الغزو الأميركي الجديد
محور الممانعة والمقاومة الذي كان ممسكاً الى حدّ مشهود بقصب السبق على الأرض من روسيا الى ايران مروراً بالعراق وسورية ولبنان وصولاً الى فلسطين، واضعاً أميركا وحلفاءها ومقاوليها والكيان الغاصب في حال من الإرباك والتراجع والانكفاء، وبالتحديد بعد نصر تموز ومنازلات غزة وصمود سورية، وهو يتعرّض اليوم كما في كلّ مرة لحرب البدائل الأميركية باستراتجيتها الجديدة القديمة عن طريق الغزو المقنّع، وبصفة المنقذ والمخلّص هذه المرة من «داعش» وأخواتها ومن حوله كومبارس الحلفاء والكورس العربي والاقليمي آخذين من سيمفونية الإرهاب غطاءً بغية تغيير قواعد الاشتباك وإمكانية الاختراق للمشروع الصهيو ـ امبريالي بالنيل من محور الممانعة والمقاومة.
ما يُسمى باستراتيجية أميركا المكشوفة هي حلقة من مسلسل حرب البدائل الذي لم ولن يحقق مبتغاه المنشود بإنهاء المقاومة وإلغاء فلسطين، فقد يبقى معركة كرّ وفرّ في حرب طويلة الأمد ومستمرة لن يكون النصر فيها الا في صالح قوى الحق الممانع والمقاوم بمواجهة الباطل الصهيو ـ امبريالي رغم ما نشهده من إحراج لروسيا في أوكرانيا لإخراجها من المتوسط أو استنزاف ايران وتهديد جديد لسورية وإعادة محاصرة المقاومة في لبنان وفلسطين من ضمن عملية استفراد كلّ على حدة، بعد أن أحدثت عملية الفصل في شمال العراق وشرق سورية باسم دولة «داعش» والإرهاب التكفيري، والتي أخذت بشأنها قرار الحرب الفولكلورية.
إنّ الإسقاطات في القطر العراقي، والتي اختلقها الأميركي لتبرير تدخله السافر الجديد، أضحت مفضوحة الأهداف وسوء النوايا بحيث تقوم الاستراتيجية في إطار الغزو الجديد الذي لن يمرّ ولن يحصد إلا ما زرعت يداه في موسم التدمير والقتل المباح الذي برّرته في غزوها الأول باسم الديمقراطية فقد يرتدّ المستقبل بتداعياته على المعتدي ما دامت المقاومة على جهوزيتها وإرادة المواجهة مرفودة بالشعوب العربية والاسلامية الداعمة لخيار المقاومة.
التحليل الإخباري للتجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة