فنيانوس: المخطط التوجيهي لحظ استيعاب 12 مليون راكب سنوياً وتشغيل مطار القليعات رهن بإنشاء الهيئة العامة للطيران
زار وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فينانوس مطار بيروت الدولي، في خطوة مفاجئة، بعد الضجة الإعلامية التي أثيرت في اليومين الأخيرين بسبب الازدحام في قاعات المغادرة.
وصودف وجود المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي كان يجول بدوره على الدائرة المختصّة بالأمن العام والكونترات العائدة له.
وعقد فينانوس اجتماع عمل في المديرية العامة للطيران المدني ضمه إلى المدير العام للطيران المدني بالإنابة محمد شهاب الدين ورئيس المطار فادي الحسن وقائد جهاز أمن المطار العميد جورج ضومط ورئيس دائرة أمن عام المطار العميد فادي الخواجه ورؤساء الوحدات الأمنية التابعة لجهاز الأمن وعدداً من نواب رئيس المطار ورؤساء المصالح والدوائر في المديرية العامة للطيران المدني، وجرى البحث في سير عمل المطار وما شهده يوم الإثنين من ازدحام خانق، خصوصاً على مداخله الرئيسية وقاعاته، ما ترك استياء عارماً لدى المسافرين.
وفي مستهلّ المؤتمر الصحافي لفينانوس، انضم إبراهيم إلى الحضور، وكانت له مشاركة في هذا السياق.
وأشار فينانوس إلى أنه كانت هناك ثلاثة أسباب للازدحام الذي شهده المطار يوم الإثنين، «فهناك 16 ألف حاج كان عليهم أن يغادروا لبنان خلال فترة خمسة أيام لأنّ سمات الدخول الخاصة بهم تأخرت في السفارة السعودية، مع شكرنا للسفارة على جهودها وللتسهيلات التي قدمتها للحجاج اللبنانيين، والتي تلبي طلبات الحج، وهذا الرقم قياسي بالنسبة إلى السنوات السابقة. أضف إلى ذلك أنّ موسم زيارات النجف تزامن مع هذا التوقيت وسيستمر حتى الثاني من أيلول المقبل. كما أنّ اللبنانيين العائدين إلى أعمالهم والذين أتوا إلى لبنان خلال فصل الصيف لتمضية إجازاتهم فيه مع عائلاتهم، بدأوا بالعودة قبل أول أيلول لكي يستعدوا للعام الدراسي، خصوصاً في أوروبا».
وأعلن فنيانوس اليوم أنه في شهر آب من هذا العام استخدم المطار مليون راكب، ومن الممكن أن يتصاعد هذا الرقم خلال اليومين المقبلين، وللمرة الأولى يسجل مثل هذا الرقم في مطار بيروت.
وقال: «حتى هذه اللحظة وبالرغم من الازدحام الكبير في المطار للمسافرين وشركة طيران الشرق الأوسط، لم يسجل والحمدلله أي حادث أو خرق أمني، ونحن كل همنا أن ينتعش لبنان، ومع هذا الانتعاش تكون الفرحة كبيرة بالتزامن مع الانتصار والتحرير الثاني الذي تحقق بالأمس. أنا لا أريد أن أوجه التهمة لهذه الحكومة بالتقصير، ولكن علي أن أعلن أيضاً أننا ندخل في السنة إلى مطار بيروت نحو 300 مليون دولار، ما عدا مداخيل الميدل إيست، وهذا يعني أنه سيكون لدينا 3 مليارات دولار في السنوات العشر المقبلة. والميدل إيست وضعت من حسابها الخاص مئة مليون، ونحن في حاجة إلى مئة مليون دولار لتأهيل المطار، بدءاً من الحمامات وصولاً إلى كل الأمور الأخرى العائدة له، وهنا يجب أن نقول إنّ هناك ستة أبواب مفتوحة للتفتيش، كما أنّ وزير الداخلية أرسل بالأمس سرية من عنده والأمن العام مستنفر ليل نهار، وقد فتح جميع الكونتوارات العائدة له تسهيلاً لأمور المسافرين، وبفضل كلّ هذه الإجراءات لم يسجل أي خرق أمني، ونحن نقدر مدى المعاناة التي عاشها المسافرون بالأمس، ولم نستطع معالجة هذا الازدحام رغم كل الإجراءات التي قمنا بها في محاولة منا لتسهيل أمورهم».
وأشار إلى أنّ «التجهيزات الأمنية في المطار أجريت المناقصة الأولى لها، والقسم الثاني أرسل إلى المناقصة أيضاً لكي نؤكد أننا في المستقبل ستتخلى عن ستة أبواب، ونلجأ كما في كلّ مطارات العالم إلى وضع الحقائب كي يتم تفتيشها إلكترونياً فيما يدخل المسافرون، تسهيلاً لعملية الدخول والخروج، وهذا لا يمنع أنّ المطار يحتاج إلى توسيع، والمخطط التوجيهي الذي وضع لهذا التوسيع يجب السير به، وقد تحدثت طويلاً مع رئيس الحكومة بهذا الشأن واتفقنا على الخطوات التي يجب القيام بها من أجل إنجاز هذا المشروع، لأن مطار بيروت الدولي لم يعد بإمكانه استيعاب هذا القدر من المسافرين».
