حنظلة: ستخلع الألوان حِدادها حين ترتدي فلسطين قوس قزح!

نصّار إبراهيم

ألقى المرساة، ترك الدفة، وسار على الشاطئ، غاصت قدماه في الرمل الدافئ، يقول حنظلة الجليلي: هذي المدينة أعرفها، حدّثني عنها الشيخ الكنعاني كثيراً. بيارات الليمون والبرتقال وأبراج الحمام على أسوارها، النوارس تلاحق سفن الصيادين… أزهار الليمون ترحل مع زبد البحر مساء فتشعل أغاني البحّارة. هذي يافا.

مع ندى الصباح، نهضت صبية يافاوية التكوين تحمل شتلة ليمون من بيارة منزلها، سارت ببهاء تتبع صوت الموج. اشتعلت عيناها قالت: في مواسم ميلاد البرتقال تنظر يافا نحو البحر وتسأل: ألم تأتي سفن العودة بعد؟ لا أشرعة تلوح في أفق البحر، تنكسر الأمواج نحو بدايتها.

شمالاً شمالاً، ولد في العاشرة من العمر، شعر أسود أجعد، عينان سوداوان كما العتم، وجه كالحنطة، سار ليلاً ونهاراً، أرهقه العطش، يقف حيناً، يستدير وينظر حيث يغيب الوطن. فتلوِّح له أعالي أشجار الزيتون والبلوط والصبار وكأنها تودّعه، قبل أن تغيب الأشجار يداهمه الدمع مع الألم، فينقبض القلب، قالوا له: لا تحزن، هي أيام فقط… ستعود قريباً.

غابت قرية «الشجرة» في أفق الرحيل، الرياح تحمل غبار الحزن وتمضي جنوباً، لحظتها تمزّق شئ في أعماق الولد ابن العاشرة الراحل شمالاً.

عقد يديه خلف ظهره ومضى يمشي صامتاً، خلفه وطن وأمامه منفى، غابت رائحة البرتقال والليمون والنعناع الأليف، غابت رفوف العصافير التي كان يتابعها وهي تغامر على أشجار الصفصاف، في أقصى جنوب الشمال بدت خيام يلاعبها الوقت، أطفال ونساء وشيوخ يحضنون القهر والجوع والعطش والألم… قالوا: هذا مخيم «عين الحلوة».

لم يدرِ لِم داهمته سخرية مرّة كغبار مالح: كيف تكون «العين الحلوة» مخيّماً؟!

نادته أمه: تعالَ يا ناجي! تعال، هذه آخر برتقالة معنا من هناك، آخر رغيف خبز من هناك، آخر شربة ماء من بئر البيت هناك… تعال!

صرخت روح الطفل كعصفور محاصر: كيف أصبحت «الشجرة» مجرّد برتقالة من «هناك»؟ كيف غابت حقول القمح لتصبح مجرّد كسرة خبز من «هناك»؟ وكيف أصبحت بئر الماء مجرّد شربة ماء أخيرة من «هناك»؟ كيف أصبح الوطن الذي كان «هنا» في لحظة «هناك»؟ كيف؟

عند حدّ الخيمة الأخيرة، أمام الأفق الأبعد، جلس حنظلة وعيناه لا تفارقان الجنوب، قال: الآن تعود العصافير «هناك» إلى أعشاشها لتنام على أشجار الصفصاف. الآن موعد المنحدرات مع بداية القمر. موعدُ تفَتُّح شجرة اللوز بجانب بئر الماء لتستقبل الندى.

مع الشاطئ مضت الصبية وهي تحمل شتلة ليمون. راحت تصعد نحو سفوح الجليل ترافقها رائحة الليمون. قالت: قالوا لي إنّ ولداً كنعانياً يجلس عند الحدّ الفاصل ما بين الخيمة والوطن يرسم أحلاماً ملوّنةً بالأسود والأبيض… وقفتْ.. اتكأتْ على صخرة ثم نظرت حيث تركت يافا… قالت: الأمواج تغازل يافا الآن، تغسل شعرها بماء البحر، ثم تغمره في زهر البرتقال… ثم تطلقه كرفوف السنونو فتملأ الفضاء برائحة البحر والبرتقال.

الحنين يغمر قلب الصبية لولد لم يتجاوز العاشرة قيل لها إنه رحل بعيداً، كانت قدماه تأخذانه شمالاً وقلبه يشدّه نحو الجنوب. مضى وقلبه يتعربش صدر الحدود… حملت الريح العابرة إلى الصبية حكاية طفل يجلس عند حدّ الخيمة الأخير لا تفارق عيناه الجنوب. نادته أمه وهي تحضن كومة أطفال: تعال يا ناجي لا يزال الصبح بعيداً.

لم يلتفت، بقي يحدّق في الجنوب!

