لافروف يؤكد ضرورة الامتناع عن أي «خطوات عسكرية» لتجاوز التوتر في شبه الجزيرة الكورية
شدّد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون، على «ضرورة الامتناع عن اتخاذ أي خطوات عسكرية في التعامل مع قضية صواريخ كوريا الشمالية».
وأعلنت الخارجية الروسية في بيان صدر عقب المحادثة بين لافروف ونظيره الأميركي تيلرسون، «أن الوزيرين بحثا تجربة بيونغ يانغ الصاروخية الأخيرة».
وأكد الطرفان أن هذه الخطوة «تمثل انتهاكاً صارخاً جديداً من قبل بيونغ يانغ لقرارات مجلس الأمن الدولي».
وشدّد الوزير لافروف على أنه «لا بديل للبحث عن السبل السياسية الدبلوماسية لتجاوز التوتر قي شبه الجزيرة الكورية، وعلى ضرورة الامتناع عن اتخاذ أي خطوات عسكرية قد تتمخّض عن عواقب لا يمكن التنبؤ بها».
وأشار لافروف إلى أن «ممارسة المزيد من الضغط على كوريا الشمالية من خلال العقوبات أمر خطير يُسفر عن نتائج عكسية».
وأضافت الخارجية الروسية أن حديث الوزيرين تطرّق أيضاً إلى «بعض المسائل الحيوية للأجندة الدولية، بما فيها آفاق تسوية الأزمة السورية والوضع في منطقة الخليج».
في سياق آخر، شاركت قاذفات ثقيلة ومطاردات شبح من سلاح الجو الأميركي أمس، في كوريا الجنوبية في تدريب بالذخيرة الحية، في استعراض أميركي للقوة بعد إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً حلّق فوق اليابان.
وشكّل تحليق الصاروخ المتوسط المدى الثلاثاء فوق اليابان تصعيداً جديداً للأزمة في شبه الجزيرة الكورية بعد إطلاق بيونغ يانغ صاروخين عابرين للقارات تجعل على ما يبدو قسماً مهماً من الأراضي الأميركية في مرمى أسلحة بيونغ يانغ.
ومع أنّ مجلس الأمن الدولي أجمع على التنديد بإطلاق الصاروخ الكوري الشمالي فوق اليابان، فإن أعضاءه «منقسمون» بشأن كيفية مواجهة كوريا الشمالية.
ودعت طوكيو ولندن أمس إلى «تسريع وتيرة العقوبات بحق بيونغ يانغ»، في حين نددت بكين أبرز داعمي كوريا الشمالية، بـ«الدعوة الى عقوبات جديدة».
في هذه الأثناء شاركت قاذفتان من نوع بي-1بي من منطقة غوام الأميركية في المحيط الهادئ ومطاردتان من نوع شبح أف-35بي تابعة لبحرية قاعدة إيواكوني، مع أربع طائرات مقاتلة كورية جنوبية في تدريب فوق أراضي كوريا الجنوبية.
وجاء في بيان لسلاح الجو الكوري الجنوبي «إن سلاحي الجو الكوري الجنوبي والأميركي أجريا تمريناً لمنع دخول المجال الجوي بهدف مواجهة حازمة للإطلاق المتكرّر لصواريخ بالستية من كوريا الشمالية وتطويرها لأسلحتها النووية».
وجرى التمرين في مقاطعة غانغوون الواقعة على بعد 150 كلم جنوبي المنطقة المنزوعة السلاح الحدودية بين الكوريتين.
ودائماً ما يثير تحليق القاذفات الأميركية فوق شبه الجزيرة الكورية غضب بيونغ يانغ التي أشارت إلى ذلك غتد إعلانها مشروع لإطلاق أربعة صواريخ عابرة للقارات قرب غوام.
ومع تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإطلاق «النار والغضب» على بيونغ يانغ وإطلاق كوريا الشمالية صاروخاً الثلاثاء، تفاقم التوتر منذ بداية آب في المنطقة.
وأوضح متحدث باسم سلاح الجو الكوري الجنوبي أن «هذا التمرين لا علاقة له بالمناورات العسكرية السنوية مع الأميركيين التي انتهت أمس».
وشارك عشرات آلاف الجنود الكوريين الجنوبيين والأميركيين لنحو أسبوعين في المناورات السنوية التي يقوم معظمها على عمليات محاكاة بالحاسوب.
وتعتبر كوريا الشمالية تلك المناورات السنوية تدريباً مستفزاً على غزو أراضيها وتلوّح برد عسكري عليها.
ونددت بكين أمس بـ «الدور المدمّر لبعض الدول» التي تتهمها بتخريب كل جهد تفاوض مع كوريا الشمالية، مشيرة إلى «واشنطن وطوكيو ولندن بضرورة اتباع الحل الدبلوماسي».
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا شونينغ: «من المؤسف أن بعض الدول تتجاهل بشكل انتقائي متطلبات الحوار ولا تتحدّث إلا عن العقوبات».
وأضافت أنه «في وقت تعمل الصين وآخرون من أجل مباحثات سلمية، يعرقلون عملنا ويجعلوننا نتعثر ويضعون العصي في العجلة ويطعنوننا» في الظهر في وقت ترغب فيه واشنطن وطوكيو ولندن على ما يبدو في استهداف مشتريات بيونغ يانغ من النفط.
وتابعت المتحدثة أن الأزمة بشأن الملف النووي الكوري الشمالي «ليست سيناريو فيلم ولا لعبة فيديو، إنه وضع حقيقي يُرخي بظلاله على الأمن الإقليمي».
وبعد أن حذّر ترامب بلهجة دبلوماسية الثلاثاء من أن «الخيارات كافة» مطروحة على الطاولة، ألمح أول أمس إلى أن «الخيار الدبلوماسي مصيره الفشل».
وكتب «منذ 25 عاماً تتباحث الولايات المتحدة مع كوريا الشمالية وتقع ضحية ابتزاز. الحوار ليس الحل». غير أن هذه التصريحات سريعاً ما لطفها وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس مؤكداً «لن نستنفد أبداً الحلول الدبلوماسية».
وتبرر كوريا الشمالية طموحاتها العسكرية بضرورة حماية نفسها من الولايات المتحدة. ويقول محللون «إن برنامجها البالستي سجل نجاحات مهمة رغم سبع حزمات من العقوبات الدولية».
وبعد أن حذّر الرئيس الكوري الشمالي كيم يونغ أون الثلاثاء الماضي من أن إطلاق الصاروخ يومذاك ليس سوى «مقدمة»، أعلن بحسب تصريحات نقلت أول أمس عن «المزيد من التمارين على إطلاق صواريخ بالستية في المستقبل تستهدف المحيط الهادئ».