لافروف يتوّج جولته الخليجية بلقاء أمير قطر والأخير يبدي استعداده للمفاوضات
اختتم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، جولته على دول الخليج، أمس، بإجراء محادثات في الدوحة مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، في إطار المساعي لحلحلة الأزمة الخليجية.
وفي هذا الصّدد، قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أمس، «إنّ بلاده مستعدّة للتفاوض لإنهاء الخلاف الدبلوماسي الخليجي، ولكنها لا ترى أي إشارة من السعودية والدول الأخرى التي فرضت عقوبات على الدوحة إلى أنّها منفتحة أمام الوساطة».
وأضاف للصحافيين في الدوحة أمس، في مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف «المبادرة الكويتية وإرسال الرسائل التي قام بها صاحب السمو أمير الكويت إلى الأطراف كافة في دول مجلس التعاون والتي يدعو فيها أن يكون هناك حوار بشكل مباشر وغير مشروط»، متابعاً: «إن الدولة الوحيدة التي ردت على الرسالة هي دولة قطر، ولكن في المقابل لم ترد أي من دول الحصار على هذه الرسالة، والتي بات لنا أنه نهج متبع لديهم بعدم الرد والتجاهل لأي جهود للوساطة، سواء من الكويت أو من أي الدول الصديقة الأخرى».
وقال الشيخ محمد «ما زالت دولة قطر مستمرة على موقفها على أن هذه الأزمة لا يمكن الخروج منها، إلا عن طريق حوار بناء يتم الوصول فيه إلى تسويات بالتزامات جماعية على الدول كافة، وليس عن طريق إملاءات، ومن الواضح أن هذه الدول فشلت في تقديم أي سند لهذه الأزمة».
وكان يوسف العتيبة سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة قال في مقابلة مع مجلة أتلانتيك الأميركية يوم الاثنين الماضي «إنّ بلاده ستتفاوض مع قطر عندما لا تضع الدوحة أي شروط مسبقة».
وقال الشيخ محمد أمس، «إن قطر تعتزم تعزيز التجارة مع روسيا ولن تعتمد بعد الآن على الدول المجاورة لدعم اقتصادها أو ضمان الأمن الغذائي».
من جهته، قال لافروف «إنه إذا بدأت المفاوضات المباشرة، فستكون روسيا مستعدة للمشاركة في الوساطة»، مضيفاً أن «من مصلحة روسيا أن تكون دول مجلس التعاون الخليجي متحدة وقوية».
ووصل لافروف العاصمة القطرية آتياً من دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث التقى مع ولي عهد أبو ظبي، بعدما كان قد أجرى في وقت سابق محادثات مع مسؤولي الكويت التي ترعى جهود الوساطة بين الدوحة وعواصم دول المقاطعة.
وتجري زيارة لافروف إلى قطر، على خلفية المواجهة الدبلوماسية بين دولة قطر وعدد من الدول العربية المستمرّة منذ نحو ثلاثة أشهر، وكذلك عشية اجتماع مقرّر في أستانة حول الأزمة السورية، حيث يُجرى التنسيق بشأن مناطق خفض التوتر، التي تهدف إلى وضع حد للعنف في سورية.
وأكد لافروف، خلال جولته الخليجية، على «اهتمام بلاده بتسوية الأزمة الخليجية، على أساس الأخذ بعين الاعتبار المخاوف المتبادلة، والبحث عن الحلول المقبولة من جميع الأطراف».
كما ناقش الاجتماع تطوّرات الأوضاع في كل من ليبيا والعراق وفلسطين، وأكد وزير الخارجية القطري «دعم بلاده لأي جهد من شأنه أن يعيد الاستقرار في المنطقة».
في حين، أكد وزير الخارجية الروسي «اهتمام بلاده بمجلس تعاون خليجي موحّد وقويّ»، مشيراً إلى أنه «لا حاجة لمشكلات جديدة في المنطقة»، مؤكداً «دعم موسكو للوساطة الكويتية».
في السياق نفسه، بحث الوزيران العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها، لا سيما في مجال التجارة والاستثمار. والتقى لافروف بوزير الدفاع القطري خالد العطية، وحثّ الطرفان على تعزيز «التعاون الدفاعي» بين البلدين.
وبحسب وكالة الأنباء القطرية «قنا»، اجتمع العطية أمس، في الدوحة مع لافروف، و«بحثا المواضيع ذات الاهتمام المشترك وسبل تطويرها وتعزيزها لا سيما المجالات الدفاعية»، من دون مزيد من التفاصيل.
وكان السفير الروسي لدى الدوحة نور محمد خولوف، كشف الخميس الماضي، عن «احتمال إبرام اتفاق في مجال التعاون العسكري التقني بين روسيا وقطر في أقرب وقت».