قال: لا يمكن أن يغيب الوطن بكل هذه البساطة، هذا غير منطقي وغير عادل، كيف لشجرة الخروب أن تنام قبل أن أتمرجح على أغصانها عند المغيب وأغنّي للعصافير أغنية المساء «طيري طيري يا عصافيري»؟ كيف سيكون لماء البئر طعم الدهشة إذا لم يغتسل القمر فيه ليلاً؟

في البحر الراكض نحو الأفق الأبعد، يقترب الموج ويبتعد، تابعه حنظلة الكنعاني طويلاً. قال: لا بحر في الشمال، فخذني جنوباً حيث أمنياتي المؤجلة، هناك أرقص كما رقص الكنعاني الأول لصَدَفة تخبّئ أجمل لؤلؤة، أمدّ يدي فيأخذها التيار بعيداً. لا بأس، فتلك أقدار نجوم البحر أن تكون حيث تكون.

في تلك المسافة الفاصلة ما بين الخيمة والوطن، على سفوح الجليل، ما بين اليقظة والحلم جابت ذاكرة حنظلة كهوف الكنعانيين الأولى، على تخوم مرج ابن عامر، جبال الخليل، تلال حيفا وعكا، نابلس وبيت لحم ورام الله، قرأ شواطئ غزة، صعد المنحدرات تعانق قمر أريحا، ومن أعالي الجروف الصخرية أطل على البحر الميت، فبدت جبال مؤاب في الجهة الأخرى. انحدرت غزالة وغابت بين الصخور، حلّق صقر ومضى شرقاً.

أمام الأرض وذاته، وقف حنظلة يتأمّل الرسومات على جدران الكهوف، كان الكنعانيون هنا حول المواقد، نساء ورجالاً وأطفالاً، وعلى المنحدرات غزلان طيور وأشجار، عناقيد عنب، جِرار زيت ونبيذ. تأمل الولد تشكيلات التكوين الأولى. ومن بين جميع الرسومات شدّه تكوين ولد في العاشرة منقوش بالمغرة الحمراء على الجدار. اقترب منه حتى غاب فيه!

تناول حنظلة عوداً متفحّماً وراح يرسم. من يومها وهو يرسم، لم يتوقف، راح يرسم على الأرض والصخور، على جذوع الأشجار، على الرمال والدفاتر والأوراق… على شادر الخيمة، على جدران البيوت، على وجوه المدن الصامتة بعارها، على شواهد أضرحة الشهداء… لم يعد يتكلم إلا نادراً، كان داخله يغصّ بوجع مرير… توقف عن الكلام والثرثرة تماماً… راح فقط يرسم بالأسود على خلفية بيضاء ممتدّة على مدى الكون.

قال: سأرسم بالأسود… معه تكون الحدود واضحة قاطعة، فلا مكان للرمادي في قلبي، لم يتركوا لي هامشاً للألوان، هذا الأسود الصارم لا يترك مجالاً للالتباس، معه أقطع شكّي باليقين، أعيد تأكيد الذاكرة المرّة كطعم القهوة، هو لون فاصل ما بين ليل ونهار، بين وطن ومنفى، بين مقاومة وخضوع، بين انتصار وهزيمة، بين مخيم «عين الحلوة» وقرية «الشجرة»، بين فلسطين ونقيضها، بين رصاصة وزهرة حنّون. هو الأسود يفرض ذاته على الأبيض، فلا مساومة أو مهادنة. ليس عندي ما أساوم عليه. لم يبق شيء سوى الفكرة. فلسطين بالأسود والأبيض، هكذا تكون أوضح.

فلسطين فكرة اشتباك. وفي زمن الاشتباك لا أريد أن أضيع في زحمة الألوان الخادعة، يحاولون احتلال وعي الطفل عندي بلعبة خداع البصر كي ألوّن الخيمة لتبدو أجمل، لكنها ستبقى خيمة. فقط سيكون لها معنى آخر إذا نهضت للمقاومة. إذا أصبحت خيمة اشتباك. الأسود هو الفالق بين خندقين، خندق معي وخندق عليّ. لهذا لا أترك مساحات رمادية وملتبسة بين الخنادق. فالمسافة ما بين فلسطين ونقيضها ليست للوقوف أو التفكير أو الإقامة… إنها ليست حقلاً لزراعة الوهم… إنها مساحة اشتباك وحبّ من المسافة صفر.

فلسطين بالأسود والأبيض، هكذا تكون أوضح. حين أعود وأكبر من جديد سأملؤها بالألوان، سأعيد إليها كل تضاريسها المشتهاة، حتى يحدث ذلك، ليس لي سوى فحمة أو قلم رصاص أو حبر أسود.