وأوضح أنّ «المخطط التوجيهي لحظ استيعاب 12 مليون راكب سنوياً في المرحلة المقبلة، وفي المستقبل 24 مليوناً».
وأكد فنيانوس أنه «منذ عشرين عاماً لم يصرف للمطار كما يجب، والآن حان الوقت في حكومة الرئيس سعد الحريري، وأنا اعلم أنه جاد في هذا الموضوع وأعطى توجيهاته، والمداخيل التي تصل إلى المطار يجب أن يوضع منها قسم من أجل تطويره، لكي يبقى هذا المرفق واجهة لبنان الاقتصادية».
وحول عدم اتخاذ إجراءات مسبقة لتفادي الفوضى الناتجة من الازدحام الإثنين، أجاب فنيانوس: «في الأحوال العادية نحن نستخدم آلتي تفتيش، وبالأمس الإثنين شغلنا 6 آلات، والمديرية العامة للأمن العام واللواء عماد عثمان كانا على تواصل معي ساعة بساعة ودقيقة بدقيقة لمتابعة كلّ الإجراءات، كما أنّ الأمن العام فتح كل الكونتوارات لاستيعاب أعداد الوفدين والمغادرين، ولكن هذه هي سعة المطار الحالية، وكل قدرته الاستيعابية وضعت من قبل كلّ الأجهزة، سواء الأمن العام أو قوى الأمن الداخلي أو الجيش، ولم نترك أي وسيلة إلا لجأنا إليها لتفادي الازدحام، مع الأخذ في الاعتبار أنه كان هناك انتشار للأمن العام والأمن الداخلي والجيش بثياب مدنية، لمراقبة أي حركة مشبوهة تتعلق بأمن المسافرين. واضطروا إلى إنزال فرق مخفية بثياب مدنية للتجول بين الناس ومراقبة أدقّ التفاصيل خوفاً من حصول أي خلل ما في التفتيش».
وبالنسبة إلى الرشى التي قيل أنها دُفعت في المطار واحتمال فتح تحقيق في شأنها، قال فنيانوس: «نتمنى على كلّ من لديه معلومة عن هذا الأمر أن يلجأ إلى قائد جهاز أمن المطار أو أي من الأجهزة المسؤولة، وفي هذه الحالة يجب تقديم إخبار لقائد جهاز أمن المطار، ونحن على استعداد للتحقيق فيه. إنما أن أفتح أنا تحقيقاً من دون أي إثبات حسي، فلا يمكنني ذلك، وعلى صاحب الشكوى، إن وجدت، أن يقول لي كيف وأين حدث ذلك، وإذا تبين أنّ هناك أي أمر يتعلق بالمديرية العامة للطيران المدني فأنا مسؤول عنه وأتحمّل مسؤولياته، أما إذا كان الأمر يتعلق بالشق الأمني فهناك جهاز أمن المطار، وقائد الجهاز يفتح بابه للمراجعات مع كل الأجهزة الأمنية الأخرى المولجة بهذا الشأن».
ورداً على سؤال حول إعادة تعزيز وضع مطار القليعات، أشار وزير الأشغال إلى أنّ
الشرط الأساسي لتشغيل مطار القليعات «هو إنشاء الهيئة العامة للطيران المدني في لبنان، ومتى تمّ إنشاء هذه الهيئة يفتح المجال للبحث في كلّ المطارات القائمة على الأراضي اللبنانية وإمكان تشغيلها، أضف إلى ذلك أنّ مطار القليعات كلفنا بشأنه لجنة وفريقاً متخصصاً في المديرية العامة للطيران المدني، يضم المدير العام محمد شهاب الدين وفريقا من ستة أعضاء، وهناك لجان في منطقة عكار كانت مهتمة بهذا الموضوع، وعقدت اجتماعاً وكشفت بالتعاون مع الجيش اللبناني على الإمكانات المتوافرة لتسيير الرحلات من مطار القليعات. وعندما تقول الحكومة إنها جاهزة لهذا العمل، فكلّ دراساتنا قائمة وموجودة، وهذا الأمر يتطلب أموالاً يجب رصدها من الحكومة لتسهيله. ولا أريد أن أدخل السياسة في هذا الموضوع، فالكل يعرف أنّ مطار القليعات متاخم تماماً للحدود السورية في مجال الطيران المدني الذي يمرّ في الأجواء السورية، ونحن نريد حواراً ليس له أي دخل بالسياسة لتأمين وصول هذه الطائرات إلى مطار القليعات التي ستمرّ حتماً في الأجواء السورية».
من جهته، اعتبر إبراهيم أنه آن الأوان لتوسيع المطار. وقال: «نحن مقبلون على أيام خير، وسيزيد عدد المسافرين والقادمين إلى لبنان بهدف السياحة أو الاستثمار، وإن شاء الله الأزمة السورية تنتهي ويصبح لبنان محطة لإعادة إعمار سورية، وهذا الأمر يحتم علينا أن تكون لدينا مرافق عامة أكبر وأكثر قدرة على الاستيعاب».