الأسد لأنصاري: المشروع الإرهابي سقط ولا عودة للوراء.. وعبد الله الثاني يرى مناطق تخفيف التوتّر تُمهّد لحلّ سياسي
قال الرئيس السوري بشار الأسد أمس، إنّ «المشروع الإرهابي» سقط في سورية ولا عودة للوراء حتى استعادة الأمن والأمان إلى الأراضي السوريّة كافة.
وأكّد الأسد خلال لقاء عقده مع مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري في دمشق، أنّ «التغيّر في المواقف الدوليّة ارتسم على إيقاع الانتصارات التي يحقّقها الجيش السوري وحلفاؤه، وما هو أهم من هذه المواقف هو اقترانها بأفعال تفضي إلى وقف دعم بعض الدول لما تبقّى من إرهابيّين في سورية».
وذكرت مصادر إعلاميّة، أنّ الأسد بحث مع أنصاري آخر التطوّرات المتعلّقة بالأزمة السوريّة، وبالمنطقة عموماً. وأوضحت المصادر، أنّ الجانبَين ناقشا آخرمستجدّات الساحة السورية والإقليميّة، إلى جانب سير مفاوضات أستانة بشأن سورية.
جدير بالذكر، أنّ زيارة أنصاري إلى دمشق تأتي بعد 3 أيام من زيارة قام بها إلى طهران المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، حيث ناقش مع المسؤولين الإيرانيّين، بينهم وزير الخارجية الإيراني محمد جود ظريف ومساعده حسين جابري أنصاري، الأزمة السوريّة.
حضر اللقاء الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية، والدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجيّة والمغتربين، والدكتور عدنان محمود سفير الجمهورية العربية السوريّة في إيران والدكتور غسان عباس مدير إدارة آسيا في وزارة الخارجيّة والمغتربين.
وفي السياق ذاته، بحث وليد المعلم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين السوري قبل ظهر أمس وجابري أنصاري، العلاقات الثنائيّة المتميّزة بين سورية وإيران وسُبل تعزيزها في المجالات كافّة، كما تناول اللقاء التحضيرات الجارية للجولة القادمة لاجتماع أستانة والتي ستُعقد خلال شهر أيلول المقبل.
حضر اللقاء معاون وزير الخارجيّة السوريّ فيصل المقداد، والمندوب الدائم للجمهوريّة العربيّة السوريّة لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري.
يُذكر أنّ العاصمة الكازاخستانية أستانة كانت قد استضافت في الفترة بين 4 و5 تموز الماضي الجولة الـ5 من مفاوضات أستانة بشأن سورية، حيث ناقش المشاركون فيها الوضع حول مناطق خفض التصعيد في سورية، التي تمّ الاتفاق على إنشائها خلال الجولات الماضية.
وفي سياقٍ آخر، عبّر الملك الأردني عبد الله الثاني، من كندا، عن أمله في أن يتّسع وقف إطلاق النار السائد في جنوب سورية ليشمل أجزاء أخرى في البلاد، ما يؤدّي بالنهاية لاتفاق سلام.
وقال الملك الأردني، خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو: «في سورية، نأمل أن يتمّ تطبيق تجربة وقف إطلاق النار بجنوب غربي البلاد في مناطق أخرى، تمهيداً لحلّ سياسي يضمن وحدة الأراضي السوريّة ويحقن دماء السوريّين».
ميدانيّاً، نقلت وكالات أجنبيّة عن المتحدّث بِاسم التحالف الدولي الأميركي، أنّ التحالف نفّذ غارة لمنع تقدّم قافلة الحافلات التي تقلّ مسلّحي «داعش» وعائلاتهم من جرود لبنان والقلمون الغربي إلى البوكمال عند الحدود السورية العراقيّة، ولكنّه لم يقصفها!
وقال المتحدّث بِاسم التحالف: «جرى منع القافلة التي كانت تتحرّك بموجب اتفاق للهدنة من الوصول إلى أراضٍ تحت سيطرة التنظيم في شرق سورية».
وكانت تحرّكت الحافلات مساء الاثنين الماضي بموجب اتّفاق، أدّى إلى استسلام مسلّحي «داعش» في مقابل الكشف عن مصير الجنود العسكرييّن المختطفين لدى التنظيم وتسليم المقاومة أسير وجثمانَيْ شهيدَين.
وفي السّياق الميداني، أفادت مصادر عسكريّة سورية أنّ الجيش استعاد السيطرة أمس على المخافر الحدوديّة من 165 وحتى 169 ضمناً، بريف دمشق الجنوبي الشرقي على الحدود السورية الأردنيّة.
ونقلت قناة «الإخبارية السوريّة» عن مصدر عسكريّ، أنّ وحدات تابعة للجيش السوري تمكّنت من استعادة السيطرة على 5 مخافر حدوديّة من 165 وحتى 169 ضمناً بريف دمشق الجنوبيّ الشرقيّ على الحدود السوريّة الأردنيّة، وتمّت تصفية عدد من المسلّحين فيما لاذ الباقون بالفرار باتجاه الشرق.
إلى ذلك، استهدف الطيران الحربيّ السوريّ والروسيّ تجمّعات وتحرّكات تنظيم «داعش» في عكش أم ميل أبو جبيلات عقيربات القسطل الشمالي والجنوبي والوسطاني بريف حماة الشرقي، ومعدان وجنوبها بريف الرقة الجنوبي، ما أدّى إلى القضاء على عشرات المسلّحين وتدمير عربات وآليّات مختلفة، كما دمّرا تحصينات تنظيم «داعش» في سريّة جنيد ومحيط المطار وتلّة القريّا وفي المكبّات بدير الزور.
على صعيدٍ آخر، شهدت مدينة الزبداني، شمال غربي دمشق، عودة سكانها إلى منازلهم بعد أن غادروها في السنوات السابقة عقب سيطرة المسلّحين عليها واندلاع اشتباكات فيها.
وقال رئيس مجلس بلديّة الزبداني، باسل دالاتي: «تشهد المدينة عودة المدنيّين الذين غادروا المدينة منذ أكثر من خمس سنوات، عقب اتفاق وقف إطلاق النار في المنطقة وخروج المسلّحين منها»، مشيراً إلى أنّ المدينة شهدت مؤخّراً عودة نحو 400 عائلة إليها.
وتابع دالاتي: «كما دارت معارك واشتباكات في المدينة منذ عدّة أشهر بين المسلّحين وقوّات تابعة للجيش السوري، ونتيجة الاشتباكات تضرّرت معظم المباني في المدينة ويتوجّب علينا هدمها وإعادة بناء منازل جديدة، فضلاً عن خطط مستقبليّة موضوعة، منها استعادة واستئناف عمل محطّة توليد الكهرباء واستئناف خطوط النقل مع دمشق».
يُذكر أنّ اتفاق البلدات السوريّة الأربع الزبداني – مضايا – الفوعة- كفريا ، الذي أُبرم بين الحكومة و«فصائل سوريّة معارضة»، دخل حيّز التنفيذ منتصف نيسان الماضي، وتوّج بخروج مقاتلين وعائلاتهم منها.