على مَن…؟
بلال شرارة
انتهت من الناحية العملية معركة الجرود الشرقية من المقلب اللبناني السلسلة الشرقية وجرود القلمون من الناحية السورية، وتقريباً معركة البادية السورية ومعركة تلعفر مدينة وقضاء من الناحية العراقية، ويكاد لا يبقى من دولة داعش في سورية والعراق ومن قواعد ارتكازها على الحدود اللبنانية السورية سوى ذكرى مقيتة وعلامات سوداء فارقة لسلسلة الجرائم وحفلات الإعدام الجماعية التي ارتكبها الدواعش بأنواع الأسلحة والمتفجرات كافة في الكيانات اللبنانية والسورية والعراقية كلّها.
الأهمّ أنّ لبنان كما سورية والعراق وثق وتأكد أنّ لديهم شعباً فخوراً بنفسه وجيوشه ومقاومة لبنانية وحشداً شعبياً عراقياً وقوى دفاع وطني في سورية، عدا دعم الحلفاء الذين لا يتركون سانحة للتعبير عن انحيازهم إلى بلادنا وشعبنا ولكن…؟
أعرف أنّ الدوائر ستضيق أكثر وأكثر على داعش والنصرة، وأنّ مناطق خفض التوتر في سورية ستتسع على مساحات أكثر وستقوم معها إدارات مدنية هنا وهناك دول داخل الدولة ، كما أنّ «إسرائيل» وتركيا تريدان ثمناً للسلام السوري ولا زال مشروع تقسيم سورية قائماً، ولا زال استفتاء الكرد في العراق قائماً كذلك، كما لا زالت تظهر تعبيرات عن مشكلة التعايش بين المكوّنات الشيعية وكذلك السنية نفسها، وفي ما بينهما! فكيف بالتعايش الإسلامي مع الأقليات الأخرى؟ وفي لبنان آخر إبداعات جمهورية كلّ من إيدو إلوو تقسيم جبل لبنان المسيحي إلى محافظتين بانتظار توقيع العقوبة نفسها على جبل لبنان الدرزي وبعدها إنزال العقوبة نفسها على الشمال. وقد سبق الفضل بتقسيم الجنوب والبقاع كلّ منهما إلى محافظتين. وكما هو معروف، فإن في كلّ مدينة وبلدة وقرية ودسكرة قد أصبح عندنا كهرباء مستقلة ونفايات شبه مستقلة و سيترنات لزقّ مياه الشفة . وعندنا إضافة إلى أدوار الجيش في الدفاع إلى جانب الأمن ودور الأجهزة الأمنية المركزية أمن خاص طائفي، مذهبي، حزبي وشخصي يعني لبنان بانتظار قانون اللامركزية الإدارية يصبح جمهوريات لا تُعدّ ولا تُحصَى تُقرّ وتعترف بعاصمة مفتوحة وببعض السلطات رئيس الجمهورية ومجلس نواب لتغطية تحوّل لبنان إلى بيت لبيوت كثيرة . ومن المعروف أنّ المشروع المطروح هو أردنة القضية الفلسطينية عبر: مملكة متحدة الضفتان الشرقية والغربية لها ملك واحد وجيش موحّد ومجلس نواب وإدارات خدمية مدنية تحت سقف حكومة وحدة. إذن المشهد هكذا بعد أن أدّت داعش أدوارها في إحداث فوضى بناءة على مساحة أقطارنا ثم انهزمت أمامنا وتركتنا نصل الصيغ التي تُرضي أذواقنا. ونخضع على مساحة ما تصل إليه أنظارنا إلى «إسرائيليات» أجرام صغيرة تدور حول «إسرائيل» الكوكب المضاء في حلكة ليل الشرق.
أعرف أنني أعكّر عليكم فرحة التحرير، ولكني خائف مما أرى وأسمع وأسأل الله أن تكون استنتاجاتي في غير محلها. وإذا كانت صائبة فعلى من تراني أقرأ مزاميري؟