رداً على هجوم محتمَل لبيونغ يانغ.. جاي إن يأمر بتعزيز القدرات الدفاعية والانتقال إلى استراتيجية هجومية
أمر رئيس كوريا الجنوبية، مون جاي إن، قواته المسلحة بـ «إعداد استراتيجية هجومية» للردّ على هجوم محتمل لكوريا الشمالية، ومع ذلك قال إنه «يسعى لحل المشكلة النووية معها سلمياً، وعلى مراحل».
وذكرت وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية ، أمس، أنّ الرئيس جاي إن قال خلال لقاء مع رؤساء الإدارات العسكرية في البلاد بمن فيهم وزير الدفاع سونغ يونغ مو «أريد إصلاح هيكل القوات المسلحة لتلبية متطلبات الحرب الحديثة، وحتى نتمكن من الانتقال بسرعة إلى استراتيجية هجومية في حال قامت كوريا الشمالية باستفزاز يتجاوز الخط الأحمر أو عبرت الحدود، أو وجّهت ضربة لمنطقة العاصمة».
ودعا الرئيس الكوري الجنوبي إلى «شنّ هجوم فوري» في حال عبور كوريا الشمالية لما أسماه «الخط» أو شنّها هجوماً مباشراً ضدّ سيول.
وأضاف مون «أريد منكم أيضا تعزيز قدراتنا في مجال الدفاع والدفاع الجوي».
وهذا الاجتماع هو الرابع من نوعه، حيث تمّ إطلاع الرئيس على أهداف السياسات الرئيسية للمكاتب الحكومية قبل مناقشات مطولة حول كيفية تنفيذ هذه الأهداف على أفضل وجه.
ومن المقرّر أن تستمر جلسات المناقشة حتى يوم الخميس، وتشارك فيها مجموعة مختلفة من الوزارات والوكالات الحكومية كل يوم. وشارك في الاجتماع الأخير أيضاً مسؤولون من وزارة شؤون الوطنيين والمحاربين القدامى.
وأشار الرئيس إلى «أهمية الإصلاح الدفاعي»، قائلاً: «إنّ جيشاً قوياً فقط يمكنه ضمان السلام».
غير أنه شدّد «أهمية أن يتم هذا الإصلاح في الاتجاه الصحيح».
وأضاف الرئيس مون أنه «ما لم يسبق الإصلاح الدفاعي مناقشات جادّة حول سبب عدم تنفيذه رغم أنّ الحكومات السابقة كلّها كانت تصرخ من أجل إصلاح الدفاع». وتابع متسائلاً: «لماذا جيشنا لا يمارس سيطرته على العمليات فى زمن الحرب؟، ولماذا تمّ تأجيل إنشاء أنظمة الدفاع الرئيسي الثلاثة، رغم استمرار كوريا الشمالية في الاستفزازات النووية والصاروخية؟، فإن إصلاح الدفاع سيغدو شعاراً أجوف».
وقال مون «أريد منكم أن تضعوا خطّة مفصلة حول كيفية وزمن إقامة الأركان الثلاثة للدفاع».
ويطلب من جميع الذكور في كوريا الجنوبية خدمة 21 شهراً في الجيش. وتعهّدت إدارة مون جيه إن بخفض مدة الخدمة إلى 18 شهراً.
وذكر المكتب الرئاسي في كوريا الجنوبية أول امس الأحد أن آخر استفزازات كوريا الشمالية جاءت منخفضة الحدّة ما يعني عدم تفاقم الوضع الأمني، معرباً عن «أمله إجراء حوار مستقبلي مع بيونغ يانغ».
جاء هذا التقييم بعد أن أطلقت كوريا الشمالية ثلاثة صواريخ باليستية قصيرة المدى يوم السبت الماضي، وهو أول عمل استفزازي بعد شهر من تجربتها صاروخين باليستيين عابرين للقارات.
وأوضحت السلطات العسكرية في كوريا الجنوبية، أمس، أنها «تعتقد بأن القذائف قصيرة المدى التي أطلقتها كوريا الشمالية يوم السبت 26 آب الحالي، هي صواريخ باليستية قصيرة المدى».
