عشق الصباح

عشق الصباح

يا الساكنين الضوء، أينما دعست أقدامكم تخضرّ الأرض ويزهر الأقحوان، وبعرق جباهكم يتطهّر التراب والرمل. لا تهابوا القمم العاليات ولا وعورة التلال والسهول. ولا يخيفكم عمق الوديان ولا ضباع البادية وذئابها. في قلوبكم يشعّ وهج الإيمان بعقيدة لا تعرف الهزيمة. وفي عيونكم بريق عشق الوطن، وعلى رغم نزف الجراح وألم الوداعات والفقد، تأتلقون الحياة كأنكم باقين للأبد، وتدافعون عن الكرامة والكبرياء والقرار السيادي بأرواحكم، بصمودكم الأسطوري وصبركم وتضحياتكم… يا الكاظمين الغيظ. ترهبون أعداء الله والوطن،إذا نادت الأوطان، تجيئوا كالإعصار، كالقدر.

أنتم شرف الوطن وسياج عرينه، كلّ الاتجاهات تأخذكم إلى فلسطين. عزائمكم كموج البحر وقل كصخر الجبال الشامخات، متجذّرون كالسنديان مؤمنون بأن الشهادة قدر، وأنّ قدركم النصر المبين.

إني ألمح في عيونكم آية النصر اليقين، في كلّ معركة تكتبون بدمائكم سفر البطولة وملاحم للتاريخ وللأجيال، هيهات منّا الهزيمة… هيهات منّا الذلّة. فوق كلّ جبل وكلّ تلّ وفي كلّ ساحات المواجهة قنديل يضيء لنا ولكم الطريق، يشعّ فكراً حتى بدا منارة ترافق صبرنا اليومي كالخبز. وكم أضاء لنا الرؤى في زمن تشوّهات الإعلام المضلّل؟ أنتم جيل الخلاص من كلّ هذا الوباء الإرهابي الوهابي ألظلامي ومن جموع الخونة والعملاء والقتلة المأجورين.

مبارك عليكم التحرير الثاني، حماة الديار، أسود العرين، مبارك عليكم التحرير الثاني، رجال الله الغالبون لا غالب لكم. وعلى رغم نزيف الجراح أتوق شوقاً إليكم لتقبيل جباهكم، ولا أملك إلا الحبّ وبعض كلمات مشتعلة بالعشق والحنين أهديها إليكم حماكم الله.

مع كلّ شمس عليكم منّا السلام.

حسن ابراهيم الناصر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى