّ كتيبة الهندسة الراديوية وبطارية من منظومة «بانتسير أس» الروسيّة للصواريخ، والمدافع المضادّة للجو، ومنظومات «أس 400» الصاروخية.
وأكّد ميشيرياكوف، أنّ منظومات الدفاع الجويّ الروسيّة في مطار حميميم تراقب كلّ الأهداف الجوّية ضمن دائرة يبلغ نصف قطرها 400 كيلومتر، وعلى ارتفاع يصل إلى 35 كيلومتراً.
في شأنٍ متّصل، أشار القائد العسكريّ الروسيّ إلى أنّ سلاح الجو الروسي ألحق أضراراً جسيمة بالبُنية التحتيّة التابعة لتنظيم «داعش» في سورية، من خلال تدمير مستودعات للذخائر والوقود ومصانع لصيانة الأسلحة والمركبات العسكرية، ممّا أسفر عن إضعاف الدعم اللوجيستي للإرهابيّين وقدراتهم على النقل السريع للتعزيزات العسكرية.
وتابع، أنّ قصف الطائرات الروسيّة للبنيّة النفطيّة التي وقعت في أيدي المسلّحين، واستهدافها قوافلهم المحمّلة بالنفط تسبّب بخسائر اقتصادية كبيرة لهم.
وفي السياق، قال رئيس غرفة العمليّات في هيئة الأركان الروسية سيرغي رودسكوي أمس، إنّ مساحة الأراضي الخاضعة للقوّات الحكوميّة السوريّة ازدادت من 19 إلى 78 ألف كلم مربع، أي بأربعة أضعاف عمّا كانت عليه عام 2015، بفضل العمليات الروسيّة، مشدّداً على أنّ الدعم الروسي أتاح للجيش السوري إنجاز تحوّل جذري في سير الحرب الدائرة في البلاد.
وأعلن رودسكوي، أنّ تطوّر الوضع في سورية سنة 2015 كان يشكّل خطراً مباشراً على أمن روسيا، موضحاً أثناء مشاركته في فعاليّات معرض «الجيش-2017» أنّ تقدّم تنظيم «داعش» نحو آسيا الوسطى ومنطقتََيْ القوقاز والفولغا، كان واضحاً في ذلك الحين.
وقال رودسكوي، إنّ «الغارات الروسيّة منعت الإرهابيّين من الحصول على إيرادات ماليّة من مبيعات النفط، وقطعت طرق إمدادهم بالأسلحة والذخيرة»، مشيراً إلى أهميّة العمليات الخاصة بتصفية قياديّين بارزين في «داعش» مواقع مهمّة للتنظيم.
وأكّد رودسكوي، أنّ دخول اتفاق إنشاء مناطق خفض التصعيد حيّز التنفيذ أسفر عن استقرار الوضع بشكلٍ ملحوظ في مناطق وسط البلاد وجنوبها، مضيفاً أنّ «الطرف الروسي يبقى على اتصال مستمرّ مع العسكريّين الأتراك والأميركيّين و«الإسرائيليّين»، والمبعوث الأمميّ الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا والمنظّمات الدولية المختصة».
من جانبه، أكّد رئيس الإدارة العامّة لهيئة الأركان للقوّات المسلّحة الروسية إيغور كوروبوف، أنّ تعداد عناصر «داعش» المتبقّين في سورية يُقدّر، بموجب معلومات استخباراتية روسيّة، بأكثر من 9 آلاف مسلّح، علاوة على أكثر من 15 ألف مسلّح، معظمهم سوريّون ينتمون إلى تنظيم «جبهة النصرة».
إلى ذلك، قائد مجموعة القوّات المسلّحة الروسيّة في سورية، سيرغي سوروفيكين، أعلن أمس عن القضاء على مجموعة كاملة من تنظيم «داعش» بعد محاصرتها شرق مدينة أثرية في ريف حماة الشرقي.
وذكر سوروفيكين، أثناء مشاركته في فعاليّات طاولة مستديرة، في إطار معرض «الجيش- 2017»، أنّ القوّات السوريّة مدعومة بسلاح الجوّ الروسي تستكمل حالياً محاصرة مجموعة أخرى من الإرهابيّين شمال غربي مدينة السخنة المحرّرة في ريف حمص الشرقي.
وأكّد سوروفيكين، أنّ القوات السوريّة استعادت، خلال الأسبوع الماضي، مناطق تبلغ مساحتها 1.1 ألف كيلومتر مربع، مضيفاً أنّ سيطرة الجيش على مدينة السخنة وبلدات الكدير والطيبة والكوم هيّأت الظروف الملائمة لتحرير مناطق وسط سورية، ومتابعة التقدّم نحو دير الزور.