وقال: «مصدر في الجيش إن نتائج التحليل الأولي الذي أجراه الجيش، من حيث أقصى ارتفاع ومسافات التحليق وزوايا الإطلاق وغيرها، توصل إلى أن القذائف التي أطلقتها كوريا الشمالية، هي صواريخ من عيار 300 ميليمتر أو قذيفة مجهولة قصيرة المدى»، مضيفاً «أنّ نتائج التقييم المؤقت الذي أجرته كوريا الجنوبية والولايات المتحدة بشكل مشترك، أظهرت أن القذائف التي أطلقتها كوريا الشمالية، هي صواريخ باليستية قصيرة المدى».
وذكر أنّ «هناك حاجة لمزيد من التحليل لمعرفة نوع الصاروخ ومواصفاته».
من جهتها، «ألقت كوريا الشمالية آلاف المنشورات الدعائية، على جارتها الجنوبية، تؤكد فيها نجاح تجاربها الصاروخية».
وذكرت وسائل إعلامية «أن كوريا الشمالية ألقت أكثر من 20 ألف منشور في العاصمة سيول وحدها، بعد التجربة الأخيرة التي أطلقت فيها بيونغ يانغ 3 صواريخ باليستية».
وأشارت إلى أنّ «الشرطة الكورية الشمالية قامت بتسليم هذه المنشورات إلى الجيش».
وفي إطار سياستها الدعائية، نشرت كوريا الشمالية، في وقت سابق، ملصقات دعائية تتباهى بأن «الأراضي الأميركية صارت في مرمى نيرانها».
وتضمّنت الملصقات عبارات التحدي، وصور صواريخ منطلقة من منصات صوب خريطة للولايات المتحدة، والأخيرة تحترق.
على صعيد آخر، ألغت كوريا الشمالية معرضاً للطيران في وانسون، بحسب ما أعلنت أمس وكالات سفر، ما يمكن أن يكون مرتبطاً بقيود سفر باتجاه هذا البلد فرضتها دول عدة، بسبب التوتر المتزايد حول برنامجها النووي.
وكان «معرض الصداقة الدولي الأول بوانسون» اجتذب في أيلول 2016 مئات الزوار الأجانب رغم العقوبات الدولية الثقيلة المفروضة على البلد.
وكان من المقرّر أن ينظم المعرض كل عامين، لكن كوريا الشمالية أكدت في آذار 2017 أنّ «الدورة الأولى شكّلت نجاحاً كبيراً ما دفعها لتقديم موعد الدورة الثانية بعام».
لكن المعرض الذي كان مقرراً نهاية أيلول ألغي من لجنة التنظيم، بسبب «الظروف الجيوسياسية الحالية»، وفق ما أعلن موقع «أن كي نيوز» المتخصص بأخبار كوريا الشمالية، نقلاً عن رسالة بريد الكتروني من المنظمين.
وأشار المنظمون إلى «شكوك» و»مراجعة تمّت مؤخراً للتوصيات للمسافرين» الراغبين في زيارة كوريا الشمالية، بحسب الموقع.
وأعلنت بخاصة الولايات المتحدة نيتها منع زيارة كوريا الشمالية بعد وفاة أوتو وارمبيي في 13 حزيران الماضي. وهو طالب أميركي نقل وهو بحالة غيبوبة قبل ذلك بأيام إلى الولايات المتحدة بعد 18 شهراً من الاعتقال في كوريا الشمالية. وزادت وفاته من حدة التوتر بين واشنطن وبيونغ يانغ.
وأعلنت الخارجية الاميركية في بداية آب «أنّ دخول كوريا الشمالية سيحظر على الأميركيين بداية من الأول من أيلول مع استثناءات قليلة للحالات الإنسانية أو الإعلاميين».
وقال التلفزيون الياباني الرسمي «إنه لم تعرف أسباب إلغاء المعرض»، لكنه نقل عن مصادر دبلوماسية «أنّ هذا القرار قد يعكس رغبة سلطات كوريا الشمالية في توفير المحروقات في ظرف تتعرّض فيه لعقوبات دولية يزداد ثقلها بسبب برنامجها النووي والباليستي».
ولا تستهدف العقوبات حالياً النفط، لكن أسعاره ارتفعت في بيونغ يانغ منذ بداية 2017، ما يمكن أن يكون ناجماً عن مخاوف من قيود في هذا المجال.