صمت حنظلة. نظر بعيداً، ثم انحنى يرسم بصمت مهيب، حزين وغاضب. رسم خارطة ممتدة ما بين أقصى الجنوب وأقصى الشمال، ما بين بحر يداعب رمال الشواطئ غرباً، ونهر يراقص عيدان القصب على ضفاف النهر شرقاً. قال هذي بوصلتي تقود الدفّة، ومهما ارتبك البحر تعود إلى وجهتها.

رسم سنبلة، زهرة رمان، زهرة لوز، زهرة صبار، شجرة زيتون، زهرة ليمون، ابتسامة وطن على مسافة خيمة.

قالوا له: إن صبيّة كنعانية التكوين من يافا تحمل شتلة ليمون من بيارة منزلها تبحث عنه. فأشرق وجهه، قال: سأنحدر جنوباً، ستأخذني رائحة الليمون وصوت البحر إليه، فذاكرة الطفل لا تخدعني، وخارطتي كاملة التكوين فكيف أضيع؟!

مع أول الليل والندى، احتض حنظلة ذاته كزهرة نرجس، عاد جنيناً في رحم أمه. قال: في الصباح سأولد من جديد، سأتحرّر من الأسود، ستخلع الألوان حِدادها، وترتدي فلسطين قوس قزح!

حلَّق أعلى فأعلى فغادره الضيق، ومن هناك في الأعالي القصيِّة الواسعة، رسم خارطة ممتدة ما بين أقصى الجنوب وأقصى الشمال، ما بين بحر يداعب رمال الشواطئ غرباً، ونهر يراقص عيدان القصب شرقاً. قال: هذي بوصلتي تقود الدفّة، ومهما ارتبك البحر تعود إلى وجهتها.

صعدت الصبيّة، مضت شمالاً، لاحت في المدى أضواء منارة قيل هي صيدا تحرس ذاكرة البحر، لا حدود بين صيدا ويافا، هو البحر ذاته ترحل فيه الأسماك ذاتها. من صيدا نهض البحّار «معروف سعد»، بحّار لوحه البحر، أطلق للريح قلباً عفيّاً، وراح يجذّف، قال: يافا لي كما صيدا، سأصلها مهما طال الوقت وعاندني البحر. راح معروف يبحر ويبحر حتى غيّبه الموج في عرض البحر الذاهب نحو فلسطين، قيل عند شاطئ يافا ألقى الموج بحّاراً لبنانياً أسمر ما أجمله، شعره الغجري مزروع بنجوم البحر، قيل إنه كان يبتسم، حين ألقاه الموج بحنان على شاطئ يافا قال وصلت، ونام هناك يحرسه بحارة يافا الشجعان، قالوا هذا منا، يعرف البحر ويعرف الدرب إلينا، فغنوا لمن عاد لوطنه عكس التيار.

عصراً، تعربش حنظلة شجرة السرْو حتى غاب فيها، أمسك بضفائرها فراحت تتمايل مع الرياح، وراح يغنّي: خذيني يا شجرة السرْو إلى بلادي!

هبّت رياح الشمال فمالت شجرة السرْو حتى لامس الولد شواطئ غزة، ثم مالت به حتى لامس مخيّم «عين الحلوة». هبّت رياح الغرب فسافرت به ليغسل وجهه في النهر شرقاً، ثم عادت لتغسل شعره في المتوسّط. هبّت الرياح من هنا وهناك، فراحت السرْوَة تميل بالولد المتعلّق بضفائرها حيث يشاء، راح يتأرجح بعيداً بعيداً حيث تأخذه الرياح على ضفائر سرْوَة، مرّ من فوق جبال مؤاب ووادي رم وسهول حوران حيث القمح وخبز الصباح، تمهّلت السرْوة فوق دمشق فعانق حنظلة قمرها المكتمل، ثم مضت به حتى لامس سعف النخيل على ضفاف دجلة، ومن هناك أرجحته حتى غاب في رائحة القهوة على سفوح اليمن. أخذته السرْوة إلى أعالي النيل، إلى جبال الجزائر وسهول تونس إلى ضفاف الأطلسي فودّع قرص الشمس وهو يغطس في مياه المحيط، ومن هناك حملته إلى سهوب كوبا فغمرته رائحة التبغ وحقول القصب.

سافرت السرْوة بالولد بعيداً، وحين اقترب الصبح راحت تتمايل به على خلفية سماء بهيجة، كانت النجوم تتلامع في مجراتها وتبتسم لفرح ولد لم يتجاوز العاشرة وهو يتعلق بضفائر شجرة سَرو باسلة ويغني: «إلى بلادي خذوني معكم أيها الثوار، أريد أن أعيش أو أموت كالثوار».

اقترب الشيخ الكنعاني من الولد، تأمّله، ابتسم وقال: ماذا تفعل في هذا الليل؟

ـ لا شيء، عند الشاطئ ألقي مرساتي وأنتظر.