وأكّد الضابط الروسي، أنّ التقدّم من أجل رفع الحصار عن دير الزور يستمرّ من ثلاثة محاور، حيث يواجه القوّات الحكومية إرهابيّون من «داعش»، من الرقة والموصل، تلقّوا تدريباً وتسليحاً جيداً، مؤكّداً أنّ نجاح هذه الحملة سيعني دحر القوّات الأساسيّة لـ«داعش» في سورية.
وأشار سوروفكين إلى أنّ خسائر الإرهابيّين في سورية، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، تجاوزت 8 آلاف مسلّح و1.5 ألف قطعة من المعدّات العسكرية، مشدّداً على أنّ هذه الحصيلة ترتفع يومياً.
وأعلن أنّ سلاح الجوّ الروسيّ مستمر في مساندة عمليات الجيش السوري على الأرض، وأنّ الطيران الروسيّ نفّذ 163 تحليقاً قتالياً ودمّر 415 هدفاً خلال الأيام الثلاثة الماضية فقط.
على صعيد «المعارضات السوريّة»، دعت دول غربية وإقليمية عدّة، راعية لجماعات ما يسمّى بـ«المعارضة السورية»، إلى التعايش مع بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة، مشيرةً إلى أنّ هذه الدول التي ينصبّ تركيزها حالياً على مصالحها الاستراتيجية الخاصة أكثر من تغيير النظام في دمشق، بدّلت تحالفاتها وأوقفت دعواتها لتنحّي الأسد، بحسب تعبيرها.
ونُقل عن السفير الأميركي السابق لدى دمشق روبرت فورد، أنّه لا يوجد أيّ تصوّر لتحالف عسكري بإمكانه إزاحة الأسد، مضيفاً أنّ الجميع بمن فيهم الولايات المتحدة اعترفوا بأنّ الأسد باقٍ.
وأضافت المصدر، أنّه جرى إبلاغ الهيئة العليا للمفاوضات من قِبل أقرب الراعين لها أنّها ستكون خارج السياق في حال عدم تكيّفها مع الحقائق الجديدة. ونُقل عن مصدر آخر وُصف بـ«المطّلع»، أنّ وزير الخارجية عادل الجبير أبلغ المعارضة أنّ الوقت حان لصياغة رؤية جديدة.
ولفتَ المصدر الذي يلعب دور الوسيط بين المعارضة وعدد من العواصم، إلى أنّ «الجبير لم يقل بشكل مباشر إنّ الأسد سيبقى، لكن يمكن قراءة ذلك بين السطور»، وأضاف: «إذا قرأنا بين السطور ما يُقال حول ضرورة وضع رؤية جديدة، فما هي القضية التي تمثّل الموضوع الأساسي للجدل؟ هل يبقى بشار الأسد أم لا».
وكانت شهدت اللقاءات التي عُقدت بين منصّات المعارضة الثلاث في الرياض، تباينات واختلافات في وجهات النظر. وكان جرى الحديث عن محادثات داخلية تجري من أجل إعادة هيكلة الهيئة العليا للمفاوضات، لمنح وزن للأصوات التصالحيّة في صفوف المعارضة.
وكان رئيس «منصّة موسكو» للمعارضة السورية، قدري جميل، صرّح أمس، بأنّه لاحظ تغيّراً في الموقف السعودي من خلال اجتماع منصّات المعارضة السورية الأخير في الرياض.
وقال جميل في مؤتمر صحافي، عُقد في المجموعة الإعلاميّة «روسيا سيغودنيا»: لاحظت تطوّراً كبيراً في الموقف السعودي من خلال تصريح وكيل وزارة الخارجية السعوديّة».
ميدانياً، قال الإعلام الحربي إنّ الجيش السوري وقوّات «الفاطميون» الرديفة أفشلوا هجوماً لتنظيم «داعش» على الحدود مع سورية.
وأشار إلى أنّ هجوم «داعش» كان يستهدف قاعدة الجيش السوري وقوّات «الفاطميون» في منطقة سدّ الوعر، مضيفاً أنّ الهجوم قوبل بردّ حازم أدّى إلى قتلى وخسائر في صفوف التنظيم.
وأُجبر مسلّحو «داعش» على الفرار بعد خسائرهم الفادحة، ولم يتمكّنوا من إجلاء جميع قتلاهم، بحسب ما ذكر الإعلام الحربي.
وأضاف الإعلام الحربي، أنّ «وحدات من الطائرات المسيَّرة للحرس الثوري استهدفت في بداية الهجوم المسلّحين بصواريخ موجّهة»، مشيراً إلى «أنّ الغارات أسفرت عن مقتل وجرح عدد منهم».
وتمكّن الجيش السوري وقوّات «الفاطميون» من اغتنام آليّات عسكريّة وكميّات كبيرة من الذخائر، إضافة إلى الاحتفاظ بعدد من جثث قتلى «داعش».
كما بثّ الإعلام الحربي مشاهد لتسجيلات كاميرات «داعش» قُبيل هجومه الفاشل على موقع الجيش السوري وقوّات «الفاطميّون».