ـ وحين تهب الريح؟

ـ أتلحّف دفء الرمل، أشعل ناراً، أغازل قمراً يرحل غرباً.

ـ وماذا بعد؟

ـ لا شيء، هي أقدار الكنعانيين، كلٌ يتبع نورسه، حتى يصل البرُّ البحرَ، لا فرح، لا حزن، بينَ وبين.

ـ ومع الصبح؟

ـ يزهر الفجر، تستيقظ ذاكرة اللوز.

ـ ألم تتعلم؟ هذا «عالم ليس لنا»، هذا ما قاله ذات يوم بحار من عكا.

أطرق الولد شوقاً وحنيناً للأفق الأعلى، نظر إلى الموج الموغل في البحر بعيداً، قال: وماذا أفعل؟

أجاب الشيخ الراحل في الأزرق: مكتوب في كتاب البحر الأول، تسافر ما شاء لك البحر، سيتعبك البحر، سيخذلك البعض، ستكون وحيداً، تنام وحيداً، وتبكي وحيداً، وتبتسم وحيداً. فماذا ستفعل حين يحاصرك الوجع الأعلى والشوق الأعلى؟ حتى تصل!

قال الولد: لا بأس، ما يقول كتاب البحر أدركه، أفق لازورديٌّ يبتعد، ويبتعد، ويبتعد، وأنا أيضاً أبتعد، حيث يطير النورس أتبعه، أتبع ناراً تؤنس ليلاً، هناك على المنحدرات، حيث القمر يعانق حجارة الأرض، سأمضي هذا الليل هنا، لا أنتظر من البحر شراعاً، سأضيء الليل بأغنية تأتي عفو الخاطر، وعلى هدهدة الأفق سأغفو ما شاء لي الله وما شئت، ولا أنتظر.

وهل تجيد السباحة في الأعماق؟ فتيارات البحر خطيرة، فماذا ستفعل حين يضرب الموج العاتي في عمق الليل وعرض البحر سفينتك، ولا شاطئ في الأفق.

ـ منارة يافا تسعفني.

ـ وإن لم تظهر؟

ـ ستظهر، ستظهر، فيافا لا تخلف وعداً لطفل يرحل مع القمر إليها.

كان الفكر يروح ويأتي في وعي الطفل، يقف يمسك حبل الخيمة ويموج، تذكر شجرة سرو كان يعانقها، فتميل مع الريح به، يضحك، يضحك حين تقترب من الآرض، ويضحك يضحك حين تنهض وتطلقه في غبش المغرب.

في تلك اللحظة، غمرته رائحة برتقال قادمة من بين شجيرات العوسج في الليل، خيال امراة يقترب، كانت الريح تلاعب منديلها الأبيض، ثوبها محروس بلغة الكنعانيين، راحت تقترب وتقترب حتى وصلت.

قالت: قلبي يحدّثني أنك أنت الولد الكنعاني ابن العاشرة، أريد شربة ماء.

صمت الولد، مدّ يده بالماء. نظرت في عينيه، وابتسمت.

قالت: اِجلس. فجلس بجانبها وراح ينظر في أقصى الأفق.

قالت: أعرف، ارتبك الوعي قليلاً، تعبٌ، وحنين لـ«الشجرة»، هو الحنين ذاته حين ينقطع الحبل السرّي فيغادر الجنين رحم أمه.

جئتك سيراً من يافا، مررت على شجرة السرو كانت تتمايل صامتة وكأنها تبحث عن ولد كان يراقصها ويضحكها، وبئر الماء مشرعة للريح، يغتسل فيها القمر بصمت، ومع ذلك تعود العصافير كل ليلة وتغفو على شجرة الصفصاف. لا تحزن أيها الكنعاني، أتيتك بما يبقيك على خطّ السير بوصلة لا تحيد، شتلة برتقال من يافا، ستكبر معك.

قال الولد: أرفض أن أكبر حتى أعود إلى «الشجرة».

قالت: لا بأس، كما تريد، ولكن إياك أن تفقد شتلة البرتقال، اُحرسها بالوعي وبالوعد، وماذا ستفعل أيضاً؟

قال: سأحرس أحلامي وأقاوم، سأبقى ولداً في العاشرة، يحلم، يتذكّر، يكشف، يغضب، يشتم، يكشف، يلعن، يضحك، يبكي، يرجم، يركل، يرسم، ويقاتل. سأرسم بالأسود، كي لا تلتبس الحدود، ستخلع ألواني حِدادها في حالة واحدة: حين ترتدي فلسطين قوس قزح.

ابتسمت الصبية اليافاوية، نهضت، مسحت رأس الطفل بيدها، قالت: لا خوف عليك، بوصلتك لن تزعم عدّة يافات، سأنتظرك.

ومضت جنوباً جنوباً حتى غابت في الليل المطلق، إلى يافا!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى